علوم القرءان ، منقذ البشرية

علوم القرءان ،  منقذ البشرية
Science du Coran ; Sauveur de l'humanité Les Civilisés sont incapables de corriger ce que leur civilisation a gâché

الخميس، 19 أغسطس 2010

حجارة من السماء ../بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح) .. أم الفحم .. فلسطين




حجارة من السماء

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح) .. أم الفحم .. فلسطين

لم يعد الحديث في حجارة أو صخور تسقط من السماء على الأرض ، ما بين تصديق وبين تكذيب ، فالفيزياء الفلكية حسمت النقاش ، ويمكن لكل من يشاء أن يرى بنفسه هذه الحجارة ، فمنها ما تم تجميعه في معارض ليراها الناس ، ومنها ما هو على طاولة البحث العلمي ، وسيرة هذه الحجارة والصخور متلاحقة الحلقات ، وفي جانب من الاهتمام بها ، أصبح جمعها هواية يعشقها هواة الفلك ، ولعل كوننا بحمد الله من المسلمين ، فذكر هذه الحجارة يأخذنا مباشرة الى ( الحجر الأسود ) ، ويكفي هنا أن أقول بأنه على طاولتي كتاب مهم جدا في علم الفلك وكاتبه بروفسور بريطاني ، ويذكر هذا الباحث ، بأنه تم الحصول على مادة من الحجر الأسود ، وتم فحصها في المختبرات ، وتأكد بأنه نيزك سقط من السماء ، وبأنه ينتمي الى الصنف من النيازك التي تكثر فيها نسبة الكربونات ومن هنا لونه الأسود ، وقد فتشت في كتب أخرى فوجدت نفس الكلام في كتاب آخر للفيزياء الفلكية ، ولعل الالتفات الى الماضي سوف يأخذنا الى سرديات تطول ، فيكفي أن نتذكر بأن التكذيب بالآيات لم يفلح في اعتراض المد الاسلامي في مشارق الأرض ومغاربها ، ولم يكن التكذيب بسقوط حجارة خصيصة جماعة من بشر دون الأخرى ، وذلك على الرغم من ثبوت أن الانسان القديم عرف هذه الحجارة وانتفع بها في صنع أدوات منزليه له ، فكلنا يعلم أن الولايات المتحدة الاميركية تقف على رأس قوى الاستكبار العالمي ، وقد كان في سدة الحكم في هذه البلاد ، رئيس يدعى توماس جيفرسون ، وكان بلغ مسامعه نبأ اثنين من علماء الطبيعة ، يقولون بضرورة الاقرار بحقيقة ما يدعيه الفلاحون ، من أن حجارة تسقط من السماء ، فقال : ( ان من الأسهل علي أن أصدق أن استاذين قد كذبا من أن أصدق أن السماء تمطر أحجارا ) . وهو قول لا يتعدى أن يكون اعتباطا للتكذيب ، ولا أعجب من نفي أو انكار لقضية بقوة العجز عن التعقل أو الاحباط حين التصور .
ومرت الأيام وجاءت ليلة 12 تشرين الثاني ، من عام 1833 ، لتشهد ضد المكذبين ، اذ تحولت السماء في تلك الليلة الى استعراض رهيب للشهب .
وكانت السماء تمطر حجارة فوق الجانب الشرقي من الولايات المتحدة الاميركية ، لكن جيفرسون ، كان مات قبل تلك الليلة بسبع سنين ، وتذكر الناس هناك الى أي حد كان ذلك الرئيس مخطئا ، عندما لم يجد غير كلمات التكذيب ، يضعها في لحن الاستهزاء بالعلماء ، وما كانت تلك الحجارة من سجيل ، ولكنها من تلك التي تغزو الأرض من الفضاء الخارجي كل حين .
بعد تلك الليلة انزوى التكذيب وانزوت معه كلمة تخريف ، التي ما انفكت تلاحق كل قول يعني أن هناك حجارة تسقط من السماء . وكانت دلت دراسة تلك الحجارة وتلك الصخور ، على أنها تأتي من الفضاء الخارجي تخترق في الغلاف الهوائي للأرض ، بسرعة كبيرة يترتب عليها نشوء احتكاك بينها وبين الهواء ، وعنه تتصاعد حرارة عالية تؤدي الى أن تلك الحجارة تتوهج وتظهر لعيون الناظرين اليها ، وكأن كلا منها وميض من ضوء أو شهاب من نار فوقنا في السماء .
وهناك من يعبر عنها بقوله تلك شهب ( مفردها شهاب ، وفي اللغة الانكليزية متيئور وهي كلمة مأخوذة عن اليونانية وتعني الشيء المرتفع في الهواء ) ،
ومنها صخرية وأخرى حديدية منها . أما النيازك الصخرية فان تكوينها لا يختلف كثيرا عن بعض صخور الأرض أو عن تلك الصخور أو الحجارة التي نجدها في سطح القمر . وأصلها من طبقات خارجية لكوكب ما . لكن النيازك الحديدية فغالبا ما يشكل الحديد منها نسبة تعادل أو تزيد عن تسعين بالمائة ، وأصلها من طبقات داخلية لكوكب كان قذف مادة من طبقاته الداخلية الى الفضاء الخارجي أو أنه تفجر .
ويحدث بعد رؤية الشهب أن يعثر الناس على صخرة أو حجر أو قطعة معدنية في مزارعهم أو بجانب مساكنهم ، لم تك موجودة في ذلك المكان من قبل .
ان من تلك الحجارة التي تسقط على الأرض ما يصيب انسانا أو حيوانا فيقتله ، أو يصيب زروعا فيبيدها ، فلا أمان من تلك الحجارة أبدا ، وذلك لأن الأمان انما يقتضي انتفاء امكان سقوطها على الأرض .
لكن احتمالات سقوط حجارة من السماء على الأرض تظل قائمة ، ولهذا قيامها يظل ينتقص من أمن الانسان وأمانه ، ولذلك يستشعر الانسان الخوف منها ، ويقلق على مصيره ، فاحتمال اصابته أو زرع أو متاع له لا تزال قائمة أصلا وأساسا .
ونحن نتحدى أن يكون هناك من الخلق انسان واحد يملك أن ينكر علينا ما نقول ، بل لا حاجة لمثل هذا التحدي الذي كان يقول به كتاب مسلمون من قبل ، فلقد أصبح علم الفيزياء الفلكية مؤيدا لسقوط حجارة من السماء ، وبين يديه أدلة لا تحصى ، فثمة معرض لهذه الحجارة في ليبيا وفي السعودية وجدوا حجارة وصخورا سقطت من السماء ، وفي الأردن ، وفي مصر ، وفي دول غيرها في العالم ، في أميركا وروسيا ودول أوروبية عديدة ، ان لم يكن كلها ، وحتى في حقل زيتون نملكه وجدت بنفسي حجارة مثل هذه ،
ولا نجد من الناس من يدري أيان ومتى يمكن لحجارة من السماء أن تأتي تحصب مخلوقا بشرا غارقا في ملذاته أو متغطرسا في استبداده وظلمه أو هائما في بحر غرور أثمله فأنساه ذكر الله . ولأن هذا هو حال الاحاطة والدراية بأيان ومتى وبمن يكون أذى الحجارة لاحقا ، فلا أمان ،
لذلك جاء تذكير الرحمن جل ثناؤه في القرآن : (( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير .. آية 17 الملك )). فكأن كلمات القرآن تحيط عقل ابن آدم علما بتلك الحجارة ، ذلك أن قوله يرسل عليكم حاصبا من السماء معناه يمطركم حجارة من السماء . وفي الآية تذكير بقدرة الخالق في أن يصيب بها من يشاء ، ثم لا تجدوا لكم وكيلا ، أي لا تجدوا الذي يدفع عنكم عذابه ولا من يعصمكم من عقابه ان كان واقعا .
فيا من أضله الشيطان ، فبات وعاء للضلال متحركا بالتضليل يؤذي الديار والأوطان والأهل والخلان ، يا أنت .. يا من أتعبك الظلام ، حتى متى ؟ يا ابن آدم يعشش فيك الشيطان ؟! والى أين ؟!
أقول تعال الينا .. تعال ادخل بوابة الأمن والأمان ، بوابة الحق والعدالة والحرية . ان بوابة الايمان أولى بالانسان يدخلها ، والله رءوف رحيم بالعباد . ان الاستغفار والتوبة أمانان أنزلهما الله جل ثناؤه فمن استغفر وتاب كان من المؤمنين .
ومن رحمة الرحمن ورأفته بالناس أنهم يحيون في الأرض ، وكأن لا حجارة تسقط من السماء على الأرض وذلك لأن ندرة سقوطها تعمق نسيانها في عقل الانسان ، فلا هلع ولا فزع يستشعره الناس من تلك الحجارة بل تطيب أنفاسهم عند رؤية النيازك .
ويضيف القرآن في أفهامنا : (( ويمسك السماء أن تقع على الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم ..آية 65 الحج )) . فلا يقع على الأرض من كل ما يجوب الفضاء الخارجي من صخور وحجارة أو أشعة قاتلة الا باذنه أو قل الا ما شاء له تعالى ذكره أن يقع فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ، فالايمان أمن وأمان ، ويحفظ الله تعالى ذكره عباده المؤمنين .
تدلنا الأبحاث في علوم الآثار الى أنه تم العثور على أدوات حديدية كان انسان ما قبل التاريخ يستخدمها في حياته اليومية ، وتلك أدوات تمت صناعتها من حجارة حديدية سقطت من السماء ، وهذا دليل يشير الى أن ذاك الانسان عرف تلك الحجارة وأفاد منها قبل اكتشاف خام الحديد في الأرض .
في افريقيا تم العثور على صخرة كتلتها ستين طنا ، وكانت سقطت من السماء ، وقد دلت قياسات ابعادها أن طولها ثلاثة أمتار ، وكذلك ارتفاعها ، لكن عرضها متران ، وتركيبها المادي يدل على أن الحديد يشكل الغالبية العظمى من مادتها .
في عام 1908 سقطت صخرة في سيبيريا وحطمت أشجار غابة في دائرة نصف قطرها يزيد عن 20 ميلا من نقطة السقوط .
في شباط من عام 1976 تمت مشاهدة صخرة كبيرة تخترق الغلاف الهوائي فوق الصين ، وكان من أثر احتكاك الصخرة بالهواء ظهورها ، وكأنها شهاب من نار ، حتى اذا ارتطمت بسطح الأرض تناثرت أجزاؤها ، وكان تم العثور على حزء منها بلغت كتلته 1770 كيلو غراما .
أما من يزور كندا ويذهب الى أريزونا فسوف يشاهد حفرة يزيد عمقها على 170 مترا ، وكذلك قطرها يزيد على 1.2 كيلومترا ، وكانت وجدت حجارة صغيرة بجانب تلك الحفرة دلت على أن الصخرة التي أحدثت تلك الحفرة تناثرت من شدة اصطدامها بالأرض ، وغير هذه الحفرة هناك حفرة أخرى في الاردن وفي مصر ، والتي في كندا قطرها ثلاثة أميال .
ان مثل هذه الحفر تدل على أن جسما ضخما جاء من الفضاء الخارجي ، واصطدم بالأرض وأحدث هذه الحفرة أو تلك ، ومن المعلوم أنهم يجدون في أغلب الأحوال حجارة صغيرة بجانب الحفرة تدل على نوع الصخرة التي سقطت في ذلك المكان . وكان تم حتى زمان قريب احصاء أربعين حفرة من مثل تلك الحفر .
ان الصخور أو الحجارة التي تسقط في المحيطات أو في البحار تختفي آثارها ، أما تلك التي تسقط على اليابسة ، فان الحفر التي تتركها تدل عليها ، انما تتعرض لعوامل التعرية التي تؤدي غالبا الى اختفائها .
ويقول القارىء الكريم لو أن صخرة من تلك تسقط فوق البيت الأبيض ( ألأسود ) في الولايات المتحدة الاميركية لكان الناس في الأرض يرتاحون من قادة الجريمة في الأرض .
ليست كل الأجسام المادية التي تهاجم الأرض ذات أحجام مادية كبيرة وانما هناك الدقائق والجسيمات التي تتبخر وتتلاشى نتيجة لاحتكاكها بالهواء ، لكنها مع ذلك تشكل بالضرورة خطرا داهما على الانسان أثناء ريادته للتحليق الفضائي .
وقد دلت الأبحاث على أن قطعا ( كسفا) مادية سقطت من السماء على الأرض ولا يتجاوز قطرها عدة سنتمترات فقط ، لكن أكثر مادتها مكونة من الزجاج . كذلك وجدت بمثل هذا الحجم قطع مختلفة ، فمنها الصخرية والحديدية والمعدنية ( مزيج من الحديد ومعادن أخرى ) ، ولا شك أنها جميعا تختلف فيما بينها في خواصها المادية ، ولهذا تم تصنيفها وفق مركباتها المادية المختلفة .
لكن الحديث عن الأذى الذي يمكن له أن يلحق بالانسان من جراء سقوطها من السماء انما يقتضي شمولية التعبير عنها جميعا حين ذكرها ، وهذا ما يدلنا عليه القرآن في قوله : (( أو نسقط عليهم كسفا من السماء ..آية 9 سبأ )) ، (( فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين ، آية 187 الشعراء )) ، وما جاءت ( كسفا من السماء ) ، أي قطعا من السماء الا لوجه الشمولية في القصد والدلالة .
أما دراسة وتحليل خصائص التكوين المادي لأنواع معينة من تلك الحجارة أو الصخور التي سقطت على الأرض ، فقد أفادت بأن أصلها من بقايا صخور وحجارة تشكل حزاما يدعى باسم حزام النيازك ، ويقع ما بين المشتري والمريخ وكل ما ينتمي اليه يتخذ له مسارا حول الشمس ، ويعتقد بأن جاذبية المشتري حالت دون تجمع كل هذا الكتل من الصخور والحجارة لتغدو كوكبا ، وكان هناك من يعتقد بأن هذه البقايا انما هي بقايا كوكب قد تفجر ، وهذه الصخور كثيرة العدد .
هذا مع أنه حتى عام 1850 لم يدرك العقل البشري منها سوى ثلاثة عشر جسما فقط ، وكان كل منها يبعد عن الشمس مسافة تقارب 2.8 وحدة فلكية ( وحدة فلكية هي متوسط بعد الأرض عن الشمس ، وتعادل ما يقارب 150 مليونا من الكيلومترات)
ان أكبر تلك القطع أو تلك الكويكبات على الاطلاق صخرة يبلغ قطرها 785 كيلومترا ، لكن أغلب الصخور الأخرى التي تم التعرف اليها لا يزيد قطرها عن كيلومترين اثنين فقط .
أما عن كثافة مادة هذه الصخور فانها تشبه الى حد بعيد كثافة صخور الأرض أو تلك التي نجدها في القمر ..ولأنه من الجائز أن تتقاطع مسارات هذه الصخور مع مسار الأرض ، فمن الجائز اذن سقوط احداها على الأرض ، ولو كان حدث هذا لكان ما يترتب عليه من دمار وخراب يتضاءل أمامه ذاك الذي تحدثه قنبلة نووية هيدروجينية .
كذلك هناك حجارة تسقط من السماء على الأرض ، لكنها آتية من سطح القمر أو سطح المريخ ، ..وتعجبون . أقول لكم ، فلا غلاف هوائي للقمر وجاذبيته ضعيفة نسبيا ، ولذلك اذا جاء نيزك ضخم وارتطم بسطح القمر تنطلق من منطقة التصادم حجارة من سطح القمر نحو الفضاء الخارجي ، وتترك القمر وتؤدي أحيانا جاذبية الأرض الى اصطياد تلك الحجارة مما يترتب عليه سقوطها على الأرض .
كذلك هنك جبال من جليد ، من ثلوج ومادة صلبة أخرى ، أي أن هناك جبالا فيها من برد ، فهي كتل مادية صلبة وفيها الثلوج ميزة لها تمتاز بها ، ولا يتعدى قطرها عدة كيلومترات فقط ، ويطلقون عليها أسم مذنبات ، تأتي تلك الجبال التي فيها من برد ، تقترب من الشمس ، وبفعل حرارتها تبدأ ثلوج تلك الجبال تتبخر ، فتنشأ من حولها غيوم كثيفة من الغاز وتنعكس عنها أشعة الشمس فتتوهج ، وتحت ضغط الرياح الشمسية تندفع هذه المادة المضيئة ..هذه الغازات التي تتباعد بعيدا عن تلك الجبال أو نقول عن رأس المذنب في ذيل طويل خلفه ، ويقول الناس ذلك مذنب ، فهو لذلك اسم لما تراه العيون وماثل أمامها في السماء من فوقها ، لكن العالم بأسرار التكوين يقول تلك ( جبال فيها من برد ) ، وذلك منطوق القرآن عند اشارته لتلك الأجسام .
اننا نعلم أن ذيل المذنب مادة تم اختزالها من الجبال التي فيها من برد ( من جسم المذنب ) ، وهي عملية اختزال يعانيها المذنب كلما عاد واقترب من الشمس . اذن خلال دوراته المتتابعة في مساره البيضوي حول الشمس يتضاءل جسم المذنب ،وذلك من أثر تلك الخسارة في مادته ، ويأتي زمان يعود فيه يقترب من الشمس فتتصدع الجبال التي فيها من برد ( جسم المذنب ) وتتنافر أجزاؤها فتصطاد جاذبية الأرض بعض هذه الأجزاء ، ويتم نزولها الى سطح الأرض ويصيب الله بها من يشاء وتشرق في عقول الناس أنوار آية كريمة تقول : (( وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء .. آية 43 النور )) .
وحتى لا تضل المقاييس يجب الفصل بين صنفين من حجارة ورد ذكرهما في القرآن العظيم . الصنف الأول ، وهي التي في جوهرها تشكل ظاهرة طبيعية خاضعة للتجربة العلمية والبحث العلمي ، ولذلك ينشط العقل ليستدل عليها ، وعلى تكوينها المادي ، وكذلك على القوانين التي تتحكم بها .
أما الصنف الثاني ، فتلك حجارة في جوهرها لا تشكل ظاهرة طبيعية ، ولذلك هي ليست خاضعة للاجراء العلمي ، ولا يصح تفسيرها في ضوء المعرفة المستفادة من العلم الطبيعي . أي أنه لا يجب أن تكون علاقة العقل بها مثل ما تكون علاقته بظواهر الطبيعة ، مثلا تلك التي يشير اليها قوله جل ثناؤه (( وأرسل عليهم طيرا أبابيل ( 3) ترميهم بحجارة من سجيل (4) ..سورة الفيل )) ، (( لنرسل عليهم حجارة من طين (33) مسومة عند ربك للمسرفين (34) ..سورة الذاريات )) ، فلا الحجارة من سجيل ، ولا الحجارة المسومة ( الحجارة المختومة يكون مثلا الحجر أبيض وفيه نقط سوداء أو يكون أسودا وفيه نقطة بيضاء فذلك تسويمها ) ، لا هذه ولا تلك بظاهرة طبيعية خاضعة للتجربة .لذلك نأخذ في هذه الحالات حدوث الحدث كما هو في حدود النص القرآني . فلا اجتهاد في ذلك أبدا . فانغلاق الاجتهاد هنا هو افتقاره الى أصول وركائز يقوم عليها . ذلك أن العقل لا يملك ملاحظة ولا مشاهدة ولن يحصل عليها أبدا ، فمن أين يكون له قياسا منه يستدل على طبيعة تكوين تلك الحجارة أو يكشف به عن سنن ربما تكون متحكمة بها.
اذن نحن هنا بازاء تدخل من الخالق في خلقه ، ويملك من له طلاقة القدرة في الخلق كله أن يتدخل فيما خلق . يفعل ما يشاء .يطلق القانون والسنن متى يشاء ويعطلها متى يشاء ، ذلك أنه هو المحيط بكل شيء علما .
ولا ننسى معاوية اذ قال لرجل من سبأ .. ما أجهل قومك حين جعلوا امرأة ( بلقيس ) ملكا عليهم ، فقال الرجل لمعاوية ، أجهل من قومي قومك ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ..آية 32 الأنفال )) ، ولم يقولوا ان كان هذا هو الحق فأهدنا له .

