الجلد .... ذلك الشاهد الأكبر ؟ ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
قال الله تعالى في كتابه الكريم ' وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) " سورة فصلت الآيات 19-22
سنحاول بإذن الله تعالى أن نناقش من خلال هذا البحث ،حقائق علمية جديدة وكنوز اعجازية مذهلة ورائعة ، يحتوي عليها هذا النص القرآني العظيم " حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) من سورة فصلت .
وهي أسرار علمية جديدة خاصة بالجلد وبخصوصية شهادته الكبرى !! ، بقول الحق تعالى " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا "، هذه الخصوصية التي يجوز أن نطلق معنى ومفهوم - الجلد ذلك الشاهد الأكبر ! - .
كما سنتطرق في هذا البحث - وفي جزئه الثاني- إلى دراسات أخرى تطرح أسرار ونواحي جديدة علمية يزخر بها هذا النص القرآني العظيم .
ولقد استغرق مني هذا البحث زمنا، إذ أول ما شد انتباهي وفضولي عند تدبري وقراءتي لهته الآيات – وبفضل من الله عز وجل – أن اطرح على نفسي عدة علامات استفهام وأسئلة!!؟؟ كانت الإجابة عليها هي مفتاح هذا البحث المتواضع.
: السؤال الأول
يقول الحق تعالى " حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) "
هذه الآية الكريمة تصور لنا مشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة، حينما يُعرض الكفار على النار لتشهد عليهم حواسهم بما كان يفعلون، والحواس الشاهدة هي ( حاسة السمع والبصر والجلد) كما هو مذكور وواضح من نص الآية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح لماذا وجه الكفار خطابهم وسؤالهم فقط إلى الجلود بقولهم (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا) ولماذا لم يوجهوا سؤالهم أيضا إلى سمعهم وأبصارهم ؟ مادامت هذه الحواس أيضا دخلت في نفس الشهادة وذلك بنص الآية الكريمة ؟؟؟
لماذا خصصت الجلود بهذا الاستفسار وهذا السؤال دون سواها من الحواس ؟ ما هو السر أو الأسرار العلمية وراء هذا الإعجاز ؟ !
سيقول قائل لأنهم لم يكونوا يظنون أن الجلود يمكن أن تشهد !! بعكس السمع والبصر فشهادتهم محسوسة ولا غرابة فيها ، ولكن نقول يمكن أن يكون هذا
الرأي فيه بعض الصواب ،ولكن في زماننا ومع تطور العلم بثنا نعلم حقيقة علمية يقينية مهمة ، أن جميع خلايا الجسم لها ذاكرة ، وأن خلايا الجلد تخزن المعلومات ،وكل ما يمر عليها بشكل دقيق كما العين والبصر .
كما أن تتمة سياق الآيات بقول الله تعالى "وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)" الآية 2من سورة فصلت ،تؤكد أن الكفار لم يكونوا يظنون أن هذه الحواس يمكن أن تشهد " ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم " حيث جاء من معاني تفسير كلمة "تستترون " أي تظنون، فعدم الظن شمل إذن جميع الحواس وليس فقط الجلد، إذن الرأي أو القول الأول الذي يرجح سبب تخصيص الجلود بالسؤال إلى عدم ظن الكفار أن الجلد يمكن أن يشهد بعكس حاسة السمع والبصر رأي ضعيف بمدلول باقي الآية الكريمة.
نعود لطرح نفس السؤال إذن: لما خصصت الجلود بهذا السؤال وهذا الاستفسار دون سواها من الحواس؟؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه- بإذن الله تعالى - من خلال طرحنا لبعض الحقائق العلمية الهامة الخاصة بحاسة الجلد مقارنة بباقي الحواس.
: السؤال الثاني
ببحثي في آيات القرآن الكريم عن آية أخرى تشير إلى معنى شهادة إحدى الحواس منفردة سواء مثلا آية تشير إلى شهادة السمع فقط، أو البصر فقط، أو
الجلود فقط،.. لم أجد بتاتا أي آية أخرى تنفرد بشهادة حاسة واحدة من بين هذه الثلاث الحواس.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبإلحاح:ما هو السر أو الإعجاز وراء تحضير الشهادة في آية تجمع حضور الثلاث الحواس خصيصا (السمع والأبصار والجلود )؟؟؟ هل يا ترى ألا تصلح هذه الشهادة إلا بحضور هذه الثلاث الحواس مجتمعين هكذا ؟ ؟..
هذا سؤال نطرحه!؟ وببحثنا في الخواص العلمية المشتركة لهذه الحواس الثلاثة سنحاول الإجابة عليه والكشف عن بعض الحقائق العلمية المذهلة بهذا الخصوص .
: السؤال الثالث
نلاحظ كذلك أن الآية الكريمة ذكرت شهادة ثلاث حواس ، وهي حاسة السمع ثم حاسة البصر وحاسة الجلد ، ولكن نحن نعلم أن الله تعالى خص الإنسان بوجود خمس حواس أساسية ،و التي من خلالها يستطيع التواصل مع العالم الخارجي، وهي ( حاسة الجلد ،السمع و البصر ، ثم حاسة الشم والتذوق)
لماذا إذن استثني ذكر حاسة الشم والتذوق من هذه الآية الكريمة ومن هذه الشهادة ؟
فمثلا في حالة من أكل حراما وشرب خمرا، هنا لابد من تدخل شهادة حاسة التذوق لتشهد على هذا الفعل الحرام !! وكذلك الأمر مثلا لمن يتعاطون شم المخدرات فهنا أيضا لابد من تدخل لحاسة الشم كشاهدة على هذا الفعل !!.
فكيف إذن لم تذكر شهادة الشم والتذوق هنا ؟...سؤال يطرح نفسه علينا بإلحاح!! سيقول بعض المشككون والمتربصون أعداء الله وأعداء الإسلام، ها قد وجدنا هفوة وخطا كبيرا في هذا الكتاب المزعوم،ولكن نقول لهم ونرد علهم أن هيهات هيهات !!،بل بإجابتنا على هذا السؤال الأخير بالضبط ،وكشفنا لهذا السر العلمي الكبير ، سنبرهن برهانا عظيما تقشعر منه جلود المؤمنين ،أن هذا الكتاب لهو الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين أيده ولا من خلفه ،مصداقا لقول الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)"فصلت الآيات 41-
___________________
: ولقد حمل كتابنا
( بيان القرآن الكريم في تبيان ألغاز الكون العظيم )
( بيان القرآن الكريم في تبيان ألغاز الكون العظيم )
بيانا كبيرا لهذا الاعجاز المبهر ، بكشف لأسرار عظيمة خصها الله تعالى لهذه الحاسة ( حاسة الجلد ) اجابة على تلك الألغاز المطروحة في مدخل البحث.
فنحمد الله تعالى ونشكره لعظيم عطائه ونعمه ، وما حملت آيات القرآن العظيم من حقائق عظيمة تشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله . يقف أمامها العالِمون حيارى ...،لا يملكون من أمر أنفسهم إلا التصديق و اليقين والقول بهذه الشهادة
( فلا اله إلا الله محمد رسول الله )
فنحمد الله تعالى ونشكره لعظيم عطائه ونعمه ، وما حملت آيات القرآن العظيم من حقائق عظيمة تشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله . يقف أمامها العالِمون حيارى ...،لا يملكون من أمر أنفسهم إلا التصديق و اليقين والقول بهذه الشهادة
( فلا اله إلا الله محمد رسول الله )
الباحثة وديعة عمراني
ملحوظة : جميع الصور والمعلومات بهذا المقال هي من حقوق النشر ، فأي استعمال بغرض تجاري لها غير مرخص له
__________________
التفاصيل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق