(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10)
فـُهـِم النص على طول تاريخ القرءان انه نص سردي يصف واقعة بيعة العقبة وهو يتحدث عن شخوص شاركت في البيعة وضعت يدها في يد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فكانت (اليد) في فاعليتها ذات حضور واضح في النص (يد الله فوق ايديهم) فكانت مثلا قرءانيا يندرج تحت بقية امثال القرءان في صفتها التي سطرت للناس لعلهم يتفكرون وفيها عقلانية تكوين يستوجب متابعتها بين يدي حملة القرءان
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
وفي عملية تفعيل العقل في المثل القرءاني جعل الله في قرءانه منهجا مقروءا يعتبر دستورا منهجيا لقاريء القرءان وهو واضح مبين عندما يؤكد بيانه ان يتحرر المثل من شخوص الحدث وحيثياته الشخصية التي ظهرت عند نزول القرءان ليكون المثل دستورا شاملا له حراك مستديم ما بقاء نافذية الشريعة بنصوص دستورية نافذة في الارض ذلك لان ما ظهر مع الحدث في المثل القرءاني اذا بقي ملاصقا للنص فانه يقيد (العقل) ولا يسمح بقيام الدستور العلمي الشامل وقد أكد الخطاب الشريف تلك المنهجية في اسقاط ما ظهر من بيان اثناء نزول القرءان والامساك بعقلانية النص العلمية ونقرأ ذلك الدستور واضحا جليا للعقل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)
وحين ينزل القرءان (تـُبـْدَ لكم) وهي الموصوفة بالعفو عنها وهو اعفاء حيثيات شخوصها في عقلانية نفاذ النص بعد الحدث ... كانت تلك اثارة مدخل لبيان اجازة دستورية يحملها حامل القرءان والباحث عن الحقيقة في خارطة الخالق التي اودعها في قرءانه ...
اول اثارة في (عقلانية المثل) تقوم في تحديد مفهوم (اليد) وهل الله سبحانه كان يقصد تلك اليد التي التقت باليد الشريفة للرسول عليه افضل الصلاة والسلام في موضوعية البيعة ..؟؟ ام ان مفهوم اليد يأتي اطلاقا ..؟؟ اطلاق مفهوم اليد في عقلانية بحثية ملزمة لان (يد الله) لا يمكن تجسيمها بشيء كما هي ايدينا او ما يماثلها من ماديات ويرفض العقل فطرة ان يكون الخالق يمتلك حيز مجسمات شكلية مادية كما هو المخلوق ومن ذلك المنطلق الفكري المفروض في ساحة ايمانية بعدم تجسيم الله جملة او جزئيا فلن تكون لله يد بل اليد هي (انقلاب سريان حيازة ماسكة وسيله) وهي عملية استبدال حيازة وهي تعني (منقلب سريان فاعلية الحيز) فنقول في فطرتنا (استلمت الشيء بيدي) او (قبضت المال بيدي) فاليد تقلب سريان الحيازة من (يد ليد اخرى) ومن الشجرة او من أي حيز حاجة اخرى هي خارج الجسد الى حيازة جسد الانسان في (يده) كما نراها في فطرة عقلانية فتكون اليد في العقل ايضا فنقول (وضعت المحكمة اليد على اموال فلان) فوضع اليد على الاموال يعني قلب سريان حيازة المالك في ادارة املاكه من يده الى يد القضاء وهي انقلاب حيازة ادارية ..!!
من وضع يده بيد رسول الله الشريفة بقصد (البيعة) له انما قاموا بالتنازل عن شؤنهم (قيادة انفسهم ـ عقولهم) الى رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وهنا تقوم الحيازة العلمية التي يبحث عنها الباحث لتكون في حاوية علمية من قرءان يقرأ حيث حلل النص الشريف (ناقلية الحيازة) للشؤون الفردية للمبايعين الرساليين الى الله حتما وتكون حيازة الرسول هي حيازة رابط بين الله والمؤمن (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) ذلك لان (منقلب الحيازة) وهي (يد الله) فوق ايدي الجميع فهي ليست بيعة لرسول الله لشخصه أي هي ليست منقلب حيازة لرسول الله بل هي منقلب حيازة لله سبحانه فيكون الله هو (مدير) لتلك الحيازة وقائدها في مسربين (الاول) يكون في من (نكث) فيكون النكث على نفس الناكث وعليه وزرها بفاعلية من الله وليس من محمد عليه افضل الصلاة والسلام فالرسول لا يعاقب احد بل ينذره ويبلغه ويعلمه الحكمة ويبشره ولا يمتلك جنة ولا نار (الثاني) ومن اوفى بما عاهد عليه الله فتكون ادارته من قبل الله ايضا (فسيؤتيه اجرا عظيما) .
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
في هذه الناصية الفكرية يتضح بقوة عقلية كبرى (منقلب الحيازة) لاعمال الفرد المسلم (قيادته لنفسه) في اعماله المتصلة بمنظومة الاسلام حيث تنقلب حيازتها عن طريق ثلاثي الابعاد (الله ... رسوله ... المؤمنون) وفي تلك يكون القطب المحمدي الذي يضم (الله ورسوله والمؤمنون) لانهم في قلب العهد في البيعة (اشهد ان محمدا رسول الله) ولو تم تركيز عقلاني سنجد ان (شهادة المسلم لمحمد) مرتبطة في منقلب حيازة (ستردون) وهو ارتداد منقلب حيازة الافعال التي يقيمها المؤمن (قيادته لنفسه) مرتبطة بعالم (الغيب والشهادة) حيث ترتبط فاعلية شهادة ان محمدا رسول الله مع عالم الغيب والشهادة فيرى الرسول والمؤمنين مع الله اعمال المؤمن ويكون هنلك فاعلية ربط بين المؤمنين (في عالم الغيب والشهادة) وهو رابط الاخاء (انما المؤمنون اخوة) فالاخاء هنا هو (رابط) تكويني يخص (رحم العقل) كما هو في عالم (رحم المادة) يكون رابط الاخاء مادي في اخوة برابط الاب او اخوة برابط الام يربطهم من خلال ما تحدث عنه العلم (الجينات الوراثية) فهي رحم مادي ...
منقلب حيازة الافعال المادية والعقلية (كما سنرى) يكون الى الله ومن ثم رسوله ومن ثم المؤمنين وذلك نظام تكويني رابط يربط المسلمين المؤمنين في بنيان مبني بناءا (بني) وهم الذين اسرى الله بعقولهم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى فكانوا في القرءان والتوارة والانجيل (بني اسرائيل) الذين هم حقا شعب الله وذلك لا يعني انهم يهود زماننا او ما قبله بل هم اسوأ خلق الله بعد قوم موسى الا من كان منهم مؤمنا حقا لا يعادي منظومة الله ويعترف برسالة محمد عليه افضل الصلاة والسلام ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ولا يوجد احتمال ان يكون منهم احد في هذا الزمان ..!!
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)
الله سبحانه وتعالى لا يعمل بمنهجية (الاحتمالات) ليضع احتمالين لموت محمد او قتله كحادثة اخرجت الرسول من الدنيا (الساعة) التي نعرفها في زمن الفلك بل ان النص الشريف يرسم معالم نظم تكوينية في نفوس الذين يشهدون ان محمدا رسول الله كما سنرى حيث يؤكد النص فعل الموت لرسول الله بجسده الشريف
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)
فوصف الله سبحانه موت جسد رسول الله كما تموت اجسادنا الا ان الارتداد الى عالم الغيب والشهادة سيكون في منهجية تخص المؤمنين بمحمد والحياة الدائمة في ولايته (رغم موت جسده) ففي استمرار ولايته تتم البيعة له بموجب حالة حية (اشهد ان محمدا رسول الله) فان كان محمدا (ميتا) في عقل المسلم او كام محمدا (مقتول) في عقل المسلم فان الوعد الالهي يؤكد نظاما تكوينيا في العقل هو (الانقلاب على الاعقاب) وهو نفسه في (ومن نكث) بما عاهد الله عليه فيكون (موت محمد في العقل) هو عدم الاعتراف بفاعليته الرسالية بعد توقف فاعليته الجسدية وهم كثرة متكاثرة يكون في عقولهم (النبي ميت) رغم انهم يشهدون (يعترفون) انه رسول الله الا ان فاعلية محمد ميتة بموت جسده عندهم وهنلك عقول بشرية اخرى (تقتل محمد في العقل) وهي نوعين
الاول : وهم مسلموا الانتساب (بلا ايمان) والكفار والملحدين وحملة العقائد الاخرى والذين لا يعترفون بمحمد كرسول فهو مقتول في عقولهم
الثاني : وهم الذين لا يعتقدون بولاية محمد في رحم العقل الا انهم يعترفون بانه رسول الله فهم لم يبايعوا محمدا اساسا بل يعترفون برسالته فيكون محمدا مقتول في عقولهم
محمد مقتول .. محمد ميت ... وهو في أفإن مات او قتل ..!! وهي في رحم العقل ذلك لان بيعة رسول الله هي رابط كوني في العقل وفي تلك البؤرة الفكرية ذات الصفة العلمية يكون النص القرءاني في عقل يعقل المثل القرءاني
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
فكيف يتصل حي مع ميت ..!!؟؟ مات جسد المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فكيف تقام عليه الصلاة ..؟؟ والخطاب للذين آمنوا ..!! الا انها تكون في رحم العقل والعقل لا يموت بموت الجسد يقينا وهو تأكيد تكويني يؤكد ان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والمؤمنين هم احياء في رحم العقل وهم الشاهدين حقا ( اشهد ان محمدا رسول الله) فهو شاهد وهو عضو في (عالم الغيب والشهادة) وهنلك نصوص تدعم (الحياة عقلا) مع معارفنا بـ (الموت جسدا)
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (البقرة:154)
فهي حياة مع موت الجسد الا اننا لا نشعر بتلك الحياة لاننا في زمن مختلف عن زمنهم وتلك ماسكات علمية تقع حصرا في (علوم العقل) وغرابتها ان ظهرت فهي ليست غرابة المادة العلمية المرتبطة بعقل الباحث بل غربتها تؤتى من وعاء علوم العقل اجمالا في معارف العقل البشري فالعقل وعاء ضائع في المعرفة ...
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
فهل هي شجرة العقبة حصرا والنص يخص حادثة واحدة عاصرت يوم البيعة ..؟؟ وهل الشجرة التي كانت في ارض العقبة ذات صفة تكوينية لكي تكون جزء من النص ... هل هي (شجرة ظرف مكان ..؟؟) ام انها شجرة تكوين تشمل كل الامة المحمدية من يوم نزول الوحي الى اخر مسلم يعيش على هذه الارض ... ؟؟ .. والله القائل لكل من يكون على درب الله
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
ومن يجاهد من اجل حقيقة ربانية تكون سبل الله مهدية له بامر الهي ووعد الهي في المحسنين الذين وصفهم ربهم في القرءان
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)
فيكون الله مع المحسنين الذين حباهم الله بصفة فاعلة (ومن أحسن قولا ممن دعا لى الله) فهو من المحسنين فيكون الله معه ليرى ان تلك الشجرة (شجرة البيعة) ليست ظرف مكان بل هي في قرءان يقرأ
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (ابراهيم:24)
تحت تلك الشجرة الطيبة يقول المسلم (اشهد ان محمدا رسول الله) فهي ليست ظرف مكان بل هي (ظرف عنوان) يكون للمسلمين المؤمنين بحياة محمد (وصال) فهم يصلون على النبي ويتصلون به في عالم يتم الارتداد اليه (وستردون) وهو (عالم الغيب والشهادة) وهو قطب من شجرة تتم فيها البيعة المحمدية الشريفة ومحمد ميت الجسد حي في رحم عقلاني يؤتي فاعليته في تلك الشجرة
(تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم:25)
وتلك الامثال ضربها الله للناس لعلهم يتذكرون ان محمدا والمؤمنين يرون اعمال المؤمنين في حاوية السعي (ساعة) لان العمل في الدنيا (حاوية السعي) ولا عمل في الموت الجسدي لان الانسان يخرج من (حاوية السعي) وهي الساعة ... والذكرى في رحم العقل ولن تكون تحت عدسة مجهر مادي ... الا ان (الأكل) مأتي في اصلها (الارض) فيكون الاجر الالهي تحت مجهر مادي مرئي في زمن العمل (حاوية السعي) وهي في دفاع الله عن المؤمنين وسط ءأدمية متهرئة واخلاق بشرية متهاوية وأكلها مرئي في حياة طيبة لان المبايع تحت الشجرة مع صفتها الطيبة فجاء في النص (فلنحيينه حياة طيبة) لانه يستظل بالشجرة المحمدية الطيبة في قطب محمدي مهجور يتصور فيه كثير من الناس ان محمدا قد مات (وهو موت محمد في العقل) ويتصور بعض اخر ان محمدا لم يترك ولاية في حاوية السعي فيكون (قتل محمد) بقتل ولايته في العقل والعجيب ان اولئك الناس يعترفون ان الصلاة على محمد وآل محمد في الصلاة ركن من اركان الصلاة ولا تقوم الصلاة الا بتلك الواصلة وكثير من الناس يعتبرون ان (الصلاة على محمد وآل ومحمد) تعني الصلاة على (آل بيت محمد) حصرا وهو تصور لا يرتبط بعقلانية النصوص .فالصلاة على آل محمد هي الصلاة على المبايعين تحت الشجرة الطيبة اجمالا فهم (المحمديون) فهم (آل محمد) وهم (المحمد) وهو القطب المحمدي الشريف الذي لا يزال غير معروف بتفصيله رغم ان الفكر العقائدي مكتنز بالاشارة اليه وما قيل في الحوض وما قيل في تجمعات المحمديين بعد الموت وما قيل باخاء المؤمنين الشاهدين على الولاية المحمدية التي هي (انما يبايعون الله) تحت شجرة طيبة اصلها ثابت في وعاء (الرضا) وهي ارض الرضا لان البيعة لا تقوم الا بالرضا (عقل) وفرعها في السماء (دائرة الصفات الغالبة) باجملها فيكون المؤمنين اعضاء منظمة قدسية لا يستطيع اعتى الطغاة ان يتصدى لها او ان يهشمها فهي ذات ترابط تكويني في (رحم العقل) وطغيان الطغاة في (رحم المادة) ورحم العقل دائما هو الذي يسود على المادة ..!! فيكون اعضاء منظومة الايمان اسياد على الطغاة فالطغاة يقدمون لاعضاء المنظمة المؤمنة الخدمات وهم لا يشعرون ولا ننسى طغيان اخوة يوسف عليه السلام فهم الذين دفعوا بطغيانهم باخيهم الى البئر ليرقى الى عرش الملك (وهم لا يشعرون) فالطغاة لهم وسيلة تشغيل ما يمسكون به من طغيان (مكر) والله له الوسائل كلها (مكر)
(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (النمل:50)
فمن عاهد محمدا وجعل سلطان عقله في الوعاء المحمدي الشريف (الرسالة المحمدية) انما يبايعون الله فتكون (الولاية لله) تمر عبر منظومة قدسية شريفة (محمد والذين معه) وهم المؤمنون بقيادة محمد في عقولهم (ولاية) فلم يكن محمد ميتا في عقولهم ولم يقتلوا محمدا في عقولهم فهم لا ينقلبون على اعقابهم بل تكون (يدهم) في (يد محمدية) و (يد الله) فوق ايديهم
ذلك هو محمد عليه افضل الصلاة والسلام و(افضل الصلاة عليه) هي ان تكون شاملة لآل محمد في منظومته فيكون لهم محمدا منذرا دائما لا ينقطع عنهم بانقطاع جسده الشريف بالموت الجسدي بل حياة في رحم العقل وهو رابطهم في عالم الغيب والشهادة وهو في تذكرة قرءانية
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (يّـس:11)
وهو حضور محمدي انذاري يحذر العقل المؤمن في كل شاردة وواردة في (قيادة العقل) في خشية من رحمين (وخشي الرحمان) فيكون (الاول) عند الشطط في العقل تكون فاعلية في انذار محمدي الصفة وهو (رحم عقلاني) يكون فيه خطر الشطط كبير عند قيادة الانسان لعقله فيكون حضور المنظومة المحمدية نذيرا فيه (الثاني) رحم مادي تفعيلي يمارسه المؤمن في يومياته فان انحرف عن الصراط المستقيم جاء الانذار المحمدي من منظومة فعالة في القطب المحمدي الشريف فيكون مثلما كان من خرم السفينة في البحر وقتل الغلام وبناء الحائط وهي فاعليات في رحم مادي وهي (خشية) لحدث سيأتي يكون لتفعيل الرحم المادي سابقية على الحدث كما في مثل يوسف ورميه في البئر ليكون ملكا ..!! في حدث آتي نتيجة فاعلية في رحم مادي ... في تلك (المنذرات) المحمدية الصفة تكون في حياة (الغيب) كما يؤكدها النص الشريف الا ان لها فاعلية مؤكدة النتجية مبينة التفاصيل
تلك اثارة تضع للايمان في الواحة المحمدية مفاصل علم يدركها العقل بدستورية قرءانية لا تخضع لعبقرية عقلانية او اراء بشرية او رواية سردية بل حبو على سبل الله المأتية في قرءانه فتقوم ذكرى تنفع المؤمنين فهي لا تتصف بصفة قدرتها على اقناع الآخر بما جاء فيها بل هي ذكرى والذكرى لا تتفعل في عقل الآخر الا بمشيئة الهية
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)