................................................................................

ملاحظات (اضافات ) :
حجارة نيزكية في منطقة القطب الجنوبي( أنتاركتيا ) : ألآف من الحجارة النيزكية ، قد تم جمعها من فوق الكتل الثلجية التي تنعكس عليها أشعة الشمس فتبدو زرقاء ، و الموجودة في منطقة القطب الجنوبي . ولقد كانت بداية التعرف الى هذه الحجارة ، في خلال النصف الأول من القرن العشرين فقد تم جمع عدد قليل منها ، وفي بدايات النصف الثاني ، حين بادرت جماعة يابانيه لاحت لها فكرة البحث عن هذه النوع من الحجارة فوق هذه الكتل الثلجية ، ، وقد جمعت هذه الجماعة عددا قليلا من هذه الحجارة ، لكنها الفكرة التي سرعان ما لفتت الانتباه ، فأعقب ذلك يابانيون وصينيون وأميركيون ، وبالفعل وبمرور الوقت تم اكتشاف مئات بل الآلاف من هذه الحجارة .

حجارة نيزكية في الصحراء الكبرى ( شمال أفريقيا ) : في صحراء ليبيا والجزائر تم اكتشاف كثير من حجارة نيزكية مختلفة ، ففي عامي 1986 و1986 ، بينما طاقم ألماني يفتش عن البترول في الصحراء الليبية ، تعرف هذا الطاقم الى ما يقارب 65 حجرا نيزكيا ، وفي اعقاب ذلك في عام 1989 ، تم اكتشاف 100 من هذه الحجارة في أماكن متفرقة من ليبيا والجزائر ، وفي السنوات التالية بلغ عدد الحجارة التي نم تمييزها على أنها حجارة نيزكية ، حوالي 400 حجرا . في عام 1997 تم التعرف في صحراء ليبيا على حجارة نيزكية اتضح بعد دراستها بأن أصلها من القمر ومن المريخ .

حجارة نيزكية في عمان..ظفار ..الربع الخالي ..جنوب شرق السعودية : هذه مناطق مهمة كثيرا في ما يتصل بامكانية ايجاد حجارة نيزكية فيها ، ففي عام 1999 تم جمع عدد من هذه الحجارة الا أنه حتى منتصف عام 2006 ، كان قد تم جمع ما يزيد عن 2000 حجرا نيزكيا العديد منها يعود في أصله الى المريخ أو القمر .




حجر نيزكي تم العثور عليه في الربع الخالي من الجزيرة العربية

حجر نيزكي تم العثور عليه في ليبيا
حجر نيزكي تم العثور عليه في منطقة القطب الجنوبي






حجر نيزكي تم العثور عليه في ليبيا



مواقع لمزيد من القراءة والوضوح
..........................................

http://www.geokem.com/meteorites.html

http://www.rosssea.info/meteorites.html

http://www4.nau.edu/meteorite/Meteorite/Mesosiderites.html


http://university.arabsbook.com/threads/49583-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%8A
.......................................................
رابط لتحميل البحث بصيغة ( كتيب )


ليست هناك تعليقات: