السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثنا اليوم عن آية عظيمة من آيات (القرءان الكريم ) ، آية تستعرض سر من أسرار (علوم الكتاب ) ، بما تحتويه من منظومة تكوينية لـ ( رسالة الخلق ) ، المقاصد الآساسية الكبرى (لرسالة القرءان) . تلك المقاصد الآساسية التي تمنهج رسالة الانسان وهدفه في هذه الحياة كخليفة الله في ارضه !!..بموجب قوانين الخلافة والاستخلاف .
ذلك المنهج رُسِّخ بعموم سور وآيات الذكر الحكيم ، ولكن كلنا يعلم ان بالقرءان آيات هن من ( ام الكتاب) واخرى متشابهات ..، وحديثنا للساعة يستعرض ( الهرم الثلاثي ) او ( المنظومة الثلاثية ) التي تتكون منها تلك المقاصد الكبرى لرسالة القرءان .
فضلوع ذلك ( الهرم التكويني ) يتألف من ثلاث سور عظيمة وهي: ( سورة الفاتحة ) ( سورة الأنبياء ) ( سورة الاخلاص ) ؟ فما سر تلك السور ؟!
وما سر ( منظومتها الثلاثية ) داخل ذلك الهرم وما حجتنا اليقينية على انها تكون تلك ( المقاصد الثلاثية الكبرى ) للقرءان ؟! .. للاناطة بكل هذه التساؤلات ، نضع بين ايدي الاخوة منهجنا الذي استسيقنا منه هذا ( البحث ) مع مختلف حقائق ودلالاته .
مدخل للبحث :
ببحثنا في جميع سور القرءان الكريم التي هي بجملها 114 سورة ،لا حظنا ان جميع السور حضر اسم تلك ( السورة ) داخل نفس السورة المعنية ، سواء كان الاسم هو الاسم مطابقاً لاسم ( السورة ) او مشتق فعلي منها :
مثال :
ففي سورة ( البقرة ) مثلا حضر لفظ ( البقرة ) في الآية 67 من نفس السورة ،يقول الحق تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) (67) ،وحضر في عدد من الآيات الاخرى كالاية ( 68 ، 69 ، الخ ..) .
وكذلك في سورة النساء ، فلفظ ( النساء ) حضر في عدد من الايات داخل نفس السورة كالاية ( 3،4 ،19..) ، يقول الحق تعالى (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ) ( النساء :4)
اما عن الاشتقاق الفعلي لاسم السورة : فمثلا نقرئه في لفظ (كُوِّرَتْ) في سورة التكوير (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ( التكوير : 1)
وكذلك نقرا (سُجَّدًا) في سورة السجدة الآية 15: ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)
وفي لفظ ( صفا ) في الآية 4 من سور ة ( الصف) : يقول الحق تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)
وفي لفظ (فَامْتَحِنُوهُنَّ) في الاية 10 من سورة ( الممتحنة ) ،الى غيرها من السور كما وضحنا آنفا .
ولكن ما نلاحظ أنه قد اسثتني من هذه ( القاعدة العريضة ) ، ثلاث سور خاصة من سور القرءان الكريم ، وهي على التوالي ( سورة الفاتحة ) ، ( سورة الانبياء ) ، ( سورة الاخلاص ) .وان هذا ( الاستناء ) كما نراه يشكل ( سرا) عظيما من اسرار ( الكتاب الكريم )
قد لا ارى أن هذا الآمر .. جاء صدفة ؟ أو أنه ليس له أي رابط ولا سيما اذا اطلعنا الى قراءة تلك السور
بنظرنا الى تلك السور وضعنا الهرم الثلاتي كما نراه في ( المخطط)
ونلاحظ ان ( سورة الفاتحة ) التي هي ( ام الكتاب ) تشكل رأس ذلك ( الهرم ) ، و تشكل كل من سورة (الانبياء والاخلاص) قاعدة الهرم .
وليس هذا فقط ففي بحثنا في عدد آيات تلك السور وجدنا أن ّ : مجموعهم يشكل رقماً( ثلاثيا ) وهو ( 123 )، وذلك ( رقم ) يوافق نظرتنا الى نموذج ( الهرم الثلاثي ) أعلاه .
مجموعة آيات كل كم ( السور الثلاث ) :
سورة( الفاتحة): عدد آياتها 7
سورة الانبياء : عدد آياتها 112
سورة( الاخلاص) : عدد آياتها 4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع عدد الايات : 123
اذن العدد ( الثلاثي ) حضر واضحاً في اكبر وأعظم منظومة ذي ( ثلاث شعب ) ، ولا يخفى على احد من المهتمين ان تلك المنظومة ( الثلاثية ) قد وردت في العديد من آيات القرءان الكريم ، وهي تشكل ( منظومة تكوينية ) خاصة في ( خريطة القرءان ) .وفي هذا نرجو الاطلاع على ( المبحث ) الهام لفضيلة الجاج عبود الخالدي تحت عنوان
الثالوث الإسلامي بين الهجر والتطبيق
نستحضر منه هذه الامثلة :
يقول الحق تعالى (نْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) (المرسلات: 30)
وقوله تعالى (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (الواقعة:10)
(فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ)(البقرة: من الآية196)
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(البقرة: من الآية228)
(قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزاً)(آل عمران: من الآية41)
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)(المائدة: من الآية89)
وغيرها من ( الآيات ) التي تستنطق في ( علوم قرءانية ) عظيمة سر تلك ( الثلاثية) !!
.............................................................
نبقى مع ( الجزء الثاني ) باذن الله تعالى من هذا ( المبحث ) لنوضح من خلاله
مقاصد السور الثلاث ( الفاتحة ، الانبياء ، الاخلاص ) في ( رسالة الخلق )
قرئ عن المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة ( تابع )
(الفاتحة ، الانبياء ، الاخلاص ) آسرار ( الهرم الثلاثي) في القرءان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق