علوم القرءان ، منقذ البشرية

علوم القرءان ،  منقذ البشرية
Science du Coran ; Sauveur de l'humanité Les Civilisés sont incapables de corriger ce que leur civilisation a gâché

الأحد، 31 أكتوبر 2010

مرض السكري وعلوم قرءانية معاصرة : بقلم الحاج عبود الخالدي







مرض السكري وعلوم قرءانية معاصرة

من أجل استثمار العلم القرءاني في سبل النجاة

بقلم : الحاج عبود الخالدي


ستحمل هذه الاسطر مفاجأة بحثية من مخاض تجريبي امتد مساحة خمس سنوات تقريبا اثمرت في نتاج كبير يحتاج الى رعاية فكرية وممارسات تجريبية لمن يهمهم النجاة سواء المصابين بالسكري النوع (ب) او المرشحين للاصابة به في مقتربات الخمسين عاما من اعمارهم ...

من المعروف في الاوساط العلمية في الفيزياء النووية ان المادة تطلق جسيمات متحررة من وعائها (الذرة) وتمتلك تلك الجسيمات المادية طاقة حركية انتقالية تساوي سرعة الضوء كما تؤكد الحقائق العلمية ان من صفات تلك الجسيمات انها تنعكس بمسار حركيتها عندما تصدم بعاكسات مادية كما تنعكس فوتونات الضوء ورغم ان الانفلاق النووي يتعامل مع تلك الجسيمات المادية المنفلتة من ذرات المادة بصفة طاقه نووية لعناصر مشعة ثقيلة فكانت محطة اهتمام نشاط علماء الذرة في تطبيقات الاستخدام النووي الا ان الجسيمات المادية المنطلقة من ذرات العناصرالخفيفة شأن معروف في اكاديميات العلم بدءا من الجسيمات التي تمثل موجية الصوت وصولا الى الموجات الكهرومغناطيسية (اللاسلكية) والتي تمثل فيضا جسيميا (مقيدا) في ترددات وطول موجي معروف لذوي الاختصاص بصفته (جسيمات مادية) منطلقة من ذراتها مقيدة بحقل مغنطي ...


لغرض الافلات من الصوامع العلمية لتكون (عقلانية الانسان) مجردة من قيودها في برامجيات المنهجية الاكاديمية الصارمة ذلك لانها اكاديميات مادية لا تعترف بالمادة العلمية القرءانية فان ابسط ما يمكن ان تدركه عقولنا الباحثة في القرءان (غير الاكاديمية) ان الضوء هو فوتونات خارجة من مصدر الضوء وان الاصوات هي جسيمات موجية خارجة من مصدر الصوت تدركها حاسة البصر وحاسة السمع كما تشارك حاسة الشم فيادراك الجسيمات المادية المنفلته من العناصر او المركبات وكذلك تكون حاسة اللمس مشاركة في الادراك الجسيمي من خلال تحسس (الحرارة) فالحرارة هي حالة موجية جسيمية ايضا تمثل انفلات جسيمي مادي من خلال حركية جسيمات المادة داخل الذرة التكوينية ومن ثم الانفلات الجسيمي من المصدر الحراري .

تلك المدركات العقلية (الفطرية) تم كشف غطاء (مكنوناتها) في الانشطة العلمية المعاصرة وتشكل ثباتا معرفيا بدليل انها اصبحت من استثمارات العلم المعاصر في انتاج الاتصال اللاسلكي رغم ان كينونة الموجة الكهرومغناطيسية غير معروف علميا كما ان العلماء في الطاقة النووية لا يجيبون عن سبب ظاهرة ثبات سرعة الضوء في الجسيمات النووية ولا تزال تلك الظاهرة تحير اجيال العلماء المتلاحقة وكان اخر فشل لهم في المعجل الضخم الذي حشد له حشد علمي كبير في سويسرا والذي فشل في برنامجه التعجيلي لتسريع الجسيمات فوق سرعة الضوء ... كان النشاط المعاصر ولا يزال فعالا في تأجيج الموجات الكهرومغناطيسية الذي احدث متغيرات كبيرة في الاجواء المحيطة بنا والتي سببت تداخلا سيئا للغاية مع نظم التكوين الطبيعية التي كانت سارية بشفافية قبل الثورة الصناعية حيث كانت الجسيمات المادية المنفلتة من عناصرها موجيا تمثل جسيمات عائمة في الجو بصفة حرة غير مقيدة بحقل كهرومغناطيسي ( حيث لا وجود للموجة الكهرومغناطيسية قديما) الا نادرا ويكون بسبب حراك فلكي محدد غير مستمر ويمكن ان يرى الباحث المستقل ان التقنيات اللاسلكية ترتبط بظواهر كثيرة تتصف بالسوء التدريجي المتصاعد طرديا بين الناس مرتبطة بالوسعة الطردية مع وسعة استخدام الاتصالات الموجية رغم بريق التقنيات اللاسلكية وقبول الجماهير بفائقية استخدامها ويمكن ان يرصد الباحث شأنا بحثيا غاية في الاهمية الا وهو ان الاستثمارات العلمية الموجية والنووية تنفلت (مقيدة في حقل ممغنط) وليس كما كانت الحياة الطبيعية قبل الحضارة فالصوت مثلا هو موج حر تتشتت فيه الجسيمات المادية حال خروجها من مصدرها ومثلها الضوء حيث تتشتت الفوتونات من خلال استقرارها تكوينيا عند خروجها من المصدر الضوئي بعد مسار متعدد الانعكاسات شأنها شأن الضوء ومثلها الجسيمات المنفلتة عبر ظاهرة الحرارة والجسيمات المنفلتة عبر ظاهرة الشم وكل تلك الجسيمات غير مقيدة بحقل كهرومغناطيسي كما هو حال يومنا المعاصر التي تكثر فيه الجسيمات المادية المقيدة موجيا ومن المؤكد ان في هذه المعالجة من نتاج فطرة عقلية تسعى لامساك نتيجة متحصلة من حراك تلك الجسيمات المادية حيث ان جسم الانسان او الحيوان او أي جسم مادي من نبات او جماد يستلم جزءا من تلك الجسيمات ويعكس جزء اخر منها وعندما يكون الانسان وغيره مستلما لجزء من جسيمات الموج المقيدة وغير المقيدة بحقل مغنطي فانها تكون جزءا من تكوينته واكثر الظواهر التي تؤكد هذه النتيجة الحتمية هي ظاهرة (التركيب الضوئي) في النباتات حيث يستلم جسم النبات فوتونات الضوء ليكون جزءا من فاعليته التكوينية في (عملية التركيب الضوئي) وسطورنا لا تزال تقرأ كتاب الخليقة المكنون في نظم التكوين فيكون القرءان حاضرا في تذكيرنا بتلك الظواهر الجسيمية المنفلتة من ذراتها

(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الانبياء:104

تفعيل البحث في منهج التدبر العقلاني للنص الشريف في اعادته الى اولياته سنجد ان لفظ (يوم) في معارفنا هو (زمن) او (ميقات) الا انه عند تأويله الى اولياته في الخلق سنجد ان اليوم (يساوي) دوره كامله للارض حول نفسها فهو يعني (حركية) فاليوم حين يرتبط باولياته التكوينية (دورة واحدة للارض حول نفسها) فيكون الفهم التدبري للنص ان لفظ (يوم) يعني نتاج حراك الارض المنتظم وبالتالي فان تأويل اللفظ (يوم) يقيم البيان في عقل المتذكر (حامل القرءان) ان النص يذكرنا في حراك منتظم (يوم) وذلك الحراك المنتظم فيه عملية (طوي) للسماء وهو لا بد ان يمنهج في تدبر عقلاني ايضا يطالبنا القرءان بتفعيله عقلا (افلا يتدبرون القرءان) فاذا كانت السماء في مفاهيمنا القرءانية انها (دائرة الصفات الغالبة) وهو نتاج من علوم القرءان فهي ستكون في تخريج للفهم العقلاني ان السماء هي عناصر المادة الكونية (الغالبة في منظومة الخلق) فكل شيء مرئي هو (سماء اولى) كما تم ترشيد ذلك النتاج في مسلسل (العقل والسماوات السبع) ... عملية الطوي معروفة في مقاصدنا الفطرية فهي عملية تدوير المادة على بعضها كما هي (حركية الارض المنتظمة يوميا) وبالتالي فان لفظ (نطوي السماء) تعني (تبادلية النفاذية بينها) كما نطوي الخيط الطويل على بعضه فيتبادل الخيط نفاذيته كصفة (خيط) على نفسه ...!! ولو اراد الباحث ان يوسع دائرة الاستدلال العقلي فيتسائل في العقل (الفطري) عن مصير المادة حين تنطلق الجسيمات منها فهل يعني ان الانفلات الجسيمي المستمر للمادة هو فناء المادة ..؟ ويلتحق به تساؤل اخر كيف سيكون مصير تلك الجسيمات المنفلتة ..!! هل تفنى ..؟؟ ام تعود فترتبط في المادة مرة اخرى ...؟؟ وكيف ...؟؟ الجواب على مثل تلك التساؤلات يقوم القرءان بتذكيرنا بها وهو في فهم عملية الـ (طوي) الكوني والتي تجري للمادة التي نتصورها (جامدة) بل هي في حراك منتظم (يوم) وذلك ما تؤكده نواظير العلم المعاصر

القرءان يذكرنا ان لتلك المنفلتات الجسيمية (كتاب) أي (نظام تنفيذي تكويني) وقد وردت تلك الذكرى في وصف تلك الصفة في (كتاب الفجار) ونحيل متابعنا الفاضل الى موضوع تحت عنوان (بين الفجر والتفجير علم قرءاني يقرأ) تحت الرابط

http://islamicforumarab.org/vb/showt...D-%ED%DE%D1%C3

ونرى في بحوثنا سوء ذلك النوع من الممارسة التفجيرية في حضارة اليوم في جسيمات متفجرة من مكامنها قسرا بصفة مقيدة (سجين)

(كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) المطففين:7

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ) المطففين:8

(كِتَابٌ مَرْقُومٌ) المطففين:9

النصوص الشريفة تذكرنا بصفة نفاذية موجات لاسلكية مقيدة مغنطيا (موجة كهرومغنطية تحبس الجسيمات) منطلقة في اجواء معاصرة مكهربة (مسجونة) تطغى على بايولوجيا الجسد الانساني حصرا فتصيبه بالسوء الكثير المتزايد ومنه سوءا واحدا نرصده في اثارتنا هذه وهو مرض السكري النوع (ب) وأمثال ذلك المرض (امراض العصر) مساويء متعددة كثيرة سيكون لها حضور بحثي متقدم في اثارات لاحقة ولعل اول تأكيد نطرحه في هذه المعالجة المبنية على تذكرة قرءانية هو ان مرض السكري (النوع الثاني) من الامراض التي عجز الطب عن معالجتها بشكل نهائي بل تحتاج الى علاج مستمر يعالج (الاثر) السيء ولا يعرف شيئا عن (المؤثر) الذي خلف الاثر ذلك لان بحوث العلم المعاصر انحسرت في جسد المريض الا ان (المؤثر) يقع خارج الجسد في احتقان موجي يتسبب في فساد الرضا البايولوجي في الجسد (فساد في الارض) ويحصل حصرا في الرضا بين وظيفة عضو الدم ووظيفة الخلايا التي تحتاج السكر لطاقة الايض الخلوي ... المعالجة المادية الدوائية التي يتناولها مريض السكري لا تفعل شيئا يعالج (المؤثر) ويقضي عليه لذلك فالادوية الطبية اوالعشبية انما تسجل معالجة مؤقتة مرتبطة بتواجد العقار في الدم وتعود النتائج السلبية عند نفاد المادة الدوائية ونفس الشيء يحصل في الادوية العشبية فهي ذات نتيجة مؤقته غير مستمرة ... العلاج الدائمي يحتاج الى تدمير (المؤثر) ووقف فاعلية السوء منه وذلك من خلال عملية تطهير الاجواء من تلك المؤججات الجسيمية المقيدة للمادة المنفلتة وتلك لا يمكن ان تتحصل الا في صحوة علمية تعالج تلك الازمة بشكل اممي واسع ويستطيع المسلمون في اقاليمهم الاسلامية ان يحصلوا على بطاقة نصر اسلامي كبير من خلال بناء (الردم) الذي جاء في مثل يأجوج ومأجوج وذو القرنين في القرءان حيث لفظ (الردم) يعني في تدبر النص (اعادة الشيء الى ما كان عليه) كما يتم ردم الحفرة في الارض لتعود الارض مستوية كما كانت عليها ... الردم جهاز يصطاد الموجات المقيدة لغرض تفتيتها وتحويل جسيماتها الى جسيمات (حرة) غير مقيده بحقل مغنطي موجي ...!! ومثل تلك العملية تحتاج الى (صحوة رسمية) اسلامية وليدة من صحوة جماهيرية تضغط على حكوماتها بحيث يمكن تنصيب ابراج تنقية الاجواء في التجمعات السكنية وفي المواقع الاكثر سوءا في الاقليم المسلم ومن خلال حراك موجي تلقائي في الردم والذي قام القرءان ببيان اياته وتفصيلها (بينات مفصلات) حيث ان (الردم) يعيد الشيء الى ما كان عليه وهو من رحمة الهية مسطورة في القرءان الا ان اكثر الناس كانوا ولا يزالون عن ايات ربهم معرضون ...!!

تجاربنا المادية ذات مساحة بيانية واسعة ولا يمكن طرحها الا على بساط علمي يشارك فيه مجموعة من الناشطين في علوم القرءان ذلك لان نتائج تلك التجارب مبنية على اساسيات فيعلوم القرءان وحين نعلن هنا النتائج دون التفاصيل العلمية العميقة فهو لغرض الحفاظ على التفاصيل من التشوهات المحتملة حين يطلع عليها غيرالعارفين باساسيات علوم القرءان ولغرض منح مرضى السكري النوع (ب) فرصة استثمار غلة علوم القرءان ننصح


باستخدام الممارسة التالية :

تحضير ورق الالمنيوم المستخدم في تغليف الاغذية بمساحة 6×6 سم وتدمج طبقتان من تلك الرقائق الخفيفة ... يعمل منها مخروط مدبب الرأس وهي ممارسة معروفة حيث يكون شكل المخروط كالذي يستخدم في اعياد ميلاد الاطفال ليوضع على رؤوسهم (طرطور) شرط ان يكون ذو نهاية مدببة جدا وتلك الصفة سهلة ذلك لان رقائق الالمنيوم الغذائي تكون مرنة التشكيل تخضع لارادة القائم بتشكيلها ... يتم تلبيس قاعدة المخروط في اصبع (السبابة) وهو الاصبع المجاور لاكبر الاصابع (الابهام) او في اصبع (الخنصر) وهو اصغر اصبع في اليد ... الاصبع الذي يتم عليه تلبيس مخروط الالمنيوم يكون من اصابع اليد اليمنى حصرا ... ويمكن استخدام مخروطين اثنين واحد في سبابة اليد اليمنى والاخر في سبابة اليد اليسرى في منسك الصلاة فقط ويستوجب نزع المخروط المعدني من اليد اليسرى بعد تمام الصلاة لاسباب علمية جوهرية من بنود علوم القرءان والتي لم تنشر بعد .... يجب ان تكون نهاية المخروط المدببة خارج اطول اصبع من اصابع اليد لتأمين افضلية في تشغيله

موجز المعالجة العلمي :

المعروف علميا ان الشحنات الكهربائية المستقرة تتسرب من النهايات المدببة ومن تلك الظاهرة فان نهايةالمخروط المعدني ستكون منفذا لتسريب الجيسمات المادية المقيدة التي اصطادها الحقل المغنطي الشخصي في جسد الانسان ذلك لان جسد كل انسان يعتبر (حقل مغنطي مستقل) وذلك الحقل يستقطب كثيرا من الجسيمات المادية المقيده بحقل مغنطي موجي فتكون لصيقة في الجسد وتؤدي الى احتقان الحقل المغنطي الجسدي بجسيمات ضارة من حيث الجنس (النوع) فالانثى تستقطب نوعا ضار خاص بصفتها الانثوية والذكر يستقطب جسيمات ضارة خاصة بذكورته ... تلك من مرابط علمية مهمة من علوم القرءان تنتظر حشدا علميا قرءانيا لطرحها الا ان غلة تلك العلوم ومن تجاربنا المخبرية المبنية على تذكرة قرءانية كان لنا امل ان نطرحها يوما على بساط بحث متخصص يمتلك حشدا من عشاق الحقيقة في المنظومة الاسلامية التي تمتلك مرابط تطورية تفوق تطور مرابط العلم الحديث بمعدلات ساحقة

منسك الوضوء + الصلاة المنسكية يؤديان دورا مهما في تسريب الجسيمات المادية المستقرة في جسد الانسان على ان تكون تلك الجسيمات غير سجينة (مقيدة) بحقل مغنطي الا ان نسبة الجسيمات الضارة (المقيدة مغنطيا) جعلت من منسك الوضوء والصلاة غير كافي لتسريب كافة انواع الجسيمات الضارة المقيدة بل تستطيع الصلاة المنسكية تفريغ انواع من الجسيمات هي الاخف قيدا ... وهنلك ممارسات عصرية ادت الى ضمور نظم خلق سخرها الخالق لحماية الانسان من الجسيمات المادية الطائشة ذلك لان الانسان يمتلك مستوى عقلي خامس (بشري) ويمتلك (مشاعر) مؤثرة في الحقل المغنطي الخاص بجسده بما يختلف عن الحيوان والنبات ومن تلك النظم الضامرة في زمننا المعاصر هي في شعر الرأس الذي خلقه الله ليصطاد الكثير من الجسيمات الضارة ويمتلك شعر الرأس نهايات مدببة تسمح بتسريب الشحنات الناتجة من الجسيمات المادية الا ان الناس رجالا ونساءا يقصون شعر الرأس واللحى عند الرجال فتخف كثافة الشعر وتضعف مهمته وفي نفس الوقت يتم القضاء على النهايات المدببة للشعيرات حيث نظام خلق الشعيرة هو ذات شكل هندسي مخروطي النهاية وهي التي تتعرض للقص باستمرار نتيجة الممارسات الحضارية فيكون الشعر اقل فعالية في زمن تزداد فعالية الجسيمات المادية المقيدة بكثرتها المتزايدة ونوعياتها الضارة ونوعيات الجسيمات الضارة ليس بامر خفي على العلم واشهرها الجسيمات النووية التي يصل ضررها الى مسببات الموت المباشر او السرطانات المختلفة ... الناس في الزمن المعاصر يمتلكون ممارسة تزيد الضرر بسبب هجر استخدام غطاء الرأس كالعمامة او القبعة او الطربوش اوالطاقية وغيرها حيث تم تقليد الزي الاوربي في حسر الراس من أي غطاء كما كان في اعراف السابقين بما فيهم الاوربيين انفسهم مما يعرض وظيفة العضو الخاص باصطياد الجسيمات الضارة (الشعر) للضعف الوظيفي ومثله (السائل المخي) الذي يرشح ما لم يصطاده الشعر من جسيمات ويحررها من قيدها ليطرحها عبر الجهاز الهضمي حيث اصبحت تلك الممارسات الحضارية سببا في تعرض منظومة الحماية التكوينية من الجسيمات المادية الطائشة الى ضغوط متكاثرة تزيد من احتقان الجسد البشري بالجسيمات الضارة التي تمثل (قارعة) بما صنع اهل هذا الزمان من فساد في الارض .

استخدام المخروط المعدني المدبب الرأس في احد اصابع اليد اليمنى يكون فعالا في الاستخدام بحسب امكانية المريض بالسكري بما لا يتقاطع مع العمل والواجبات في الاستخدام المهني لليد اليمنى اثناء العمل فيكون استخدام المخروط في خنصر اليد اليمنى الذي يمكن للفرد ان يوقف وظيفة اصبع الخنصر دون تأثير كبير على صلاحيات اليد المهنية اما في اثناء الاستراحة والصلاة يمكن استخدامه في اصبع السبابه حيث ننصح بشدة استخدام المخروط المعدني اثناء منسك الصلاة كما ننصح ان تتوسط بين كل صلاتين واجبتين صلاة مستحبة بركعتان (صلاة الاستشفاء) تكون بلسما شافيا لمريض السكري ... ربات البيوت او بعض المهنيين الذين لايستطيعون استخدام المخروط المعدني في اصابع اليد اليمنى يمكنهم استبداله بمخروط كبير يوضع على الراس ويمكن صناعته يدويا من نفس رقائق الالمنيوم على شكل قلنسوة في مركزها رأس مخروطي مدبب وصناعته سهلة في المنزل لان رقائق الالمنيوم تتشكل كيفما يراد لها ان تكون ولا يهم الانبعاجات والتكسرات في رقائق الالمنيوم وتلك التكسرات في مستوى سطح الرقائق ستكون نافعة لانها ستشكل زوايا لا حصر لها تسهم في انعكاس الجسيمات الساقطة على قحف الرأس ...

تلك الممارسات بسيطة وتعطي مريض السكري تحسنا ملحوظا توصله الى ترك الادوية المصنوعة من ارض ميتة ظهر ان في استخدامها تحريم للضرر منها اما الادوية العشبية فلا تعتبر من موصوفات(ميتة الارض) ... نأمل من كل من يمر من هنا وينوي تطبيق هذه الممارسة ان يدفع لنا اجرا مؤجلا بعد نجاح ممارسته باذن الله وهو ان يرسل لنا تفاصيل تجربته الى هذا المعهد لتكون ارشيفا توثيقيا ليؤكد ممارسة مادية مستحلبة من علوم القرءان يسهم الجمهور المسلم بتوثيقها لرفعها الى صفة الثابتة العلمية ثباتا سريريا واهم ما في تلك الثابتة العلمية من بيان هو ان (المؤثر) لكثير من الامراض العصرية لن يكون داخل الجسد بل (قارعة قريبة من دارهم) وهي مستقرات اجسادهم (الاجواء حولهم) وان ما يراه العلماء داخل الجسد هو (الاثر) اما (المؤثر) فهو خارج الجسد ولغرض دعم مراشدنا المرتبطة بالقرءان لنراها في (كتاب مكنون) تعرض سطورنا معلومة معروفة وتربطها بظاهرة مرض السكري الذي (يتصاعد ليلا) حيث السبب يكمن في زيادة تفعيلية لظاهرة موجية ليلية معروفة علميا الا وهي زيادة فاعلية الموج اللاسلكي ليلا بسبب اقتراب طبقة (الايون سفير) من سطح الارض وهي تعمل عمل مرآة عاكسة تزيد من انعكاسات الموجة الكهرومغناطيسية مما يزيد في احتقان الجسد البشري ليلا بسبب زيادة نشاط الفيض الموجي ... كما قد يلحظ الناس ان زيادة في نسبة الاصابة بالسكري تفاقمت بعد انتشار التلفون النقال وقد بدأ السكري يتصاعد في غزو الاجساد البشرية منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي وهوفي اطراد متزايد مع اعداد المستخدمين لتلك التقنية القاتلة ...


هذا المتصفح واي متصفح يتم نشره من قبلنا هنا يمتلك صفة المناقشة العلمية الدقيقة الا ان في هذه المعالجة المنشورة سيكون النقاش في التكوينة العلمية للمعالجة محدود بالنتائج فقط دون التفاصيل العلمية الدقيقة ذلك لان مساحة الاستدلال العلمي من خارطة القرءان العلمية واسعة في هذه المعالجة ولا يمكن مناقشتها برصانة علميا إلا عندما يكون المتحاور يمتلك نفس تلك المساحة وذلك يحتاج الى متحاور متقدم في علوم الله المثلى ... اما المناقشات التي تدور حول النتائج العلمية فيجري الترحيب بها ومعالجتها برصانة علمية مؤكدة باذن الله



نأمل ان تكون هذه المعالجة نافعة للذين يعانون من السكري من المسلمين المرشحين لقبول العلم القرءاني في الممارسات المعاصرة اما الناس الذين لا يصدقون هذه الايات التي تمتلك مصدرية قرءانية فقد جاء فيهم النص متواليا مع التذكير العلمي في كتاب الفجار في سجين ما نصه

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) المطففين:10

(الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) المطففين:11

يومئذ هو سريان تشغيل كتابالفجار في سجين وهو (الحراك المنتظم) والموصوف بصفة (مرقوم) فهو في ثوابت رقمية (ترددات) او (طول موجي) وانظمة رقمية بنيت عليها (التفجيرات المادية المسجونة) والتي قيدت في حقول مغنطية موجية (دائرة رنين)...

(وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) المطففين: 13

(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) المطففين:13

وما اكثر القائلين بان ايات القرءان لاقوام عاشت في زمن مضى ... تلك تذكرة سباعية التلاوة من قرءان يمثل خارطة الخلق تم تدبر النصوص في زمن نحتاج فيه الى (تقويم) وسيلتنا مع زمننا الذي فسدت فيه عجينة الحياة التي تحيط بنا والقرءان (يهدي للتي هيأقوم)


( إِنَّ هَذَا الْقُرءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الاسراء9)

تجاربنا لا تزال مستمرة ونعد متابعينا الافاضل الذين سيكونون معنا بتقديم نتائج اي تطورات متقدمة ستحصل في هذه المعالجة التي تمثل استثمار غلة علوم القرءان في نقطة مرضية مستشرية يحتاج فيها المسلمون الى بطاقة نصر من المنظومة الاسلامية المنصورة بامر الهي

نسأل الله ان يمنح الشفاء لمستحقي رحمة الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة

http://islamicforumarab.org/vb/showthread.php?58-مرض-السكري-وعلوم-قرءانية-معاصرة&p=172#post172

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

هل طول اليوم يدوم حقا 24 ساعة !! .. دراسات جديدة تكشف حقائق اخرى

طول اليوم تحت تأثير الأشعة الكونية والطاقة الشمسية ؟؟

هل طول اليوم يدوم حقا 24 ساعة !! .. دراسات جديدة تكشف حقائق اخرى

فطول اليوم يقع تحت تاثير مباشر وكبير للطاقة الشمسية والاشعة الكونية


بسم الله الرحمن الرحيم

كان الاعتقاد السائد لحد وقت قريب ، ان طول اليوم هو ثابثة مستقرة ، عرفت مند زمن بطول يومي يبلغ ( 24 ساعة ) ، مع بعض التغيرات الطفيفة التي تزيد او تنقص حسب تغير سرعة ( الشمس ) ، وكذلك تاثير ( القمر ) على الارض ، فكلما ازدادت جاذبية هذا الاخير كلما ابطا دوران الارض حول نفسها ، وبالتالي يزداد طول اليوم ، ولكن بمعدلات جد خفيفة لا تكاد تلاحظ . فطول اليوم ( مثلا ) في الازمنة الماضية كان اقول من طوله اليوم ، ويفترض بعد سنين طويلة ان يزداد طول هذا اليوم بكثير عن ( 24 ) ساعة .

فاذن هناك عاملان قويان يؤثران وبشكل ملحوظ على هذا التفاوت الطفيف في هذا ( الطول ) : سرعة الشمس وجاذبية القمر .

الا انه مؤخرا ووفق دراسات خاصة حديثة قام بها فريق خاص ( فرانكو ـروسي ) يضم نخبة من الخبراء

الجيوفيزيائيين والرياظيات التطبيقية بقيادة البروفيسور جان لوي Jean-Louis Le Mouël
الفيزيائي في معهد ( غلوب بارس ) INSU-CNRS, Paris Diderot

وجود عامل آخر يؤثر يشكل قوي على هذا ( الطول ) ، فطول الزمن ( اليومي ) يقع تاثير كبير لفاعلية وانتشار ل الاشعة الكونية ، وقوة ( الطاقة الشمسية )

فلقد اثبتت تلك الدراسات انَّ الارض ( وبالتحديد الوشاح الارضي ) تتفاوت سرعاته بين تباطئ واسراع حسب الاشعة الكونية المحيطة بالارض ، هته الاخيرة التي تقع تاثيرمباشر للنشاط الشمسي ، عن طريق تداول مسار الرياح القطبية ( كما توضح النماذج أدناه )


L'amplitude de la variation semi-annuelle de la longueur du jour (en bleu) est anti-corrélée au nombre (Un nombre est un concept caractérisant une unité, une collection d'unités ou une fraction d'unité.) de taches solaires(avec un glissement d'un an) (rouge en haut), et corrélées au flux de rayons cosmiques galactiques (rouge en bas).



يقول الحق تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (القصص:72
انها الشمس بضيائها ... بنشاطها .. تجعل من نهارنا ويومنا نهارا ويوما منتظما ... فان ذهب ضياء الشمس بنشاطه .. اختل كل يوم لنا ... وكل نهار ...
فسبحان الخالق .. الذي خلق كل شيء فابدعه .
الباحثة وديعة عمراني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :










الاستراتيجية العقائدية والتطور : الحاج عبود الخالدي


الاستراتيجية العقائدية والتطور

من اجل مركزية فكرية اسلامية معاصرة

بقلم : الحاج عبود الخالدي

من خلال رصد الانشطة العقائدية جماهيريا لم يبق شك في ان التطور الحضاري العلمي والتقني طغى على المنهجية العقائدية واصبح المد الحضاري هو الاكثر قبولا في عقول الجماهير وتلك لم تكن راصدة صحفية بل واقع يعيشه الناس في كل مكان ولعل اوضح نوع من انواع الرصد يمكن مراقبته في الحشد الفكري الرياضي بين الناس من اجل لعبة لكرة القدم والذي قد يفوق أي تصور لحشد عقائدي يهتم به الناس ويتألق الرصد حين تفرغ شوارع المدن من روادها وتقوم الدنيا ولا تقعد من اجل لعبة لكرة القدم وكرة القدم نشاط حديث ياخذ بلب الناس وعقولهم اما الفكر العقائدي فهو عتيق لا يثير اهتمام جماهيره .


ذلك الوصف لم يكن لغرض النقد المجتمعي بل هو اصفة تصف الفرق الهائل بين الاستراتيجية العقائدية الفعالة في جماهير العقيدة واستراتيجيات متطورة تستطيع ان تتحكم بمشاعر الناس وتقلب اهتماماتهم العقائدية الى اهتمامات لا ترتبط بالعقيدة بوشائج الحلال والحرام والمكروه والمستحب من الاعمال في النشاط الآدمي .


استطاعت الاستراتيجيات الحديثة ان تمتص ثقل التجمهر العقائدي ليس فقط في ميادين بعيدة عن الميدان العقائدي كلعبة كرة القدم بل استطاعت الاستراتيجيات التنظيرية المعاصرة ان تخترق الاستراتيجية العقائدية وتصل الى قلب منظومة الاستراتيجية العقائدية وتضع مع الله اله اخر الا وهو الوطن .. !!


ذلك الاختراق العقائدي استطاع ان يخترق عقل الجماهير على غفلة واسعة من جماهير المعتقد واستطاع التنظير الوطني ان يصل الى الله سبحانه وكان نتيجة لذلك الاختراق الناجح والمبرمج ان قبلت الجماهير شعارا يقول (الله الوطن) واصبح الوطن شريكا لله في العز والرزق والاستقرار والعيش الهانيء وقد استخدمت كل الاحلام الوردية التي وعد الله بها العقائديون الى احلام وطنية يمنحها الوطن لمواطنيه ...!!


ذلك لم يكن يعني ان استراتيجية التنظير الوطني ذات قوة خارقة بل يعني ان الاستراتيجية العقائدية ضعيفة واهنة لم تستطع ان تحمي سورها الفكري فاصبحت العقيدة بكاملها سهلة الاختراق ...


وصل الاختراق التنظيري الوطني حد الذروة في ظواهر عقائدية تورطت في صناعة النظرية الوطنية من خلال اقحام فصائل عقائدية في الترويج للفكر الوطني واحتضان الافكار الوطنية وتفعيلها جنب الى جنب مع النظرية العقائدية كما يحصل في العراق ومصر وافغانستان وغزة وجزيرة العرب ...

الضعف والوهن في الاستراتيجية العقائدية ليس ضعفا وآلام في مفاصل شخص محدد يعلن العضو فيها عن اوجاع وآلام تنذر بوجود الوهن والضعف او المرض ومن المؤكد ان مفاصل العقائديين هم جمهورها ولم يشتكي واحدا من جمهور المسلمين من اوجاع فكرية في ضعف استراتيجية العقيدة وذلك لان الناس على دين ملوكهم وعلى كل طبل ينقرون ولا يشترط ان يكون جمهور المسلمين بعرضه وطوله من الحكماء والعقلاء ولا يشترط ان يكون الصائغ والنجار والطبيب فقيها بل يجب ان يتصدى للاستراتيجية العقائدية نفر ينفر من كيانه اليها ولكن كيف وقد ابتليت الاستراتيجية العقائدية بالفرقة وزراع الفرقة هم فقهاء العقيدة ..!!

تلك اذن راصدة في وهن وضعف استراتيجي في العقيدة وليس في جماهيرها حصرا فالاستراتيجية العقائدية تبرز من خلال فقهاء تلك العقيدة او من خلال عناصر تخصصت بالمادة الدينية وعندما يكون الاختلاف هو منهج استراتيجي بين الفقهاء ومروجي الخطاب الديني فان الوهن والضعف العقائدي يقع حصرا في ثلة الانشطين في الخطاب الديني الذين يمثلون خارطة الاستراتيجية العقائدية وتلك الخارطة يسير عليها جمهور العقيدة ..

لو اردنا ان نتخذ مقعدا جريئا في الوصف والتحليل سنجد ان الاستراتيجية التنظيرية لكرة القدم التي تضطلع بها منظمة اسمها منظمة (الفيفا) وهو اتحاد عالمي لكرة القدم اقوى بكثير من الكثير من أي منظومة عقائدية تمثل استراتيجية عقائدية اسلامية ..!!


عندما يتناظر النظر الاستراتيجي بين (الفيفا) كمنظومة ومنظومات اسلامية مسميات باسمائها فلم تجد ما يناظره في الاسراتيجية العقائدية وان وجدت اسماء فانها مجرد اسماء ليس لها أي تنظير مثل (لجنة تحرير القدس) ومثل (جامعة الدول العربية) ومثل (منظمة المؤتمر الاسلامي) ... فهي اسماء لا تمتلك نفاذية في النشاط


عندما يعترض لاعب في كرة القدم على حكم المباراة فان منظمة (الفيفا) تصدر قرارا بفصل لاعب (مجرد لاعب) لانه اسمع الحكم بضع كلمات قاسية وكل العالم يحترم ذلك القرار .. انها استراتيجية تنفيذية كبرى .. ولكن ..


منظمة المؤتمر الاسلامي وكل المنظمات الاسلامية وكل الفقهاء في الاسلام وكل المتخصصين في الخطاب الديني لا يملكون واحد من مليون من مثل تلك النظم التنفيذية وتستعر الشتائم بين فرقاء المسلمين وتسقط هيبة الاسلام في مهاترات سنية شيعية او قرضاوية فارسية ولا تمتلك المنظومة العقائدية شيئا يشبه او قد يشبه ما تمتلكه منظمة اللعب بالاقدام (فيفا) ..!!

استراتيجية عقائدية نافذة في جسد اسلامي تعلن عن وهن وضعف واضح ..!! بل ان استراتيجية العقيدة القائمة الان لو صحت التعابير فيها وتمسكت بادب الكلام وصدق الحديث الشريف حين اكد ان يوما يأتي على الامة لا يبق من الاسلام الا اسمه ..!! استراتيجية اسلامية تفقد صفتها بشكل محزن وتضع جمهور المسلمين في ركب حضاري متأخر مع الامم الاخرى وبذلك تقوم مسئولية كل مسلم حين يرى مركزية الدين الاسلامي عاجزة عن تأمين صفات الاسلام في مركزها (استراتيجياتها) ..

الاسلام فقد مركزيته تماما في اكثر الاوصاف عدالة ولن يستطع المركز الاسلامي المعاصر ان يؤمن لنا ولجيلنا تنظيرا عقائديا يقوي الصفة المركزية ليكون خيمة على جمهوره وبذلك نفقد واحدا من اهم واجباتنا الاسلامية في القدرة على منح جيل الابناء اسلاما فعالا اللهم الا اسمه حيث سيكون اولادنا مسلمون في الاسم دون المضمون ويتساقط الاسلام يوما بعد اخر ويتحول المتمسكون بدينهم الى متمسكين بمناسكهم دون تنفيذ نشاطات اسلامية مجتمعية الا من خلال التجمعات التي وصفت بالتطرف لانها استخدمت السلاح وتحولت استراتيجيتها (مركزيتها الفكرية) المسلحة الى ترجمان ارهابي على مسمع من كل المسلمين واصبح المسلمون في المجتمعات غير المسلمة يدفعون ثمن تصرفات يقوم بها متطرفون اسلاميون يعتصمون بكهوف الجبال ويفعلون افعالهم وهم يرتدون اقنعة سوداء ..!!

اذن نحن امام صناعة استراتيجية ارتدادية خطيرة في المنهج العقائدي والمسلمون يتفرجون يوم تم تحطيم استراتيجياتهم ويوم تبنى لهم استراتيجيات تدمر ما بقي من التنظير العقائدي في الوطنية واليوم تبنى لهم استراتيجية ارهابية حسب مسميات يصنعها مبرمجون لا يظهرون في ساحة الحدث كما يظهر الفقهاء ومروجي الخطاب الديني في كلام كلام متزايد وعلى مدار الساعة الا انه لا يمتلك أي موضوعية لوضع الحلول ...

ذلك هو شأن العريان فعندما يعرى الجسد فان العاري يقبل باي ثوب يلبسه وان كان خرقة بالية وتلك كانت برامجية التطوريون الذين استطاعوا ان يصنعوا استراتيجية من ثياب بالية ليلبسها المسلمون كما في استراتيجية الارهاب الاسلامي .


اذا كان بيت الداء يقع حصرا في الاختلاف الذي ضيع على المسلمين فرصة الاحتفاظ باستراتيجية عقائدية موحدة فان المسلمون اولى بهم ثم اولى ان يبرأوا من الاختلاف المذهبي وليكن كل متمذهب في مذهبه ولا ضير في الاخر لان وسيلة الجميع هي رضوان الله وليكن كل ساعي الى ربه يسعى بما يرى وبالتالي ستوجب صم الاذان عن اصوات مروجي الخطاب الديني كنصيحة حق تدحض الباطل الا ان واقع الحال غير ما تطمح له هذه السطور من وحدة وجدان الاسمي فكل منتسب لمذهب محدد يرى كفر المذهب الاخر وفسق وسيلته ..!!

هنلك صيحات غير موفقة بالدعوة للمصالحة المذهبية واستخدمت لها ابواق اعلامية خالية من الفيض الفكري وكأن المسلمين يعاركون بعضهم في مقهى اسلامي يستوجب بعدها المصالحة ونسوا ان الاختلاف المذهبي متجذر في التاريخ ولا يستطيع احد ان يعود الى التاريخ ويقطع جذور الاختلاف عندما نشأت ... بمجرد الكلام دون مسرب تنظيري وجهد فعال ليمسك بتكوينة الاختلاف ليهشمها لن تقوم خارطة للحل في معالجة الفكر المركزي الاسلامي ولكن قيام استراتيجية عقائدية بريئة من الاختلاف امر ممكن ومجرب ولا يحتاج الى تجربة ..

العودة الى ما قبل الاختلاف والتمسك بالقرءان قبل تفسيره لان تفسير القرءان هو الجذر الاول الذي سقى شجرة الاختلاف ...


القرءان في الفهم وبراءة من مختلفات التفسير من اجل قيام علم يمثل استراتيجية عقائدية نهضوية بعيدة عن عناصر الاختلاف

المرحلة الاولى :

يبقى كل مسلم في مذهبه في المنسك والتنظيم والعبادة والسعي لربه بالصيغة التي يراها مناسبة لبيئته وحاضرته وهو مسرب فكري لا يدعو لنبذ الفقهاو عزل الفقهاء لغرض بناء منظومة فقهية جديدة ... المصادقة على معالجات الفقهاء وفتاواهم في كل امر دون استثناء يعتبر كمن حيثيات الساعي لربه بالطريقة التي يراها وبالتالي له ان لا يستثن من امر الفقه شيء ... سيكون طموح هذه السطور هو فيما تبقى من ما تركه الفقه والفقهاء تلقائيا وما هم لا شأن لهم فيه فيكون ذلك المتروك هو نقطة هدف .. انه مهجور من قبل رجال الدين الا انه سيكون في قلب اسراتيجية معاصرة تدعو اليها هذه السطور

اهم ما تركه الفقه وباجماع فقهي واستقالة مطلقة منه هو (العلم) ... من العلم تبدأ المرحلة الاولى في تفعيل استراتيجية عقائدية كبرى في قراءة العلم من القرءان وتسجيل الحضور العلمي القرءاني في منهجين رئيسيين

(الاول) تعيير العلوم المعاصرة وبناء معايير قراءة علوم العصر ازاء خارطة الخالق وتحذير الناس وانذارهم من أي سيئة (سوأة) من خلال معايير مقروئة في القرءان

(الثاني) انشاء المفردة العلمية من قانون الله المسطور في القرءان وبيان النظم التكوينية التي تقيم البند العلمي الجديد

ذلك هو مشروعنا القائم الان وندعو الناس اليه في مهمة تبليغية تذكيرية عسى ان تنفع الذكرى في من يمتلك الغيرة على دينه وعقيدته

المرحلة الثانية :

وهي مرحلة تولد من رحم المرحلة الاولى عندما تقوم استراتيجية علمية عقائدية فهي بطبيعتها ستكون مرشحة يرشح من خلالها الفكر العقائدي الفاسد الذي علق بالشريعة ولا يمتلك احد ناصية الحكم بالفساد على رأي فردي او جماعي بل يكون الفيصل الفاصل بين الصالح والفاسد هو العلم وليس غيره وبذلك يتم قطع جذور الاختلاف قطعا تكوينيا بدون ممارسة ضغوط مذهبية او نصرة مذهب على مذهب اخر في حلبة صراع فقهي وروائي ..

لو انعم الله على المسلمين في ولوج هذه المرحلة بنجاح فان جذور الاختلاف سوف تقطع من تاريخ نشوئها وتقوم في شجرة الاسلام جذور جديدة تغذي الفكر العقائدي المعاصروفق نظم علمية تقوم بين جمهور المسلمين في حاضرة معاصرة تقطع باليقين فيكون اللاريب صفة ملازمة للفكر العقائدي في المنسك او الحلال والحرام والمكروه والمستحب ...

انها ليست احلام بل مضامين علم من قرءان سجلنا فيه محاولتنا الفكرية في علم مشاع يحتاج الى حملة من منهل يتفق المسلمون على مصداقيته ويقفون له اجلالا واحتراما .. انه قرءان لا ريب فيه

بناء استراتيجية عقائدية واجب كل مسلم يرى ويسمع انهيار الاستراتجية العقائدية الموروثة بسب التطور الحضاري القائم
الحاج عبود الخالدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر :
المعهد الاسلامي للدراسات الاستيراتيجية المعاصرة

http://islamicforumarab.org/vb/showthread.php?15-الاستراتيجية-العقائدية-والتطور&p=45#post45

الأحد، 24 أكتوبر 2010

وكان الحمار مدرستي الأولى بقلم : محمد يوسف جبارين






وكان الحمار مدرستي الأولى

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين


الصورة الوحيدة التي وجدتها مناسبة لأضعها في مكتبي هي صورة الحمار ، وهي الصورة التي كنت صورته اياها ، حين كنت صغيرا ، بعد عودته من مهمة بدت لي أيامها بأنها ليست بحال مهمة حمار ، بل خارجة عن كل مهمة يمكنه حمار أن يتولها ، فلقد رحت أتساءل : فأين الحمار ، وكنت ظننته ضاع ، أو انقاد بأحد من الناس استغفلنا وذهب به ، أو يكون تناهى بالبحث عن عشب يأكله الى مكان بعيد فلم يعرف عودة الينا ، فلم يكن أبي من الناس الذين لا يثقون بالحمار ، بل العكس من ذلك هو الصحيح ، فكان لا يربطه بحبل وانما يلف الرسن على رقبته ويترك له حريته ، وكنت أسأل والدي عن هذه المخاطرة ، بقولي له ، يا أبتي أنت تترك الحمار الى ضياعه منا ، فلم لا نربطه بحبل الى شجرة وليكن الحبل طويلا ، فعندها تكون الدائرة التي يتحرك فيها واسعة ، فيأكل ما يشاء ، ويتحرك كيف يشاء ، ومع ذلك نضمن بقاءه تحت سيطرتنا ، وكان يبسم لي أبي ويقول : يا بني الحرية تعطيه فرصتة ، فيبحث عن العشب الذي يحب أن يأكله ، واذا هو يعاني من مرض لا نعرفه ، فانه سوف يعرف أي عشب يأكله ليشفى من مرضه ، فالدواء لمثل الحمار موجود في الأعشاب التي تنبت ولا نعرفها ، لكنه مخلوق ، وهذا حاله ، فلا بد وأن يكون مزودا بما يأخذه اليها ، فالحرية حياة للحمار ، كما أنها هي الحل الذي يريحنا من اجابة على سؤال لن نجد له جوابا ، فبأي العشب يشفى ، كيف أعرف ؟ ، فلست عالما في طب الحيوان ، وانما أنا فلاح أرى الحرية في الطبيعة أمامي ، وأرى الضرورة ، ولا أرى القيد على حرية الحمار يحل مشكلة مثل هذه التي نقول بها .


ويومها فتشت عن الحمار ولم أجده ، فسارعت أقول ذلك لأبي ، فقال: هو عائد الينا بعد أن يكمل مهمته ، ولم أفهم ، فكيف يوكل أبي مهمة كهذه لحمار ، كيف يا أبي ، قال : اذا أنت تجاوزت الحدود يقبضون عليك ولا تعود ، واذا هو تجاوزها ، لا يفطنون اليه ، فهو حمار وحين يرونه يظنونه لأحد الفلاحين ، فلا يعيرونه انتباها بشك ، فهذا ما يدل عليه مظهره ، فقلت : هو حمار ، لا عقل له ، ينساق بأي أحد يلقاه على الطريق ويعترض دربه ويحاول أن يبسط سيطرته عليه ، قال : نعم ، هذا صحيح ، لكن الذين سوف يلقاهم الحمار على طريقه لن يكونوا ممن سوف يعترضونه ، فكل الفلاحين يحترمون بعضهم بعضا ويعرفون قيمة الحمار في حياتهم ، وهم جميعا على مودة مع بعضهم ، فكلهم أبناء قرية (الطيبة ) وهي صغيرة ، واذا ثمة مشكلة فحرس الحدود ، فمن جانبنا فلا حل لتواصل مع جدك الا بواسطة الحمار ، فهو الحل الذي لا سواه ، الا أن أجازف ، بالذهاب اليه ، وعندها أضع نفسي وجدك في مخاطرة لا نعرف عواقبها ، فأو يعتقلوني ، أو يصلهم نبأ وصولي الى جدك ، وعندها يتورط هو في مشكلة لا نعرف كيف ينجو منها ، فهؤلاء الحراس لهم مهمات خالية من كل حس بنا ، ولا يهتمون لغير أوامر صدرت اليهم ، وما كان التفاتي للحمار كرسول صادق أمين ، الا لأنه الجهة التي لا تخطر على بال أولئك الحراس ، فما يقوم به الحمار ، هو الذي لا ينزل لهم في بال ، وفي داخل هذه المساحة من غفلتهم ، نتحرك بالحمار ، ونتواصل مع جدك ، ولكنه سوف يعود ، لقد تسللت في ليال سابقة عبر الحدود لأرى جدك وجدتك في قرية الطيبة ، وكان الحمار رفيقي ، وهو يعلم الطريق ، وأنا وضعته على الطريق ، وعلى ظهره هديتنا الى جدك وجدتك ، وعندما يصلهم يأخذون عن ظهره ما أرسلته لهم ، ثم يضعونه على الطريق ، ويأتي ، فالطريق قصير ، والدرب الذي يسلكه وعر ، بين جبلين .


وانتظرت لأعرف ماذا يحصل ، وما هي الا ساعة أو أكثر فاذا به الحمار أمامنا ، ونهضت اليه ، وناديت يا أبتي ها هو ، فجاء ، ونظر متفحصا ، فهل ثمة ما يحمله الحمار ، واذا هي حطة وعقال ، فأخذها أبي وقال هذه حطة جدك وهذا عقاله ، أرادها لي هدية وتعريفا بأنه هو من أخذ حمولة الحمار ، وهذا يعني بأن الهدية وصلت ، وراح أبي يجلس على الأرض تحت شجرة لوز وينسرح في تفكيره ، ويغطي وجهة بالحطة ، كأنما يود أن يخفي عني ضعفا انسانيا ، وعندها أخذت للحمار الصورة ، فهي صورة ليست مثل كل الصور ، فان فيها حكاية بطلها حمار ، ونسيت أن أصور أبي ، ولم أفهم الى الآن ما سر نسياني ، لكني أحيانا أرد ذلك الى رفض في داخلي بأن أحتفظ بمشهد لأبي أراه فيه باكيا ، فهو أكبر من أن يبكي ، فكيف بكى ، ولماذا الكبير يذرف الدمع في لحظة ضعف ، ولماذا لا يذرف عقله فكرة ، بدلا عن دمعة تسيل من عينيه ، ومن جانب آخر كان الحمار مشهدي الذي يأخذني اليه ، فان فيه قدرة على تجاوز الحدود المصطنعة ، وبه منهج تواصل بين أبناء الوطن ، وفيه مناخ أسئلة تشب أمامي متسائلة ، وتهيج بعقلي .


فكان الحمار بقدرته على الربط بين الابن وأبية ، قد أخذ مني عقلي كله ، وهو ما دعاني الى سؤالي ، فأين عقلي ، فاذا هو الحمار في داخله وفي متناولاته ، وفي لحظة ما تمنيت أن أماثل الحمار في أعمال معينة ، بل تماهيت به ، بل تمنيت أن أكون هو في ابداعات بدا لي لأول وهلة بأني لا أقدر عليها ، وهو ما أثار استهجانا من جميع من هم حولي ، بل راح كثيرون يبسمون ، ومنهم من قهقه وراح يغرب في ضحك أخذه اليه ، وأنا أنظر الى هؤلاء الأحبة ، وأنا فاهم ماذا دعاهم الى غربة عن فهم ، فلم يتيحوا لي أن اسرده على آذانهم ، فعساه الفهم يريحهم على قبول ما أفعله ، فصورة الحمار التي وضعتها فوق رأسي هي ليست أي صورة لأي مخلوق ، انه رفيق عمر عزيز ، جاء في وقت عزيز عز فيه الصديق ، وعز في المأكل والمشرب ، وعز فيه الفهم لمجرى المقدرة على تجاوز الصعوبات في الحياة ، وكان هذا الحمار الذي في الصورة الصديق والأخ ووسيلة أبي الى أهداف هي معيشية ونبيلة ، وكل ما تريدون من نبل وسيلة كهذه في أدائها لوظيفتها ،


فهو الحمار الذي بدا بأنه لا يمكنه نظام الجمع لأسباب العيش أن ينتظم بلاه ، فهو كما آلة نقل أو آلة حراثة زراعية نراها ، لكنها ليست مصنوعة وانما مخلوقة لأداء وظائف منها هذه التي ننتفع بها ، وكان الحمار هو الذي ننقل عليه الماء من (عين الشعرة ) الى أرضنا ، وهو الذي يجر المحراث ، وتتأتى بفضله حراثة مساحات من الأرض لم تزل قصرا عليه ، فآلة الحراثة الصناعية لا يمكنها أن تحرث منحدرات من الأرض ، لكن الحمار أهل لها، ويا لفرحة أبي حين كان يراه يؤدي خدمته هذه ، فأنا وأبي وأمي والحمار ، فهو واحد من الأسرة ، فهو مثلنا ، ومعنا في تكاملية العلاقة مع المعيشة ، وكنا نتعامل معه بأشد الحرص عليه ، فبلاه تصبح الحياة صعبة وثقيلة ، فهو مصدر نماء وتطور ، وذلك لأنه آلية بلاها يصعب التقدم ، فاسم الحمار في مجتمع زراعي متخلف ارتبط بالحياة ، فلولا الحمار ، لضاقت الحياة علينا ضيقا فوق ضيق ، ولكان ثقيلا جدا علينا وأد جوعنا ، ونقل ماء للشرب وللاغتسال الى بيوت من طين ، سقفها من أخشاب أو قصب كنا نسكنها ، فلا كان ماء يصل هذه البيوت عبر ماسورة ، ولا كهرباء كانت تعرفها بيوتنا .


فحمارنا أشبه ما يكون بكتاب اسمه الوسيلة الى الأهداف ، وفصوله هي : كيفية تجاوز الصعوبات ، والمقدرة على الاحتمال حين أداء المهمات طال الدرب اليها أم قصر ، ثقيلة كانت أم سهلة الاحتمال ، فليس عجبا أن ألمس آثاره في الوعي عندي حين أعزم على قراءة أو بناء ، أو التصدي للغزاة الأجانب ، فهو دالة ارادتي الى ضرورتها في شق دربها الى ترسيخ فكرة تبدل في ظروف تضغط بكل قسوة ، فالحمار بحق أثرى تأملاتي في سيرورة زماني ، فهو بكل صلة لي بمجرى حياتي التي أحيا دالة ماذا يتوجب فعله ، ليغدو بيد الواجب ما يمكنه من أن يجرى مجراه ، ويستوفي مطلوبه ، وهي الاضافة الواجبة في الحركة ومنتوجها في الحياة .


فأنا المخلوق وهذه الطبيعة ممتدة بكل سعتها أمامي ، فماذا يسهم في نموي وتطوري ، وكيف أمتلك وسائلي الى آمالي ، فهذا هو السؤال الذي أودعه الحمار في ذاكرتي ، وكان له أبلغ الأثر في رسم دربي الى التفكير الدائم بكيف يمكني أن أتجاوز الصعب الذي في تجاوزه أصل الى مرادي ، فأنا وغاياتي والطريق الممتدة بينهما ، فكيف أستوي على آمالي ، فالطريق ليست سهلة ، ولا بد من استجماعي أدواتي ، فأين هي ، فلا بد من ابداعها فتكون ، فهي المغالبة الضرورة التي لا مفر منها ، فكيف أعلو بقدراتي لكي أقوى على صعوبة أراها بيني وبين أداتي ، وبيني وبين غاية هي مرادي ، فهنا درس التربية والتعليم الأول والضروري في الحياة الذي استقيته من حماري ، أو على الأصح حمار أبي ، أو حمار الأسرة ، فهو وسيلتنا التي كانت ، والتي رافقت أبي طيلة عمره ، فالى الآن اذا جاء ذكره على لسان ، كان ذكر الحمار مرافقا لذكره ، فمن بعد صلاة الصبح مباشرة كان يركب الحمار ويسعى الى أرضه ، ويراه الناس ، واذ باع التين أو الزيتون رأوه بمرافقة الحمار ، فكل الذين عرفوا أبي عن قرب يعلمون بأنه جبار وفلاح نادر ويمتاز بالحكمة وسعة الصدر ونظراته بعيدة ، وكل شيء عنده بحساب ، وقد أخبرني أحد الناس بأنه مدين لأبي بمعيشته ، بعلاقته بالحياة ، فلم أفهم ، وطلبت المزيد من التفصيل ، فقال بأن البيت الذي يسكنه وأسرته يقع على الطريق المؤدي الى أرض لأبي ، وبأنه لاحظ عند الفجر ، بأن والدي على الحمار في طريقه الى أرضه ، بينما الأمطار كانت غزيرة ، فعجب للأمر ، فراح تحت المطر يلحق بأبي ، فلما داناه أحس بأنه نائم وهو على ظهر الحمار ، فأيقظه من نومه ، فشق أبي عينيه ليصافحه بابتسامتة المعهودة التي يصافح بها من يلقاه قبل مصافحته باليد ، فسارع يسألة ، كيف هذا يا عم .. تحت هذا المطر ، فقال أبي بأن المطر خير ، فلماذا نضيق به ، وقال الرجل : فمن يومها لم أقعد عن العمل يوما واحدا ، وكنت غالبا ما أريح في غالبية الأيام في الشتاء ، وقد كان هذا درس الاقتصاد الحقيقي لي في حياتي ، وماذا عن الحمار في تلك الظروف ، فقد كان الحمار يعرف الدرب حتى ولو كان صاحبه نائما ، وهنا الحمار الوسيلة الى الغاية ، فلا مفر من الحمار ، فأن أكون حمارا في جانب من ممارسي ، فلا مفر ، فلا بد من أحمل أثقالي مهما بدت لي ثقيلة ، ولا بد من المشي ما بين حال أنا فيه الى حال أريد أن أبلغه ، ولا يجوز لي أن أضجر بأعباء ولا أن أنهار تحت وطأتها ، فلا بد من أن تكون أقدامي قوية ، ولا بد من أن تكون عضلات جسمي سوية ملائمة ، فلا بد اذن من أن أهييء نفسي لكل مواجهة مع كل صعب ، بصرف النظر ، كان هذا في صراع مع الغزاة الأجانب ، أو كان مادة صعبة الفهم في كتاب ، فلتكن الصعوبة كيفما تكون ، فلن تحول بيني وبين أن أتجاوزها ، ومن هنا الالحاح على الابداع ، فأن أكون مبدعا مسألة فكر واراداة وفهم يعلو بي في كل مغالبة الى أن أصير ما أريد ، ومعي حاجتي التي أبدعها ، لحاجتي لها ، لابداع حاجتي التي تليها ، فهي سيرورة علم بظروفي وعلو بنفسي ومكابدة واستواء على ما أريد ، ومن هنا فكرة الابتكار والاختراع في خلال علاقة عقلي بنفسي وبظروفي ، وبالمادة على وجه الخصوص ، فمن الحمار الوسيلة الى الغايات ، عرفت بأني يجب أن أنتجه دوما في مجرى علاقتي في البحث عن كل رقي لي بحياتي ، ولكن كيف ؟ ، فهذا مناط العقل ، فهذا العقل مكلف دوما بانتاج الحمار ، فمن دون ذلك يظل يبسط النظرية تلو الأخرى ، أو الفكرة تلو الفكرة ، وما يناله من ذلك غير التنظير ، كأن يلاحظ المشكلات ، ولربما يصوغها بأسئلتها التي تطرحها ، ويظل يحكي عن صلاتها بنظرية ما ، ولا يدنو ولا يقترب من منهج يؤسس به طريقة الى حلول يتمنى أن يصل اليها .. لهذه الأسئلة المطروحة عليه ، لكنه بالشروع في البحث عن وسائله التي بها يحقق جمعا بين الأسباب في سبب ، أو بحثا عن الأسباب ليجمعها بعد أن يعرفها ويمتلك أسلوب جمعها ، فعندها الجدل مع الطبيعة يستوي على غاياته ، وسير التطور يجد ما يصب في عروقه من طاقات ابداعية ، فالحمار مرتكز العقل في السعى في تأسيس مرتكزات التطور ، لهذا كتبت تحت صورة الحمار جملة تقول : اذا أردت تطورا فعليك بالحمار ، ومن الغريب أن أجد ممن مازهم عقل نافذ قد قرأوا الجملة ، وتساءلوا بدهشة ، وما بلغوا عمقها الا بعد حوار طال بطول هذا المقال أو أكثر ، فعندها فأول ما خطر على بال أحدهم قوله لي : بأنك لم تتغير ، فمنذ كنت صغيرا وأنت مولع بكتابات توفيق الحكيم ، وخاصة منها كتابه " حمار الحكيم " ، وآخر لا أزال أذكر قوله : بأن كون الحمار بهكذا أهمية ، فهو جدير بأن يصبح يوما رئيس بلدية على الأقل ، أو مدير مدرسة ، أو لربما تصل بنا هندسة الجينات الى حال نرى فيه يوما انسانا وله رأس حمار ، أو حمارا وله رأس انسان ، فالاستنساخ يمكنه أن يسفر عن احتمال كهذا ، وعندها سوف تكون فرصة حمار الى رئاسة مسألة ممكنة ، ولربما تتوالد على الأرض من جراء ذلك كله قرى من حمير برؤوس بشر ، أو ما شابه ذلك ، فمن يدري ، ولا أزال أتذكر دهشتي يوم أن رأيت حمارا في الجامعة ، منساقا بطلاب يزفهم الفرح بالحمار ، وسألت ؟ وسرعان ما عرفت بأن الحمار يؤخذ في يوم الطالب برمزيته ، ذلك بأن هناك من انتبه الى وجه شبه قائم بين تحميل الحمار ما يراد نقله من مكان الى مكان ، وبين تحميل الطالب من المواد التعليمية وامتحانه فيها للتأكد من مقدرته على حمله لها ، فلا الطالب يسأله أحد ماذا سوف يوضع على كاهله ولا الحمار ، وانما عليه أن يحمل أثقاله ويمضي ، وليس لمن يتوجب عليه أن يحمل سوى أن يحتمل .


وكان حمار أبي ، من وجهة نظر تربوية وتعليمية هو مدرستي الأولى التي تخرجت منها ، فأنا في تحديدي لمجرى نمو الوعي في ذاتي ، انما أستطيع أن أعتز بأني خريج مدرسة الحمار ، فهي مدرسة الطبيعة الأولى التي من خلالها عرف عقلي طريقه الى محاولاته الرامية دوما الى تجاوز الصعوبة التي تعترضه ، وذلك في خلال سيره في البحث عن المفاهيم التي تتشكل بها حركة الأشياء في هذا الكون ، ولم تزل صورة الحمار التي أحفظها في تجليها من مكانها ، في مكتبتي ، فوق رأسي ، توحي لي دوما بأن بي المقدرة على اكتشاف وسائلي الى غاياتي ، فكلما أحسست بأني أنوء تحت أثقالي ، ألتفت الى الصورة بتلقائية الباحث عن عون وقت الشدة ، فيشب في داخلي شيء ما يقول لي بأني أكبر من هذه الذات .. ذاتي التي توحي لي بعجزي ، وانما يمكني أن استخرج ذات أخري من ذاتي في كل حين ، وأقدر بها أن أتجاوز كل صعوبة ، فجذور الوعي عندي لم تزل تمدني بما يلزمني من مدرستي الأولى ، فمن هناك مضى عقلي ، بتساؤله الدائم عن القوى والحركة في الطبيعة ، فما هي وكيف تجرى هذه وتلك في الزمان ، وما هي الوسيلة اليها ، وكيف يتأتى فهمها ، وكيف يمكني توظيفها ، بعد الاطمئنان الى معرفة أسباب تشكلها ، فوجدت نفسي والفيزياء في عناق ، ودوما كان الحمار ، فكيف السبيل الى وسائلي وأدواتي في نموي وتطوري ، وبين يدي الحمار عرفت أن أسأل وأبحث عن الجواب ، في ظروف من بيت من طين وسراج يبدد ظلام الليل وأب وأم وحقول وزراعة ومكابدة ، وهي الظروف التي وجدنا أنفسنا فيها ، حين كان علينا أن نكون في مواجهة دول تخرجت من حرب عالمية أولى وحرب عالمية ثانية ، فيا ليت أن الحمار نطق بما هو في مجرى الحياة في عقلية عربية سبقتني الى الدنيا ، ويا ليته العقل العربي وعى منذ مئات السنيين ، ما يعنيه الحمار ، وما يمكنه أن يفيده في الانقلاب على ذاته ، كفا لركود واستنقاع وبلادة ، وبحثا عن بعث جديد تتجدد به الوسائل والغايات والعلاقات بينها ، فنقلة كهذه كان يمكنها أن تكون بداية نهضوية تشمل الحياة برمتها ، وعندها لربما بأثرها في مجرى التطور المتلاحق ، ما عرفت الحمار في طفولتي ، وانما تمنيت أن أراه ، ولربما لا أفلح في أن أعرف له شكلا في غير صورة في كتاب ، ولربما لا ألتفت اليها ، وبدلا عنها ألتقت الى صورة لرائد فضاء عربي يهبط على القمر .

................ 23/10/2010

البعد الواحد في علوم القرءان : الحاج عبود الخالدي



البعد الواحد في علوم القرءان

من أجل قيام العلم من القرءان

بقلم : الحاج عبود الخالدي
بسم الله الرحمن الرحيم

المنهج العلمي المعاصر يعتبر عمود المعرفة ووسيلة التطور المعرفي الموصل للتطور التطبيقي .. ذلك التنظير كان دستور العلوم الحديثة في منهجيتها المعلنة في الاروقة الاكاديمية والتي حققت نجاحات تطبيقية مذهلة .. تلك الصفة التنظيرية رسم معالمها الفيلسوف (ديكارت) في مطلع القرن الثامن عشر في تثبيت معايير الحقيقة العلمية وفرزها عن الانشطة الظنية والنتاجات العقائدية ومن تلك الصفة وصفت المدرسة الحديثة بالمدرسة المادية والتي تألقت فيها علوم المادة الى الذروة التي نراها في زماننا ...


النهضة العلمية المادية اضافت تجربة خطيرة الى انشطة الماديين التحقت بالمنهج التنظيري الديكارتي الا هي تحويل العلم الى ابعاد متعددة فاصبحت العلوم مقسمة الى مربعات او دوائر معرفية بينها خطوط فاصلة تشبه فواصل المستعمرات ... تلك التجربة اضافت منهجا تم ترسيخه في ان الجهد المعرفي المعاصر تحول الى مستعمرات معرفية ذات ابعاد محددة وواضحة ولكل مستعمرة كهنة علم لهم اسماء وعناوين وصفات فنرى علوم البايولوجي والفيزياء والطب والصيدلة والهندسة والكهرباء وغيرها كثير وبينها فواصل ولكل مجموعة تخصصية كهنوت خاص يمثل علماء اجلاء اذا قالوا امرا فقد قال الكاهن العلمي ... !!


انشطرت تلك المستعمرات الى مستعمرات تخصصية وليدة اكثر عمقا تمثل انشطة علمية اكثر تخصصية مثل الفيزياء الفلكية والكيمياء العضوية والهندسة المعمارية ومن ثم الهندسة المدنية حيث ظهرت اشكال كثيرة من تلك الابعاد العلمية ذات التخصص الاكثر عزلة ..


المراقب المستقل لتلك المنهجية العلمية سيرى بعين الباحث عن الحقيقة ان تلك المستعمرات العلمية تسببت في اشكالية كارثية لبني البشر وان المسيرة بدأت تعلن عن كارثة اكيدة وليس كارثة محتملة ... تعدد صوامع العلم وتعدد مجالس الكهنوت ادى الى انفصام عرى الحقيقه العلميه فاصبح للحقيقة العلمية ابعاد يختص كل كهنوت ببعد تخصصي يرى الحقيقة من خلاله .. السبب التكويني في قيام الكارثة المرضية او البيئية يكمن في متاهة الابعاد المتعددة للعلم حيث كان لانتشار الوسيلة العلمية في الاختصاصات المسماة بمخصصاتها ان دفع بالانتاج العلمي التطبيقي الى وفرة كبيرة ظن اهلها انها مسخرة لخدمة البشر الا ان المسئولية الانسانية في قيام الضرر ضد البشر بسبب تلك التطبيقات ضاعت بين مستعمرات العلم وكهنته ونجد ذلك واضحا جدا في كثير من الامثلة ونرى وضوحا كبير في (مثل) اجهزة الهاتف الخلوي حيث تعلن مستعمرات علم الانسجة ضرر الانسجة الحية من استخدامات الهاتف النقال بشكل مؤكد الا ان مستعمرة علمية اخرى (علماء الموج اللاسلكي) لا تصادق على مستقرات علماء الانسجة لانهم في مستعمرة علمية اخرى فبدلا من وقف استخدام الهاتف المحمول او وضع مرشحات لامتصاص الاذى الصادر منه نرى مؤسسات علمية لا تزال تزيد من مساحة استخدام الهاتف النقال في تطويرات تقنية تدفع الى زياده في استخدامه مثل عملية ربط الهاتف النقال بالشبكة الدولية او مميزة نقل الصورة وغيرها وذلك يؤكد وجود (شرخ) في انسيابية المادة العلمية التي يجب ان تتوائم مع مصلحة البشرية الا ان ضياع (العمل الصالح) كان بسبب تعدد مستعمرات العلم وتكاثر ابعاد الناظور العلمي الذي يفترض ان يكون مسخرا لخدمة الانسان وليس لايذائه ..!! ... الانفصام العلمي سبب مباشر في تدهور الصحة العامة او البيئة بل انها بدأت تنذر بالخطر مع تزايد الاستخدامات التطبيقية في النشاط البشري في مجالات تطبيقية واسعة جدا بحيث اصبح الانفصام العلمي في ابعاد متعددة غير قادر على تقديم الحلول الناجحة لغرض وقف الكارثة او تخفيف عنفوان الامراض العصرية ووقف انتشارها او الوقاية منها ..


نجاحات مذهلة تحققت في ميادين الجهد الهندسي تحولت الى تطبيقات تقنية مما وسع دائرة الاستخدام الميكانيكي بشكل كبير دفع الى زيادة الحاجة للطاقة الكهربائية والطاقة الاحفورية (النفط) بشكل عام مما ادى الى احتباس حراري وتدهور بيئي ملحوظ ...


النجاحات السريرية التي تحققها العقاقير الطبية اوقعت وسيلة الطب المعاصر في اختناقات تلقى فيها المسئولية على الصيادلة ومصنعي الأدوية وكأن الاطباء وعلوم الطب في منأى عن المسئولية وفي كل حين نسمع عن دواء مسرطن تم اكتشاف السوء الذي كان يحمله من يوم اجازته من مؤسسات علمية تمتلك كهنوت خاص يصادق على تراخيص صنع وبيع الدواء ولا يعلم الأءدميين من المسئول عن تلك الاساءة هل هم كهنة الطب ام كهنة الصيدلة ام كهان علوم الانسجه ..!! ...


الاستخدام المفرط للمنظفات والذي يستهلك ملايين الاطنان من المواد الكيميائية الفعالة على مدار الساعه تؤدي بشكل مطرد الى موت الارض الزراعية وفقدان طبيعتها المتوازنة لتظهر كارثة التصحر وتناقص الغذاء .. لا يوجد مسئول محدد الاوصاف سوى (كهنوت) مستعمرات العلم فمن مات مات وخرس لسانه وبقي كلامه الكهنوتي ومن هو حي يصادق على ميراثه من الكهنوت العلمي الاسبق ولا يمكن اتهام مستعمرة العلم الكيميائي لوحدها او مستعمرة العلم الالكتروني بمثل ذلك البعد السيء او هذا البعد الاسوأ للاستخدام الكيميائي او الموجي او الطاقوي فالنظافة بريق المجتمعات والمنظفات وسيلة تلك النظافة والطاقة الكهربائية أم الحضارة والهاتف النقال زخرف نصر تقني كبير ...!! ..


الابعاد العلمية والمستعمرات العلمية افقدت الانسان القدرة على السيطرة البيئية او الصحية سواء للإنسان نفسه او لمخلوقات نباتية او مخلوقات اخرى تتعايش مع الانسان فاصبحت الابعاد العلمية والمستعمرات العلمية وباءا كارثيا يتحمل مسؤوليته الآدميون جميعا دون ان يكون للمبرمج لها حضور في مؤهلات الكارثه فقد مات المبرمجون (كهان العلم) من جيل الفيلسوف ديكارت لغاية جيل الامس القريب .. اصبحت المسئولية هي مسئولية ءأدمية (بني ءأدم) فكلهم مسئولون عن منهج علمي متعدد الابعاد يدفع الانسان الى هاوية كبرى .

انها امتداد لمثل غراب ابن ءأدم تحت عنوان (اغرب من الغراب) .. فقد قتل الانسان اخاه الانسان (ابني ءأدم) ونحتاج الى غراب يبعثه الله ليبحث في الارض ويرينا كيف نواري سوأة اساءت لنا وسوف توصلنا الى محتوم قاسي بنص قرءاني


(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)


عندما يقرأ البشر خارطة الخالق الاجمالية سوف ترتبط كافة تلك المستعمرات العلمية بمحركات تلك الخارطة المبينة بيانا اعجازيا (قرءان تسير به الجبال وتقطع به الارض ويكلم به الموتى) وبالتالي فان الحيود العلمي سوف لن يكون له وجود في الانشطة التخصصية وذلك لان القرءان خارطة تمثل البعد الاوحد لكل العلوم وعند هذه النقطة سوف يكون العلماء هم الاكثر دعوة والاكثر حاجة الى البعد العلمي الواحد الذي سينقذ هيبتهم العلمية وكذلك ينقذ البشرية من مهالك محققة ولا يمكن ان يصنع البعد الواحد في مراكز صناعة العلم بل يستوجب ان يتم الركوع الى خارطة المصمم (الخالق) ذلك لان جامعية العلوم هي خلق من إله واحد لا إله الا هو .


البعد العلمي الواحد يمتلك هيمنة المصمم للعلم وهو (الخالق) وان التزم العلماء خصوصا المسلمين منهم بكتالوج الخالق (القرءان) فهم انما يقومون بترجمة صفتهم العلمية بشكل موضوعي (مسلمين ...!!) وهم (حملة قرءان ...!!) ولن يكونوا ببغاوات علم ...!! يرددون المفردة العلمية من لسان بشري بل هي من أصل(خلق) مخلوق وهي ذات عائدية الهية فالعالم (نيوتن) على سبيل المثال لم يخلق الجاذبية بل الجاذبية خلق إلهي مؤكد باليقين ..


هل الفيزيائيون صنعوا مستقرات الفيزياء العلمية ..؟؟ ام الله .. وهل علماء الطب صنعوا علوم الطب ام الله ..؟؟ وهل اهل الفلك صنعوا الافلاك ..؟؟ ام الله .. ولكن المسلمون يلتهمون العلم في ابعاده المتعددة إلا انه في بعد تكويني واحد وهم لا يعلمون ... ولا يشعرون بالخطر .. ..وهو قرءان يقرأ (أتخذوه) .. الا انه قرءان مهجور .


(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)


اتخذوه قرءانا (مقدسا) الا انه (غير مفهوم) ... اتخذوه (قرءان كريم) الا انه بخيل بين ايديهم فلا يفي حاجاتهم في زمن صعب ... اتخذوه (قرءان عظيم) الا انهم (مختلفين فيه) و (مختلفين عليه) .... اما في مصدرية العلم اليقيني (لا ريب فيه) فقد اتخذوه (مهجورا)


المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بعث الينا الاشارة في قرءان وسنة نبوية ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ... من امسك بالقرءان ..؟؟ ونحن الان في ضلال علمي كبير وواضح وان كان الضلال العقائدي لا يقل سوءا فقد ضاع على المسلمين (البعد الايماني الواحد) وتفرقوا شيعا ومذاهب ولا يشك عاقل بين الناس ان الايمان لا يمتلك الا (بعدا واحدا) الا ان الضلال في العقيدة وضع لكل مذهب في الاسلام بعدا عقائديا اختص به كهنة يروجون له ...!! ... في الضلال العلمي المسلمون غارقون وصانعي العلم انفسهم يقولون حديثا يستحدث كل يوم ان هنلك كارثة آتية والقرءان يقول (قارعة بما صنعوا) .. فهل حزم المسلمون أمرهم ليورثوا مورثيهم كارثة كبرى ..؟؟ كيف يمكن رسم مضامين الضلال وكل العقلاء متأكدون ان السرطان يفتك بالبشر ولا يعلم العلم كيف يأتي السرطان ومن اين يأتي ... !! .. اليس ذلك مضمون لا ريب فيه من مضامين الضلال العلمي ..؟ ام ان الضلال هو فقط عند تارك الصلاة ..؟؟ او لاعب القمار ..؟؟ واي ضلال اخطر ؟؟!!


تلك هي رجرجة عقل لنعرف ان الضلال يسري فينا في استخدامات علمية تحمل ابعادا متعددة وكأن الحقيقة لها ابعاد مختلفة الجذور فاصبح كل استخدام علمي له بعد وغرق الناس في ابعاد العلم حتى طغت على كامل انشطة البشرو انتشرت التطبيقات العلمية مخترقة كل شيء بما فيها الانشطة العقائدية حتى اصبح فراش السجادة التي نسجد عليها للصلاة هي من بوليمرات مسحوبة من باطن الارض (نفط) والعلم يقول انها مواد (عضوية) اندثرت موتا تحت الارض ...!! ... الله عزلها كما نعزل نحن فضلاتنا في حوض التعفين .. علم معاصر اخرجها فهي تغلف الان كامل نشاطنا في المأكل والملبس والنوم وحتى الصلاة ... العقيدة الاسلامية لا تمتلك بعدا واحدا فلكل فرقة بعد بعيد عن فرقة اخرى وان اقترب ببعض مفاصله الا انه ابتعد كهنوتيا فلكل فرقة رجال ... البعد الواحد لحقائق التكوين لن يكون الا في (رسالة المصمم والمنفذ) الا وهو (الخالق الواحد) الذي لا (إله) الا إله واحد لا غير


ما ان تمسكنا برسالة المصمم (قرءان) لن نضل ابدا .. ولكن القلوب اقفلت ... اقفلت باقفال تاريخية وصدأت مفاتيح تلك الاقفال فهي غير صالحة للفتح .. ونبقى نبكي فلسطين السليبة منا وديارنا الاسلامية بالاسم الا انها محتلة بالكفر ولا يدري الناس ان العقول قد أحتلت قبل احتلال فلسطين


(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستيراتيجية المعاصرة


الجمعة، 22 أكتوبر 2010

ظهور سلالة جديدة من "إنفلونزا الخنازير" أشد فتكاً ( الخبر عن العربية نث )


بسم الله الرحمان الرحيم

ظهور سلالة جديدة من "إنفلونزا الخنازير" أشد فتكاً
انتشرت في أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة
الخبر: عن العربية نث
واشنطن - رويترز

أفاد باحثون في تقرير صدر، أمس الخميس 21-10-2010، بأنه من المحتمل أن فيروس إنفلونزا الخنازير "اتش1ان1" بدأ يتحور وأن سلالة جديدة مختلفة اختلافاً طفيفاً بدأت تسود في أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة.

وقال الباحثون ويرأسهم أيان بار من مركز التعاون للمراجع والبحوث بخصوص الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية في ملبورن بأستراليا، إنه ينبغي إجراء مزيد من الدراسة لمعرفة ما إذا كان المصابون بالسلالة الجديدة أكثر عرضة للوفاة، وما إذا كان اللقاح الحالي يحمي منها تماماً.

تحوّل جيني مثيروكتب بار وزملاؤه في نشرة "يوروسرفيلانس" التي تنشر على الإنترنت "لكن قد يمثل ذلك بداية تحول جيني مثير لفيروسات الإنفلونزا (ايه اتش1ان1) الوبائية قد يتطلب تحديث اللقاح بشكل أسرع مما كان متوقعاً".

وأضاف الباحثون أنه من المحتمل أن هذه السلالة أشد فتكاً وقادرة أيضاً على إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل.

وتتحور فيروسات الانفلونزا باستمرار وهو ما يفسّر حاجة الاشخاص للتطعيم بمصل جديد ضد الانفلونزا سنوياً، ولم يشهد فيروس انفلونزا الخنازير "اتش1ان1" أي تحور تقريباً منذ تفشيه في مارس (آذار) 2009 وانتشاره على مستوى العالم.

ويراقب العلماء في أنحاء العالم كل سلالات الإنفلونزا لرصد أي تحور جديد خطير للفيروس، وقد تبين أن فيروس "اتش1ان1" ليس مميتاً على نحو خاص إلا انه تفشى على مستوى العالم خلال أسابيع وأدى لوفاة أطفال وشبان صغار أكثر من السلالة العادية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء في أغسطس (آب) الماضي، ويقي اللقاح الحالي للإنفلونزا الموسمية من الإصابة بسلالات "اتش1ان1" و"اتش3 ان2" و"بي".

وقال الباحثون إن التحورات مازالت حتى الآن غير مهمة، لكن هناك بعض الحالات أصيب فيها أشخاص بالفيروس بعد تطعيمهم كما وقعت بعض الوفيات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مرجع خاص :
H1N1 : une mutation du virus découverte chez le porc en Asie

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

يا لها من شجرة .. تثمر خبزا !! شجرة Artocarpus communis

شجرة ثمرة الخبز
Artocarpus communis

يا لها من شجرة .. تثمر خبزا !!
Artocarpus communis
بسم الله الرحمن الرحيم
انها شجرة عجيبة حقا .. فهي تثمر خبزا !! ارغفة من الخبز ياكلها اهل الجزر التي تنمور فيها الشجرة ، كما ناكل نحن ارغفة الخبز التي نشتريها من الافران ، مع الفارق .. فخبز الشجر جاهز للاكل ولا يحتاج الا قليل من الشي بالنار ن بغلاف خبزنا الذي يفترض زرع القمح اولا ، ثم طحنه وعجنه وخبزه وتخميره ثم خبزه بالفرن .
اضف الى ذلك ان رغيف الشجر اقرب الى الشكل الكروي واكبر وزنا من رغيف خبز القبح ، الا ان المدهش فنوعي الخبز لا يختلفان من حيث تركيبهما ن فالنشويات هي قوان النوعين على السواء .

وشجرة الخبز تلك تلقب علميا بـ ( Artocarpus communis ) وهي شجرة تنمو في بعض جزر المحيط الهادي ، ويتعدى ارتفاع تلك الشجر اكثر من 30 مترا ، حيث تحمل في نهاية اغصانها أرغفة الخبز تلك بمعدل رغيفين او تلاثة في آن واحد !! .. ( الصور ) .. فسبحان الله .

يبقى ان نعرف ان لتلك الشجرة قصة ظريفة في التاريخ !! فرحلة السفينة (( باونتي ))الى جزيرة (( تاهيتي )) بقيادة الكابتن (( بلاي)) انما استهدفت ( شجرة الخبز ) ولا شيء غير ذلك .
فلقد ارادت الحكومة البرطانية نقل زراعة ( شجرة الخبز ) من من جزيرة ( تاهيتي ) الى مستعمراتها في ( جزر الهند الغربية ) ، وذلك بقصد القضاء على المجاعات هناك ، وتم لها ذلك ونجحت زراعة الشجرة في موطنها الجديد ، الا ان خبزها لم يصادف استحسانا لدى سكان جزر الهند الغربية .

والشجرة قابلة للنمو في المناطق الاستوائية ، قد لقت رواجا بانتقال زراعتها من موطنها الاصلي ( جزيرة تاهيتي ) الى اماكن مختلفة في المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا .




ثمرة الشجرة



تشاهدون بالصورة ثمار ( الشجرة ) ، فالثمار المستوية كاملة
النضج تكون لينة وحلة المذاق كالفواكه ، اما الثمار الغير المستوية فهي
تاكل مطبوخة في الماء مثل طريقة ( صلق البطاطس )



شرائح ثمرة ( شجرة الخبز ) يمكن قليها او تجفيفها كالبطاطس
ومذاق ثمرة ( شجرة الخبز ) ذان نكهة طيبة يجمع بين
بين نكهة الاناناس والموز.
الثمرة قد يصل طولها الى اكثر من 35 بوصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
ـ عن موسوعة العربي عدد 296

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

الديكة ... والمادة العلاجية : آيات الله في النفس و لافاق


بسم الله الرحمان الرحيم

الديكة ... والمادة العلاجية : آيات الله في النفس و لافاق


من المعروف ان (عرف الديك ) يحتوي على مادة فعالة جدا في معالجة عدد من الامراض ، تعرف باسم ( حامض هيالورونيك ) ، ومن المعروف ان المقادير التي يحتويها ( عرف الديك ) من الحامض المذكور ضئيلة جدا ، لا تتعدى غراما واحدا في كل خمس كيلوجرامات ، وهذا المقدار في ( عرف الديك ) يبلغ من العمر ( ستة اشهر ) ، لهذا كان غلاء
( حامض هيالورونيك ) الفاحش ، فان ثمنه 15 مليون دولار للكيلوجرام الواحد ، ولهذا ايضا كانت الصعوبة التي تحول دون الاستفادة من هذا العلاج بالقدر الكافي ، وتجدر الاشارة الى ان حامض (عرف الديك) يوجد طبيعيا في سائل العيون وسائل العظام ، كما يوجد في المفاصل والجلد ، والحبل السري ، وقد استعمله جراحو العيون حيثما وجدوه ، واستعمله أطباء البيطرة لحقن ركب خيول السباق التي تعاني من التهاب المفاصل ، ان امراضا اخرى عديدة يممن معالجتها لو اصبح في الامكان توفير ( حامض هيالورونيك ) بكميات كافية من فوائده في معالجة الجروح ، والشفاء السريع من الحروق ، فهو يمنع البكتيريا من التسرب الى الحرق ، لكنه يسمح للاوكسجين بذلك ، والاكسوجين ضروري لشفاء الجلد كما لا يخفى ، والبكتيريا ضارة به .

والحامض المذكور مرطب ، جاذب للماء ، يحول دون جفاف الجلد حين تعالج به الحروق ، نافع في علاج الجلوكاما وغيرها من امراض العيون ، يمكن استعماله كحامل للمستحضرات ( الكورتيزونية ) وغيرها ، قادر على التغلغل بها الى داخل المفاصل لتحد من آلام التهابها .
لا عجب اذن ان كانت الشركات الصناعية في سباق للحصول على (( حامض هيالورونيك ) بطريقة او باخرى !!

مع العلم ان هناك شركتن نجحتا ـ سابقا ـ في تصنيع هذا الحامض صناعيا بواسطة أساليب الهندسة ( البيولجية ) !!
الشركة الاولى هي الشركة الانجيلزية ( فرمنتك ) ، والشركة الثانية امريكية وهي شركة ( دياجينوستك ) التي ظفرت بترخيص من وكالة الغذاء والدواء لانتاج باساليبها الخاصة ، وباستعماله في الجراحة تحت اسم ( فسكوت ) .

وختاما : كان هذا ملخص تعريفنا بما يما يحمل ( عرف الديك ) من مادة طبيعية فعالة ضد فزائدة جمة ، مع تحفظاتنا الكبيرة على ما ذهبت اليه بعض الشركات في تحويل تلك المادة (حامض هيالورونيك) وانتاجها بطرق كيماوية صناعية ، بغرض الانتشار والربح المادي الواسع ، واستعمالها صناعيا في مواد التجميل والقضاء على التجاعيد والشيخوخة ؟، فالتصنيع الكيماوي له اضرار وخيمة على الصحة والبيئة ، والطبيعة لم تبخل علينا يوما بكل ما نحتاجه من مواد طبيعية بما تحمل من فوائد واسرار علاجية عظيمة . فما على ربة البيت الا والاهتمام باقتناء ( ديك البادية ) على مائدتها ، والاستفادة بالتالي من ( عرفه العجيب ) !!

الأحد، 17 أكتوبر 2010

سقوط ضحيا آخرون بسبب : ما تحمله من المواد الغذائية الحافظة من سموم






إصابة أزيد من 20 امرأة بتسمم بطنجة نتيجة استنشاق مادة كيميائية حافظة

طنجة – و م ع
الخميس 14 أكتوبر 2010

أصيبت أمس الأربعاء بمدينة طنجة أزيد من 20 امرأة، تعملن بإحدى الوحدات الصناعية المتخصصة في تصبير فواكه البحر، بتسمم هوائي نتيجة استنشاق مادة كيميائية تستعمل كحافظ غذائي.
وأفاد مصدر طبي من مستشفى محمد الخامس، حيث تتلقى المصابات العناية الطبية اللازمة، بأن أعراض السعال والتهابات على مستوى العين والأنف والجهاز التنفسي ظهرت على المصابات بعد استنشاقهن لمادة "فومي سبور أورتو فينيل فينول"، التي استعملت لتعقيم أحد المصانع بالمنطقة الحرة لميناء طنجة المدينة.
وأضاف المصدر ذاته أن حالة المصابات مستقرة ولا تدعو للقلق بعد تلقيهن العناية اللازمة تحت إشراف طاقم طبي متعدد الاختصاصات وبتنسيق مع المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، مبرزا أنه "من باب الاحتياط سيتم الاحتفاظ بالمصابات لمدة 48 ساعة حتى زوال أعراض التسمم".
وكانت عناصر الوقاية المدنية لطنجة قد سارعت، فور إشعارها بالحادث، إلى نقل الضحايا إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بطنجة تحت إشراف السلطات المحلية.


المصدر : مرايا بريس ( المغربية )

السبت، 16 أكتوبر 2010

موضوع هام عن ( الخميرة الطبيعية ) عجيبة من عجائب دنيا التغذية !! ( لا يفوتكم ..)

فطرة الخميرة

بسم الله الرحمان الرحيم


الخميرة الطبيعية
عجيبة من عجائب دنيا التغذية !!

/ فوزى عبد القادر الفيشاوى
قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية

منقول للفائدة ...

فهى تحتل اليوم مكاناً يقع فى صميم نظم التغذية الصحية للإنسان. وإن علماء التغذية الذين تتملكهم حماسة الرواد المستكشفين ليؤكدون لك على أنها تعد أعظم اكتشاف غذائى فى جميع العصور. وإنهم ليزيدون بأنك إذا تناولت فى كل يوم وباستمرار ما أشرقت عليك الشمس قدراً مناسباً منها حرى أن تتمتع على طول الأيام بالقوة والشباب والحيوية. تلكم (العجيبة) هى الخميرة .. نعم خميرة الخباز !!

إعادة اكتشاف الخميرة :

الخمائر أحياء نباتية دقيقة، وهى تقع من أقسام مملكة النبات فى أقسامها البسيطة الدنيا. وتتألف الخميرة من خلية واحدة، وتصنف فى تقسيم النبات ضمن الطائفة Class ، المعروفة بالفطر Fungi . وإنها لتظهر تحت عدسات المجهر على شكل كروى أو بيضاوى أو اسطوانى، والنوع الشائع بين أيدى الناس منها يتراوح قطرة بين 2 إلى 8 ميكرونات Micron (هو جزء من ألف من الملليمتر)، ويتراوح الطول بين 3 إلى 15 ميكروناً .

والخميرة ليست غريبة على الإنسان فقد استخدمها من قديم فى عمليات تخمير العجين ولكن الناس ظلوا لسنوات طويلة يعتمدون على الخميرة التى يربونها كيفما أتفق دون أن يعرفوا الصالح من الطالح ، ولهذا كان العجين لا ينتفخ كما يجب أن يكون الانتفاخ على أن باحثين بيولوجيين عرفوا كيف ينتقوا السلالات الجيدة التى تقوم بالتخمر السريع، وإطلاق غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يتخلل العجين ويجعله مسامياً مرغوباً على نحو حاز إعجاب أصحاب المخابز وثناء ربات البيوت .

وقال الباحثون إن الخبز الذى تضاف إليه سلالات الخميرة الجيدة لابد أن يرتفع كما لابد أن ترتفع الشمس فى كل صباح. وعندما تأمل باحثو التغذية ملياً فى سلالات الخميرة الشائعة ، لاسيما خميرة الخباز Saccharomyces cervisiae ، وخميرة التوريولا (Torulopsis utilis) Torula yeast، فوجئوا بأن لديها قدرات جبارة على تخليق وتجميع الكثير من المغذيات.

ولأجل أن تعرف المزايا الغذائية المدهشة للخميرة، أقدم فيما يلى نتيجة تحليلها وسترى أنها تحوى ثمانية عشر فيتاميناً يدخل فى نطاقها المجموعة الكاملة لفيتامينات "ب"، كما تحوى ستة عشر حمضاً أمينياً وأربعة عشر معدناً جوهرياً لحياة الإنسان.

ومع مطلع القرن الحادى والعشرين بدأ باحثو التغذية العلاجية فى إعادة اكتشاف الخميرة، كما أعادوا النظر فى خصائصها الغذائية والشفائية. والحق أن القليل منا من تأمل فى هذه الخصائص .. وهذا أمر طبيعى فهى معرفة حديثة مازالت بنت اليوم.

الخميرة وسحر الثياميـن :

تعلو الدهشة وجوه محللى الأغذية وهم ينظرون فى نتائج تحليل الخميرة، إذ يجدونها تنطوى على سائر أفراد عائلة فيتامينات " ب " العظيمة، وبتركيزات عالية. إن هذه العائلة تشمل نحو أربعة عشر مركباً أو أكثر. وهى جميعاً تذوب بالماء تماماً كما يذوب السكر أو الملح، ولا يدخر منها فى الأبدان أكثر مما تدخر الماء، ولذا تتطلب الصحة أن تقدم لها هذه المركبات كل يوم. إن أشهر أفراد هذه العائلة هو فيتامين " ب1 " المعروف بالثيامين Thiamin .

وإن الخميرة لتبدو من أغنى المصادر الغذائية فى الثيامين. ففى كل مائة جرام من الخميرة 9.7 ميللجرام من الثيامين، بينما لا يتجاوز الفيتامين فى مائة جرام من كل: السبانخ 1.2، فول الصويا 0.65، ردة القمح 0.5، اليوسفى 0.5، البندق 0.4، البسلة 0.36، الحمص 0.35، الفول السودانى 0.3، الجوز 0.26، اللحم 0.14، البامية 0.13، الطماطم 0.1 ملليجرام .

إن ثراء الخميرة بالثيامين يوفر فى الأبدان قدراً أعظم من مركب الثيامين بيروفوسفات، وهو قرين لإنزيم الكربوكسيليز، الذى يضطلع بدور مهم فى عملية إنتاج وحدات الطاقة المعروفة باسم " الأدينوزين ثلاثى الفوسفات " ATP، أثناء ميتابوليزم الكربوهيدرات. فعندما تتحول الكربوهيدرات إلى حامض البيروفيك، فإن الثيامين بيروفوسفات يقوم من فوره بإجراء هدم سريع للبيروفيك، عن طريق نزع مجموعة الكربوكسيل منه. وإذن تنطلق الطاقة اللازمة لاطراد الحياة، كما يتلاشى خطر حامض البيروفيك. وهذا صحيح ، فالحامض الذى يتكون بكميات كبيرة أثناء تمثيل الكربوهيدرات، يعد سماً شديد التأثير على الجهاز العصبى، إذا لم يتحلل سريعاً. وإن النقص الفاحش فى الثيامين هو الذى يدفع إلى تراكم الحامض، ومن ثم التأثير فى الأطراف العصبية والأربطة الموصلة والذى تكون من نتيجته آلام فى الأعصاب واضطراب فى القلب واختلال فى قناة الهضم .

بالخميرة .. عالج التهاب الأعصاب :

يوصى خبراء التغذية دوماً بتناول الأغذية الغنية بالثيامين، كلما تناول المرء مزيداً من الكربوهيدرات توسلاً لتوفير الطاقة فى الأبدان ووقاية من تراكم حامض البيروفيك الذى ينذر بالتهاب الأعصاب. وإننا لنعلم اليوم أن المراحل الأولى لنقص الثيامين، تتسم بحدوث اضطرابات تؤثر سلبياً فى الروح المعنوية للإنسان. إذ يغدو المرء كسولاً خائر القوى ضعيف الهمة فاتر العزم منحرف المزاج يثور ويهيج لأتفه الأسباب.

ومع استمرار هذا النقص تلتهب الأعصاب الطرفية شديداً وتجتاحها الآلام. لقد عالج الباحثون الطبيون اضطرابات عصبية من هذا القبيل بكميات وافرة من فيتامين "ب1" وشفيت. وكان النجاح فى الشفاء أعظم بإعطاء مصدر طبيعى للفيتامين بتناول قدر مناسب من الخميرة .

الخميرة وسلامة القلوب :

إن أول ما يتوجب العناية به من أجل سلامة وصحة القلوب هو تزويد الأبدان بفيتامينات المجموعة "ب" ولا سيما النوع "ب1" . إن العلماء الذين درسوا التأثير العظيم لهذا الفيتامين فى القلب قرروا أن نقصه الشائع هو سبب الإصابة بأزمات القلب المقلقة. ولتفسير ذلك أجرى "هاريس" وغيره من الباحثين تجاربهم على الفئران، وأسفرت هذه الأبحاث على أن نقص الثيامين يحفز على زيادة نسبة حامض البيروفيك، وعلى خفض معدل إنتاج وحدات الطاقة (ATP ) ، الضرورية لعمل عضلة القلب.

وفى مستشفى مايو الطبية بنيويورك أثبت العالمان " راسل وايلدر " ونورمان جوليف " أن حذف الثيامين من طعام الإنسان لمدة ثلاثة أيام يفضى إلى اضطرابات وظيفية فى القلب كأن يتدنى نبضة حيناً، ثم تسرع دقاته شديداً بمجرد أداء أى عمل مهماً كان يسيراً. وينذر استمرار المنع لأيام أخرى بدخول القلب مرحلة الخطر، حيث يتناوب نبضه بين البطئ للغاية والسريع للغاية وإن لم يبذل المرء أى مجهود يذكر. فإذا تواصل الحرمان أكثر دخل القلب مرحلة أخطر، فيزيد نبضه زيادة هائلة باستمرار حتى مع ركون الإنسان للراحة ثم يأخذ القلب فى التضخم. على أن المدهش، أن العوارض كلها لا تلبث أن تختفى بمجرد تزويد الجسم بقدر وافر من الثيامين ضمن أغذية طبيعية جيدة .

فإذا كنت صادق النية فى احتفاظ قلبك بحيويته فعليك أن تحرص منذ اليوم على تزويد جسمك بمصدر طبيعى للثيامين، مثل الخميرة ولو بكميات أكثر مما يلزم للجسم فإن هذا الفيتامين يذوب بالماء ولهذا فالزائد منه يخرج مع البول. وينبغى أن تأخذ من الخميرة مع كل أكله لأن حاجة الجسم للثيامين تتجدد كل يوم.

الخميرة لهضم أوفق :
إن بوسع المرء أن يتجنب اضطرابات الهضم بأخذ قدر وافر من فيتامينات المجموعة "ب" وبخاصة النوع "ب1" من مصدر فائق كخميرة البيرة. هذه هى الحقيقة التى استخلصها الباحثون من دراساتهم، فقد وجدوا أن الخميرة تزيد من إفرازات العصارة الهاضمة والإنزيمات. فهى تزيد من إفرازات الغدد الموجودة فى الجهاز الهضمى مثل إفرازات غدد المعدة وغدد الأمعاء ، كما أنها تحسن من قدرة الأمعاء الدقيقة على الامتصاص .
ومما يستطاب ذكره، أن العلماء كشفوا عن دور مهم للثيامين فى آلية عمل العضلات بعامة وعضلات الأمعاء على وجه الخصوص. فقد تبين أن نقصه فى الأبدان يصيب العضلات بالوهن، على نحو يفضى إلى اضطراب حركة قناة الهضم، ومن ثم حدوث الإمساك. وإن باحثى التغذية العلاجية ليؤكدون اليوم على أن الهضم الردئ والغازات وأكثر حالات الإمساك يمكن أن تشفى فى غضون أيام قلائل بإتباع نظام غذائى متزن يحتوى على الخميرة .

فيتاميـن الخميرة الأصفر :

فى عام 1932استطاع الألمانيان " واربورج " و " كريستيان " استخلاص مادة صفراء من الخميرة، وأثبتا أن لها دوراً مهماً فى تنفس الخلايا، هذه المادة هى فيتامين " ب2 " المعروف الريبوفلافين Riboflavin .

وهكذا فالخميرة هى مصدر أساسى للريبوفلافين إذ يوجد فى كل مائة جرام منها نحو 5.45 ميللجرام، بينما يوجد فى مائة جرام لكل من : الكبد نحو 3.5، فول الصويا 0.35، البيض 0.34، السبانخ 0.31، اللحم 0.30، الجرجير 0.30، السالمون 0.28، اللوبيا 0.25، اللبن الطازج 0.20، لحم الدجاج 0.16، العسل الأسود 0.16، الخيار 0.15، الخس 0.12، البرتقال 0.09 ميللجرام.

وتمثل قابلية الريبوفلافين للتأكسد والاختزال من خلال تفاعلاته كناقل لذرات الأيدروجين أساساً لفعله البيولوجى، ويدخل الفيتامين فى تركيب ما يزيد على عشرة من عوامل الحفز البيولوجية المتخصصة التى تكفل السير الطبيعى لتفاعلات الأكسدة والاختزال فى الجسم.

ولهذا فإن الفيتامين يلعب دوراً مهماً فى عمليات تمثيل الكربوهيدرات وإنتاج وحدات الطاقة منها، وكذا تمثيل الدهنيات والبروتينات. كما يساهم فى امتصاص الحديد وفى بناء هيموجلوبين الدماء. وبإيجاز نقول أن الريبوفلافين هو فيتامين الصحة والحيوية حيث يؤدى نقصه إلى انحطاط حيوية الأبدان، وتدهور وظائف خلايا البشرة والعيون. وإذن ليس غريباً أن نعرف أن الكثيرين مازالوا يستخدمون الخميرة كمقو عام لزيادة الحيوية، ومواجهة عوارض نقص الريبوفلافين.

الخميرة لصحة البشرة والعيون :

منذ زمن طويل والأطباء يستخدمون الخميرة بنجاح لعلاج العديد من متاعب البشرة التى تعود إلى النقص الحاد فى الريبوفلافين. إن قدراً وافراً من الفيتامين يأخذه الفتى أو الفتاة فى مرحلة المراهقة من شأنه منع ظهور الأكياس الدهنية والبقع الجلدية فى الوجوه. وهكذا فإن الخميرة تبدو مفيدة للغاية فى علاج ظاهرة حب الشباب وفى المحافظة على صحة البشرة والغشاء المخاطى المبطن للأفواه.

هذا فى حين يؤدى نقص الريبوفلافين فى الأبدان إلى إدماء وتشققات فى الشفاه وإلى تسلخات تظهر على جانبى الأفواه على أن الوقاية من هذه الاضطرابات أسهل ما تكون ولا تكلف المرء سوى تناول خميرة البيرة يومياً لتوفير الريبوفلافين الذى يكفى حاجة الأبدان.

ولا تقتصر أهمية الريبوفلافين على صحة البشرة وجمالها بل إن له أهمية كبرى للعيون فهو " فيتامين جمال البشرة والعيون البراقة " وها هى تجارب الباحثين تثبت أن نقص الفيتامين يفقد العيون قدرتها على تحمل الضوء كما يؤدى إلى انهمار الدموع والشعور بالحرقان وإلى مزيد من الالتهاب الذى يحد من قدرتها على الرؤية الثاقبة ما لم يعجل المرء بتزويد جسمه بمصدر جيد للريبوفلافين. وهل ثمة من مصدر طبيعى للفيتامين أجود من الخميرة يأخذها المرء فى سائر وجبات الطعام وفى كل الأيام !!

نياسيـن الخميرة فى المقدمة :

فى عام 1845 تمكن الباحث الأمريكى " جولد برجر " من استخلاص مادة فعالة من خميرة البيرة تعالج مرض البلاجرا Pellagra (هو يعنى بالإيطالية الجلد الخشن). هذه المادة هى النياسين Niacin ، أو حامض النيكوتينيك Nicotinic acid، وهو أحد أفراد عائلة فيتامينات " ب " الفخيمة.

والحق أن الخميرة تعد من أهم مصادر النياسين إذ يوجد بكل مائة جرام منها نحو 53 ميللجرام، بينما تحتوى مائة جرام لكل من: الكبد 16.1، البلح الجاف 15، السالمون 7.4، الحلبة 5.7، لحم الضأن 5.6، اللحم البقرى 5.1، المخ 4.9، دقيق القمح 3.5، الموز 2.3، المشمش الطازج 0.7، صفار البيض 0.5، لبن الأم 0.26 ميللجرام.

ومعروف الآن أن النياسين يعمل فى الجسم كأحد مكونات نوعين مهمين من معاونات الإنزيمات، وهما: أميد حمض النيكوتنيك ثنائى الفوسفات ( NAD ) وفوسفات أميد حمض النيكوتينك ثنائى الفوسفات ( NADP). وتعمل هذه المعاونات فى التنفس الخلوى وفى عملية التحلل الجليكولى، وهى العملية التى بها يتحلل السكر حيوياً لإنتاج الطاقة.

وعادة فإن الأعراض الأولية لنقص النياسين تتمثل بحدوث التهاب فى الأغشية المخاطية المبطنة للقناة الهضمية ثم يعقبها احمرار جلدى والتهابات وبخاصة فى مناطق الجسم المعرضة لضوء الشمس. فخميرة البيرة الأغنى فى حمض النيكوتينيك مازالت حتى اليوم توصف بنجاح للوقاية من هذه المتاعب .

هدئ أعصابك بالخميرة :

لتثق أيها القارئ الصديق أنه يستحيل الحصول على الهدوء العصبى بغير تغذية صحية ومتزنة. فإن التوتر الدائم والقلق العصبى الزائد، إنما هى علامات تدل فى الغالب على أن جسمك يحتج بهذه الوسائل على سوء تغذيته وعدم تزويده بما يلزمه باستمرار من فيتامينات الهدوء العصبى والاسترخاء ولا سيما فيتامين " ب6 " المعروف بالبيريدوكسين Pyridoxin. وهو الذى يوجد بوفرة فى الخميرة حيث تحتوى مائة جرام منها على 2.47 ميللجرام فى حين يوجد فى كل من : جنين القمح بتركيز لا يتجاوز 1.03، الكبد 0.81، اللحم 0.45، البسلة الجافة 0.4 ميللجرام .

لقد تأكد الباحثون من أن لهذا الفيتامين دوراً مهماً فى وظائف الأعصاب ونقل الإشارات العصبية وفى تصنيع الكثير من الكيميائيات التى تستخدم كنواقل عصبية، كما تأكدوا من دوره فى تهدئة وإراحة الأعصاب، إذ أجرى الباحث " سبايس " بجامعة " نورث وسترن " اختباراً على متطوعين من البشر بإعطائهم جميع فيتامينات " ب " ما عدا البيريدوكسين، فأصبحوا فريسة سهلة للتوتر العصبى والأرق وصاروا عرضة للتهيج والكآبة والوسواس وغدت أياديهم ترتعد وتأتى بحركات مضطربة لاإرادية.

ولكن ما أن أعطوا مزيداً من الفيتامين حتى عادوا إلى طبيعتهم السوية، وبعد أن كانوا مؤرقين، لا ينامون صاروا ينامون بعمق كالأطفال. وثمة دليل آخر يقدمه باحثو علم التداخلات الغذائية فقد لاحظوا أن النساء اللواتى يتناولن أقراص منع الحمل يعانين من كآبة وقلق وتوتر زائد، وكان السبب هو أن هذه الأقراص تتداخل على نحو سلبى مع البيريدوكسين، مما يؤدى إلى نقصه فى الأبدان.

ونضيف بأن للفيتامين مفعولاً مهدئاً لمراكز القئ فى المخ. ولأجل ذلك فهو يوصف للحوامل فى شهور الحمل الأولى لوقف القئ المتكرر. والحق أن من المفيد للغاية فى مثل هذه الحالات تناول خميرة البيرة الأغنى فى البيريدوكسين فهى الأفضل من أقراص الفيتامينات لأن زيادة جرعاتها قد تحدث اضطرابات الجهاز العصبى المركزى بدلاً من أن تعالج حالة الكآبة والتوتر العصبى .


عالجوا الأنيميا بالخميرة :

لا تعالج أنيميا نقص الحديد بتناول مقويات مغذية تحتوى على عنصر الحديد فحسب بل لابد كذلك من تزويد الجسم بقدر وافر من فيتامين الريبوفلافين أو أحد مصادره الطبيعية كالخميرة البيرة. هذا لأن نقص الفيتامين فى الوجبة الغذائية من شأنه خفض معدل الإفادة من الحديد الذى يتوافر فى الغذاء.

وكذلك فإن العلاج الناجع للأنيميا الخبيثة لا يستوجب فقط تزويد الجسم بفيتامين
"ب12" بل يقتضى أيضاً إمداده بفيتامين حامض الفوليك Folic acid، وهو أحد أعضاء مجموعة فيتامين " ب " المركب. هذا لأن نقص الفيتامين فى الأبدان يؤدى إلى فشل نخاع العظام فى تكوين كريات الدم الحمراء. وبهذه المناسبة فإن باحثى التغذية يعتقدون اليوم أن معظمنا يفتقر إلى حامض الفوليك بسبب عدم توازن الغذاء العصرى.

على أن ثمة إناساً يبدون أكثر حاجة إلى الفيتامين من غيرهم إما لأنهم لا يتمثلونه بصورة جيدة أو لأن أبدانهم تكون بحاجة أكثر إلى المزيد منه. فقد وجد على سبيل المثال أن مالاً يقل عن 75% من النساء الحوامل يفتقرن إلى الفيتامين ساعة الوضع. ومرد ذلك إلى ما يستهلكه الجنين من فيتامين طوال مدة الحمل. وهذه الظاهرة تبدو أكثر خطورة عندما يحدث الحمل مباشرة فى أعقاب التوقف عن تناول أقرص منع الحمل فهذه الأقراص معروف أنها تتداخل سلبياً مع حامض الفوليك، وتزيد من مخاطر نقصه فى الأبدان.

على أن المدهش أن هذا الفيتامين يوجد بكميات وافرة فى خميرة البيرة وخميرة الخباز، مما يقتضى التزود بها يومياً توسلاً للوقاية من فقر الدم الوبيل. وثمة فيتامين آخر تزخر به الخميرة كشف الباحثون عن دوره فى تكوين خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين هو البيريدوكسين. فحينما يقل معياره فى الدماء يتعذر إدخال الحديد مع الهيموجلوبين فى خلايا الدم الحمراء ويظل قدر وافر من الحديد فى الدماء من دون المشاركة فى عمليات البناء.

ثلاثى الخميرة ضد الشيب :

لن يكون لك شعر جميل، قوى، لامع ولن تحتفظ بلونه الطبيعى ما حييت إذا لم تمنح جسمك فى كل يوم عناصر التغذية الضرورية. ومن العلماء من يعلنون بصفة قاطعة أن كل شعره بيضاء فى العالم كله، السبب فيها نقص فى عناصر التغذية. فلا سبب لضعف الشعر ولا سبب للشيب أصلاً غير ذلك النقص.

إن نقص الحديد والنحاس واليود وثلاثة من عائلة فيتامينات "ب"، وهى حمض البانتوثينيك، والأينوزيتول، وحمض بارا-آمينو- بنزويك، له أثر كبير فى إسراع الشيب فى الشعر وفى إضعافه وانحلال قوته قبل الأوان. وها هى خميرة البيرة تعد من أوفر المصادر الغذائية فى ثلاثى الوقاية من الشيب.

ولنأخذ حمض البانتوثينك Pantothinic كمثال، ففى كل مائة جرام من الخميرة نحو 0.45 ميللجرام، بينما نجد فى كل من الكبد والطماطم نحو 0.4، وفى كل من: الخيار والبرتقال 0.3، المشمش 0.29، البيض 0.27، الليمون 0.26، ردة القمح 0.24، البسلة الجافة 0.21، لحم الضأن 0.13، الجزر 0.11، لحم البقر 0.1 ميللجرام. ومهما يكن من شئ فإنه يلزم لمنع تساقط الشعر واحتفاظه بلونه الطبيعى، أخذ عشرة ميللجرامات يومياً من حمض البانتوثينك ونحو مائة ميللجرام من حمض بارا-أمينو-بنزويك وحوالى ثلاثة آلاف ميللجرام من الاينوزيتول .

إن بوسع هذا الثلاثى العجيب إلى جانب اليود والنحاس والحديد أن ينشط نمو الشعر كل التنشيط فيساعده على استعادة لونه الطبيعى. فإذا كنت ترغب جاداً فى أن تحتفظ بلون شعرك الأصلى على طول الأيام فعليك بأخذ خميرة البيرة كل يوم قبل كل وجبة طعام. إنك بتناول الخميرة تتغلب على الضعف الذى يحدثه نقص ثلاثى الفيتامينات المضاد
للشيب .

أوقفوا زحف الشيخوخة :

فى مؤلفه القيم "بيولوجية الشيخوخة" يقول الباحث الطبى الرومانى "بارخون" :
" كان هناك شقيقتان 66، 70 عاماً تبدو عليهما مظاهر الشيخوخة بصورة ملفتة للانتباه كانت التجاعيد تغطى وجهيهما، كما كان من السهل ملاحظة اختفاء الطبقة الدهنية للوجنات، ولكن بعد فترة من الزمن عاودا زيارتى فى المستشفى فلم أعرفهما بل أننى أصبت بالذهول لمظاهر الشباب والحيوية التى كانت تبدو عليهما، وببحث حالتهما عرفت أنهما تناولتا طوال هذه الفترة خميرة البيرة التى حصلا عليها من مصنع البيرة القريب".

إن مثل هذه الملاحظة وغيرها استرعت انتباه باحثى الشيخوخة ودفعت الكثيرين منهم للبحث عن السر الذى تنطوى عليه الخميرة وخرجوا من بحثهم بحقيقة تقول بقدرة الخميرة على مواجهة زحف الشيخوخة. ولهذا السبب وجدنا الباحثين فى معهد أمراض الشيخوخة فى رومانيا يصفون الخميرة لعلاج مظاهر الشيخوخة باستخدامها يومياً فى الغذاء ووجدنا سواهم من المعالجين فى كافة الأنحاء ينصحون بها الجميع لإبطاء سير العمر نحو الشيخوخة.

والحق أن الخميرة يجب أن تكون إجبارية لكل شخص مسن لأنها تقدم له العناصر التى تنقصه كثيراً لاسيما فيتامينات المجموعة " ب " بكاملها ، كما أنها تصلح حالته بشكل لا يمكن تصوره .

قاوم متاعبك بالخميرة :

فى محاضراتى التى ألقيها كثيراً ما يتساءل جمهور الحضور عن الإحساس بالتعب والوهن الذى يجتاح المرء من وقت لآخر من دون سبب ظاهر، كما يتساءلون عن الوسائل التى يتوجب اعتمادها لتدارك هذا الإحساس البغيض. ويكون جوابى دائماً أنه لا يوجد سبب لانحطاط القوى والتعب الدائم غير الطبيعى سوى النقص فى بعض فيتامينات "ب" لاسيما الثيامين، وحمض النيكوتنيك والبيوتين.

وإن الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق الدائم والتعب المقيم إذ ما تركوا ذلك النقص يستفحل لديهم سرعان ما تغدو أعصابهم فى أطراف أنوفهم كما يقولون. والحقيقة أن هذا الثلاثى هو الذى يمكن الجسم من تحرير الطاقة المخزنة فى الطعام، وبدونه يعجز عن إطلاقها فتبقى راكدة غير مستعملة. ومهما كان نوع الأطعمة التى تتناولها لتعطيك هذه الفيتامينات فينبغى أن تضيف إليها الخميرة قبل كل وجبة طعام أو خلالها وقبل أن تنام أيضاً.

صحة الجلد فى الخميرة :

يوجد بالخميرة ست أنواع من فيتامين " ب " ذات علاقة مباشرة بصحة وجمال وسلامة الجلد. هذه الفيتامينات هى الريبوفلافين والبيريدوكسين وحمض النيكوتينك وحمض البانتوثنيك والبيوتين، وحمض البارا-آمينوبنزويك. إن نقص هذه الفيتامينات متجمعة أو نقص واحد منها قمين بظهور اضطرابات وبيلة فى الجلد. إن توافر قدر مناسب من الريبوفلافين هو الذى يقى الوجه من الالتهابات الجلدية التى تغطيها القشور خاصة حول الأنف والعينين، كما يحول دون جفاف الشفتين أو ظهور التهابات بزوايا الفم. ويعمل حامض النيكوتينيك على وقاية جلد الأعضاء المعرضة للشمس من حدوث التهابات حمراء تغطيها قشور يميل لونها إلى اللون البنى. أما البيريدوكسين فهو الذى يحمى منطقة الفم والعينين من الالتهاب الجلدى.

وفى المقابل فإن نقص حمض البانتوثنيك وحمض بارا آمينوبنزويك يتسبب فى ظهور أنواع مميزة من الإكزيما كما نعرف أيضاً أن نقص فيتامين البيوتين يجعل الجلد جافاً بلون أحمر تغطيه القشور. وإذن بمجرد شعورك أن صحة جلدك غير حسنة أو أن تغيرات غير طبيعية بدأت تزحف عليه بادر بوقاية جلدك بأطعمة غنية بهذه الفيتامينات بتناول كل يوم قدراً مناسباً من خميرة البيرة .

إن كثيرين ممن يعانون من متاعب فى جلودهم عزموا على ألا يعدلوا عن تناولها أبداً بعد أن جربوها وعاينوا بأنفسهم نتائجها المدهشة.

أهى تحمى من الأورام ؟

يحذرنا حائز جائزة نوبل " أتو واربورج " من نقص الريبوفلافين وحمض النيكوتينيك، وحمض البانتوثنيك. فعنده أن هذا الثلاثى يكون فريقاً قوياً لحماية الأبدان من خطر السرطان. فثمة نظرية تقول بأن من أسباب الإصابة بهذا الداء، تدنى الأكسجين المتاح للخلايا، فالخلايا التى ينقص الأكسجين الواصل إليها إلى 35% تضطر حتى تحافظ على بقائها إلى سلوك آلية شاذة لإطلاق الطاقة. فبدلاً من حصولها على الطاقة من عملية التمثيل الغذائى، تعمد إلى تخمير السكريات. وهذا مما يعجل بظهور الأورام، ومما يستطاب ذكره أن هذا الثلاثى يعمل داخل الخلايا، كمساعدات مهمة لإنزيمات التنفس. وبتعبير أفصح نقول إن الخلايا التى تصاب فجأة بالجنون إنما هى فى الواقع خلايا محرومة من نوع أو أكثر من هذه الفيتامينات ولأجل ذلك تصبح عاجزة عن التنفس السليم .

لقد أجرى باحثون دراسات معملية أظهرت أن لهذه الفيتامينات قدرة مدهشة على مقاومة الإصابة بالسرطان، فعندما أضاف الباحثون قدراً مناسباً منها إلى مزارع خلوية أصابها الجنون هدأت الخلايا واستكانت واستعادت إيقاع تكاثرها الطبيعى. فهذا كشف مثير، ولكن الأكثر إثارة هو ما توصل إليه مؤخراً الباحثون فى مشروع الجينوم البشرى حين كشفوا لأول مرة عن دور حامض الفوليك فى الوقاية من السرطان. فقد عرفوا أن آلية تخليق القواعد الأزوتية التى يتركب منها الحمض النووى تستوجب توافر المزيد من حامض الفوليك الذى يضطلع بمهمة نقل ذرة كربون واحدة من مركب إلى آخر.

وهكذا فإن حامض الفوليك يبدو حيوياً للغاية لانتظام عملية تخليق الأحماض النووية ولتصحيح ما يطرأ عليها من عيوب ولالتئام ما قد يعتريها من تشوهات، وكما لا يخفى فإن عيوب الأحماض النووية وتشوهاتها، تعد أحد الأسباب المهمة للتحول السرطانى فلا عجب إذن أن نجد الباحثين يقولون بأن من يعانى من نقص فاحش فى حامض الفوليك يكون على الأرجح معرضاً بصورة أكبر للإصابة بأنواع من السرطان، لاسيما سرطانى القولون والمستقيم، ولا عجب أن نجدهم يؤكدون على زيادة احتمالات إصابة النساء بسرطان عنق الرحم، بسبب نقص" الفوليك " فى الطعام.

ونعود فنقول إن وجود فيتامينات الأكسدة والاختزال جنباً إلى جنب وفيتامين حامض الفوليك، لمما يحقق أفضل النتائج فى حربنا ضد السرطان. وإن هذه الفيتامينات لتوجد مجتمعة وبمقادير وافية فى الخميرة على نحو يجعل منها أفضل أغذية الوقاية من هذا الداء الذى عز فيه دواء .

حديث الخميرة والشراييـن :

"تصلب الشرايين"، كالعهد به دائماً من أشد أمراض الإنسان إثارة وغموضاً على الإطلاق. وقد مضى علية الآن وقت طويل وهو يسبب للعلماء صداعاً منتظماً. ثمة من الباحثين من يؤكد على أن نقص فيتامين الكولين يعد سبباً مهماً للإصابة بتصلب الشرايين. فالكولين يساعد الكبد والحويصلة المرارية على إتمام هضم واستهلاك دهون الطعام لئلا تتراكم فى الأبدان. ولأن الكولين لا يمثل بدون وجود الاينوز يتول فقد أصبح القول الصحيح هو : أن نقص هذين الفيتامينين، هو من الأسباب التى تدفع إلى تصلب الشرايين.

وتدل أبحاث العالم الطبى " موريسون " على أن توفير هذه الفيتامينات فى الغذاء اليومى يؤدى إلى زوال الكوليسترول تدريجياً من داخل الشرايين حتى أنها تعود إلى سعتها ومرونتها، كما يعود الضغط الدموى إلى منسوبة الطبيعى.

ويعتقد الباحث الطبى " بانتى " Panti فى القيمة الشفائية لحمض النيكوتنيك. وعنده أن الفيتامين يساهم بقوة فى خفض معدل الكوليسترول الشرير بنسبة 15 إلى 30%، كما يزيد معدل الكوليسترول المفيد بنسبة 2%. وهو يضيف إنه قام بتجريب هذا الفيتامين على عدد كبير من المتطوعين الذين ورثوا قابلية ارتفاع الكوليسترول، وأن النتائج كانت مشجعة للغاية حيث تمكن الفيتامين من خفض معدل الكوليسترول بصورة مباشرة لأن من شأنه تثبيط إنتاج الليبوبروتينات منخفضة الكثافة (LDL) وهى السبب الظاهرى المسئول عن تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين .

وتؤكد أحدث النظريات العلمية على دور حمض الفوليك (بالإضافة إلى مساندة من فيتامين ب6 ، ب12) فى الحماية من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وتتأسس هذه النظرية على حقيقة تقول بقدرة حمض الفوليك على تنشيط التفاعلات التى تمكن الجسم من الخلاص من مادة " هوموسيستين " Homocystein ، ومن ثم خفض تركيزها فى الدم . ومعروف اليوم أن زيادة نسبة هذه المادة فى الدم تنذر بتصلب الشرايين. وها هنا لابد أن نذكر أن الهوموسيستين ينتج فى الجسم كمركب وسطى أثناء عمليات التمثيل الغذائى للأحماض الأمينية فى الخلايا . ومن المعتاد أن تتحول إلى الحامض الأمينى " سيستين " أو حامض
"المثيونين". ولكن هذا التحول الحيوى لا يجرى إلا فى حضرة حمض الفوليك (وكذا فيتامينى: ب6 ، ب12).

وهكذا فإن غياب هذه الفيتامينات أو نقصانها فى الجسم هو الذى يدفع إلى تراكم الهوموسيستين فى الدم، على نحو يفضى إلى تصلب الشرايين. والذى لا ريبة فيه أن سائر فيتامينات الوقاية من هذا الداء توجد فى خميرة البيرة بنسب جيدة. ولذا فإن من المؤكد أن هذه الميزة التى تتمتع بها الخميرة ستجعلها من أهم المفاتيح الغالية التى تفتح لنا أبواب الصحة والعافية

ضد الشرود والنسيان :

قد يدل الشرود وكثرة النسيان وقلة التركيز العقلى على وجود عيب أو نقص فى نظام تغذية الإنسان. لقد لوحظ أن الأفراد الذين يشح فى طعامهم فيتامينات من أمثال الثيامين وحمض النيكوتينك يكون تفكيرهم بطيئاً وغامضاً ويجدوا صعوبة فى استرجاع ذكرياتهم.
ثمة اختبارات أجريت على بعض المتطوعين فى مستشفى بفيلادلفيا لتقدير ذاكرتهم ووضوح تفكيرهم. أجريت الاختبارات قبل وبعد إعطاء المتطوعين أقراص فيتامينات المجموعة "ب" ثم كررت الاختبارات بعد إثراء وجبات المستشفى بمصادر طبيعية للفيتامينات كخميرة البيرة. أظهرت كافة الاختبارات حدوث تحسن كبير لدى جميع الأفراد من حيث وضوح التفكير والذاكرة بعد أن أخذوا الأقراص. وكان التحسن أكبر وأظهر بعد أن تناولوا الخميرة كمصدر طبيعى للفيتامينات.

وقد دلت دراسات الباحثين على أن بوسع فيتامين حمض النيكوتينك توسيع أوعية الدماغ الدموية مما يتيح للدماغ تروية غذائية أغزر على نحو يحسن من المدارك العقلية ويعيد الذاكرة نيرة نشيطة. فهل بوسع أى شخص يشكو من ثغرات فى ذاكرته وغموض فى تفكيره أن ينسى أن يأخذ كل يوم قدراً مناسباً من الخميرة ؟

الخميرة لطفلك أيضاً :

عندما يفحص الطبيب طفلك ويقرر أنه سيئ التغذية فهو يقصد وفقاً لتقديره أن أنسجة الطفل لم تستكمل حاجاتها من عناصر الغذاء. وقد يكون السبب فى ذلك أن الغذاء الذى يأكله الطفل لا يمده بعناصر الغذاء الضرورية بكميات كافية. أو لأن جسمه لسبب ما ليس لديه القدرة على الإفادة مما يأخذ من عناصر الغذاء.

ولعل من أكبر الأخطاء التى يرتكبها الآباء فى تغذية أطفالهم هو تجاهلهم فيتامينات المجموعة "ب" مع أن الكميات الكافية منها عدا إثارتها شهية الطفل فهى تعينه على هضم ما يأخذ من طعام وتحميه من مخاطر الخروج الكسول للفضلات كما تقيه من شرور الاكزيما والتهابات الجلود، فضلاً عن أنها تمنحه فرصة أكبر لنوم هادئ عميق.

منذ بضع سنوات أجرى باحثو التغذية العلاجية تجربة بسيطة ومحكمة فى الوقت نفسه على ثلاثمائة وخمسين طفل. إذ أعطوا كل واحد منهم قدر ملعقة صغيرة من مسحوق الخميرة فى كل يوم منذ كان عمر الطفل أسبوعين حتى بلغ العام. وبدهشة بالغة لاحظ الباحثون أن الأطفال تمتعوا بشهية منتظمة، ولم يعانوا طوال التجربة من أى مغص أو تقيؤ، أو اكزيما، أو نحو ذلك من الاضطرابات الصحية التى تشيع بين أندادهم من الأطفال الذين لم يعطوا أى قدر من الخميرة. وكانت هذه نتيجة مثيرة شجعت الباحثين على التوصية بزيادة كمية الخميرة التى يأخذها الأطفال ابتداءً من الشهر الثامن عشر إلى ملعقة كبيرة فى كل يوم.



صديقة مرضى السكر :

ثمة صفة تميز الخميرة عن معظم أنواع الطعام هى احتواؤها على مركب حيوى يدعى " عامل تحمل الجلوكوز " Glucose Tolerance Factor (GTF) . وهو مركب عضوى ينطوى إضافة إلى النياسين وحامض الجلوتاميك، والسيستين، والجليسين، على عنصر معدنى ذى شأن فى الحماية من خطر داء السكر اللعين هو عنصر الكروميوم Chromium .

إن الفريق البحثى الذى يقوده "شرويدر" حينما عكف على إطعام الفئران المعملية أطعمة خالية من الكروميوم على مدار ثمانية شهور، وجد أن 80% من الفئران سقطوا فريسة لداء السكر على نحو خطير.

ووفقاً لرأى الباحثين فإن الأنسولين لا يكون فعالاً إلا إذا ترافق مع كميات من الكروميوم. وعندهم أن ارتفاع نسبة السكر فى دماء البعض قد لا يعود إلى نقص فى هرمون الأنسولين بقدر ما يعود إلى عدم استجابة الجسم للأنسولين الموجود بسبب الضعف الطارئ فى نشاط مستقبلات الأنسولين.

وها هنا يبرز دور عنصر الكروميوم فى الأبدان. فهذا العنصر هو الذى يضطلع بمهمة تنشيط مجموعة الإنزيمات التى تساعد الأنسولين فى عمله أثناء دورة احتراق الجلوكوز، ولكن دعنا نفصل الحديث: فقد عرف الباحثون أن الصورة النشيطة فسيولوجيا للكروميوم (أعنى مركب GTF) هى التى تعين على نقل واتصال الأنسولين مع مواقع استقباله على الأغشية الخلوية، مما ييسر إدخال الجلوكوز إلى الخلايا، كما أنها تساعد على أيضه داخلها.

وكأنما يقوم الكروميوم بدور"الكوبرى" الموصل بين الأنسولين ومواقع استقباله على الأغشية الخلوية. ولأجل ذلك فإن الطبيب العالم الفاهم لابد له من تزويد مريض السكر بعنصر الكروميوم أو بمصدر طبيعى له كخميرة البيرة، خصوصاً إذا كانت استجابته للعلاج بالأنسولين ليست كما يجب أو إذا كانت تكثر لديه المضاعفات أو إذا أراد لمريضه مزيداً من ضبط السكر فى الدماء.

ويفيد الكروميوم أيضاً فى التقليل من مضاعفات المرض على المخ والأعصاب، كما يقلل بدرجة ملحوظة من التهابات الأعصاب الطرفية التى تصاحب عادة الإصابة بهذا الداء، وكذلك فإن من شأن الكروميوم منع نسبة الدهون فى الدم من الارتفاع، وهذه من مضاعفات مرض السكر الشائعة.

ولا تقتصر أهمية الكروميوم على المرضى، بل إن الإنسان الطبيعى الذى لا يشعر بالحيوية والنشاط بعد تناول الطعام يمكنه الإفادة منه حين ينشط بصورة جيدة من عمليات تمثيل الغذاء على نحو يعين على استعادة النشاط والحيوية من بعد غياب .

ونعود فنقول إن مريض السكر لابد له من تناول قدر مناسب من الخميرة فى كل يوم وسيرى أن ما فيها من كروميوم ومن فيتامينات المجموعة "ب" يمكن أن يجنبه الكثير من متاعب هذا الداء، كما أنها سوف تقلل من احتياجه إلى الأنسولين إلى حد كبير.

الخميرة الغذائية : حية أم ميتة ؟

منذ وقت قريب أذاع باحثون فى جامعة ويسكنسون أن الأشخاص الذين يتناولون يومياً وبانتظام مقداراً وافراً من خميرة الخباز الحية الطازجة لكى يتزودوا بمقادير من عناصر التغذية والفيتامينات لا يحصلون على شئ، بل أنهم قد يفقدون مقداراً من الفيتامينات التى حصلوا عليها من طعامهم اليومى. ماذا ؟ أهذا صحيح ؟ نعم هذه هى الحقيقة التى لا نفتأ نذكرها بين الحين والحين، ولكن الكثيرين لسوء الحظ ما زالوا عنها غافلين.

وأنت تسأل باستغراب: وما معنى هذا ؟ ينبغى أن نعلم أن الخميرة تنتج فى الصناعة على صور متعددة منها ما ينتج فى صورة خلايا حية تعرف بالخميرة النشطة Active yeast، ومنها ما ينتج فى صورة خلايا ميتة تعرف بالخميرة غير النشطة Inactive yeast . ولهذا فإننا نجد بالأسواق خميرة حية مضغوطة بها نحو 30% مواد صلبة، وهى تستعمل لغرض الرفع فى صناعة الخبز. ونجد خميرة حية مجففة بها نحو 92% مواد صلبة، وهى تستعمل فى الرفع أيضاً. ولكننا نجد كذلك خميرة غير حية مجففة. وهذه هى (الخميرة الغذائية)، التى تصلح فى التغذية كمصدر للبروتينات والعناصر المعدنية والفيتامينات.

وتنتج خميرة التغذية (تلك) بطريقة مشابهة لإنتاج خميرة الخباز على أن يجفف الناتج إلى مسحوق على درجة حرارة عالية تكفى لقتل الخلايا الحية. وإذ تموت خلايا الخميرة، وتفقد حيويتها تغدو منتجاً غذائياً رفيع القيمة ومدهشاً إلى حد كبير. ولكن ما بال الخميرة الحية، ولم لا تصلح للتغذية؟، وأين تكمن مشكلتها المعقدة؟ ، وهل هى حقاً تكمن فى مرارة طعمها كما يدعى بعض المنتجين؟ الواقع أن طعم خميرة البيرة المر ليس أبداً هو بيت القصيد، ولو كانت هذه هى المشكلة لهان الأمر، فإن من الممكن التغلب على الطعم المر بمجرد إذابة الخميرة فى كوب لبن دافئ وأخذها مع الحليب.

ولكن هناك مشكلات تغذوية وفسيولوجية عديدة تحول دون إفادة الجسم من الخميرة الحية. فالخميرة الحية لا تصلح للتغذية لأن بوسعها القيام بتحليل السكريات وإنتاج قدر وافر من غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يسبب لدى الآكل ارتباكات معوية واضطرابات. وهى لا تصلح للتغذية لأنها تستطيع التغلب على بكتيريا الهضم الضرورية فى الأمعاء وتعطيل عملها. ولا تصلح للتغذية لأنها تقبض على الفيتامينات التى ينطوى عليه جرمها، ولا تعطى آكلها أى قدر منها. بل إنها تأخذ فى داخلها مقداراً من الفيتامينات التى حصل عليها الآكل من أطعمة أخرى غيرها هذا كله صحيح، ولكن إذا قتلت خلايا الخميرة بالحرارة العالية أو بأى من طرق القتل المعروفة للباحثين ثم جففت فإنها تفقد قدرتها على المراوغة تماماً وتصبح فى طرفة عين غذاءً طيباً ثميناً يغذيك أكثر من كل الأطعمة التى تشتريها، بل إنها تغدو عجيبة من عجائب دنيا التغذية وبلسماً يفيد كل مريض. فما أحوجنا لإدخال تلكم العجيبة الغذائية الشافية فى نظامنا الغذائى فى كل يوم وباستمرار، ما أشرقت علينا الشمس.