علوم القرءان ، منقذ البشرية

علوم القرءان ،  منقذ البشرية
Science du Coran ; Sauveur de l'humanité Les Civilisés sont incapables de corriger ce que leur civilisation a gâché

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 1 ـ ليس لوقعتها كاذبة


مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 1 ـ ليس لوقعتها كاذبة

من اجل بيان دستورية الخطاب القرءاني


{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ }الواقعة1

{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ }الواقعة2

{خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ }الواقعة3


من المؤسف جدا ان يتعطل دستور الخطاب القرءاني بشكل خطير حيث جعلوا من القرءان ديباجة قدسية فقط مما تسبب في حسر تلك الدستورية في اقبية قدسية ومنعها من ان تتعامل مع يوميات حملة القرءان حيث ركنت سورة الواقعة وغيرها من السور القرءانية المسماة بمسمياتها الموضوعية وكانت سورة الواقعة بكافة موصوفاتها قد ركنت تفسيريا الى ما بعد الموت حيث وصفت الواقعة بصفتها من مقومات يوم القيامة عند البديء بفرز اصناف الناس الى ازواج ثلاثة الا ان العقل المستقل والذي تحمله الصفة الابراهيمية (البريء من المتراكمات التاريخية غير الملزمة) يأبى ان يكون القرءان معطلا في زمن الحاجة الدستورية اليه ومن اجل ان يكون لسورة الواقعة خارطة دستورية بين يدي حملة القرءان تمت صياغة هذا المسلسل الذي يحاول اقامة التذكرة (بين العقل والقرءان وما نراه في نظم الخلق ـ كتاب الله) وخصوصا مرابط الحدث مع (عنصر الزمن) لغرض رفعة القرءان في دستوريته لانه يمثل محور الخطاب الديني ومركز البلاغ الرسالي وجاء هذ المسلسل التذكيري لغرض تخصصية بحثية فرعية تخص منظومة (مسميات السور القرءانية) التي لا تزال غير مبينه بين الناس والتي فسرت (خارج عنصر الزمن) حيث مسميات السور لا تمثل عناوين موضوعية (نافذة) في وعاء رسالي تبليغي (لينذر من كان حيا) بما يحمله الخطاب الديني في القرءان عند حملة القرءان فسورة البقرة مثلا تحمل ذلك الاسم (سورة البقرة) لان مثل بقرة بني اسرائيل ورد فيها في زمن مضى (خارج الحاضر الزمني) كما هي مثلها سورة الكهف او سورة الاعراف وغيرها الا ان مضامين السور تلتحق بمسمياتها وتمتلك عنصرا زمنيا مستمرا لتحقيق الحاكمية الدستورية القرءانية (لينذر من كان حيا) بحيث يرتبط عنصر الزمن الحاضر بالمثل القرءاني مع مسميات السور ربطا موضوعيا وتبقى موضوعية اسم السورة ذات رابط مرتبط مع كل ءاية من ءايات تلك السورة ونبدأ في تلك المحاولة التذكيرية مع سورة الواقعة وهي في (واذا وقعت الواقعة) وفيها يتجلى عنصر الزمن بصفته الحاكمة في نظم الخلق (كتاب الله)

من خلال عربية فطرية يقينية ومؤكدة نرى وعسى ان يرى من يتابعنا ان النص الشريف يؤكد منطلق بدء فاعلية سورة الواقعة تحت وصف (اذا وقعت الواقعة) حيث تبدأ فاعلية السورة عند حدوث الواقعة وعندها ستقوم البيانات الدستورية المتوالية بعد حدوث الواقعة كما يوضحه النص الشريف بصفة مبينة في (اذا وقعت الواقعة) فما هي الواقعة ..؟

لا نظن ان (الواقعة) كلفظ متداول خالي من البيان فبيانه واضح مبين عند الناطقين الا ان الناس يستقيلون من عقولهم ويربطونها بما قيل في القرءان حيث قيل ان الواقعة هي من اعمال يوم القيامة الا ان الواقعة واقعة في انشطة الناس على مدار الساعة مع كل (حدث يستكمل فاعليته) ولعل مدركاتنا للفظ متداول ومشهور في (التوقيع) على المستندات والوثائق يقيم دليل (وقوع الواقعة) وكمالها فطريا في فطرة ناطقة بـ (التوقيع عليها) فالحدث حين ينهي فاعليته ويستكمل مضامينه الفعالة يتصف بصفة الواقعة مما يستوجب (التوقيع) كخاتمة للنشاط ومنها في مدرك فطري ايضا نرى حين يسقط شيء من الاعلى الى الاسفل فهو عندما يكون في طور السقوط فهو مشمول بقوانين الاجسام الساقطة وحين يستكمل السقوط يقال له (وقع الشيء على الارض)

حين يستكمل الحدث يكون (واقعة) وذلك الترشيد يتطابق ما ينتجه علم الحرف القرءاني الذي نروج له في منشوراتنا فلفظ (وقع) من جذر (قع) وهو يعني حرفيا (نتاج فاعلية ربط متنحية) فالحدث حين ينهي فاعليته يكون قد ارتبط بالماضي من الزمن فهو يمتلك (فاعلية ربط متنحية) فقد تنحى عنصر الزمن الذي احتوى الواقعة في حاوية سعي (ساعة) استكملت مقوماتها فاصبحت (واقع) قد (وقع) في (واقعة) فالواقعة تعني (حاوية الـ وقع) وهو حدث استكمل فاعليته وتحول الى ماضي في عنصر زمني معروف بين الناس وفي عملية التوقيع على العقد او اي ميثاق او صفة يراد لها الثبات بين اطرافها يكون قد تم تحويل العقد من (مجلس حاضر) الى (مستكمل نشاط قد مضى) بمجرد التوقيع على العقد وفي تلك النقطة الفاصلة بين الماضي والحاضر لا يمكن تكذيب الحدث بعد المصادقة عليه سواء كان الحدث تعاقدي الصفة او لشهادة اثبات وثائقية او لتأكيد بيان فبعد ان ينتهي الحدث ويكون (واقع حال) اي واقعة فان عملية تكذيب تلك الواقعة لا تتحصل لان العودة الى الماضي مستحيلة الحدوث فلا تكذيب للواقعة حيث سجلت في ماضي زمني غير مقدور على العودة اليه لتحويل صفات الواقعة وموصوفاتها سواء جرت عملية توقيع شكلية على الواقعة او لم يتم التوقيع الشكلي عليها فهي (سلة احداث) استهلكت مقوماتها وانتقلت من عنصر زمني حاضر الى عنصر زمني مضى ... ذلك هو دستور قرءاني ملزم لحامل القرءان وهو مصداق للوفاء بالعهود والمواثيق التي يبرمها مخلوق اسمه (انسان) يمتلك مساحة واسعة من صلاحيات الرضا في العقود والمواثيق ومن ثبات البيانات التي يطلق عليها (مواثيق) وان لم تكتب مثل صفة الجوار وصفة التوأمة المجتمعية والبنوة والعرق والاخاء في الدين فكلها مواثيق ذات واقعة وقعت وهي صادقة في زمن حصولها ولا يمكن تكذيبها عندما تتغير صفات المتعاقدين او رغباتهم فهي (ليس لوقعتها كاذبة) فتغيير المواقف قد يتحصل من خلال صفة (خافضة رافعة) فالواقعة بموصوفها التكويني انها تكون خافضة رافعة فترفع من شأن اطراف الواقعة او خفض من شأن اطراف اخرى فيها وتخضع عملية خفض ورفع موضوعي للمشاركين في بنية الواقعة ويمكن رصد تلك الصفة في البيع والشراء بوضوح حين ترتفع الاسعار او تنخفض بعد (وقوع الواقعة) فيحصل ارتجاج في الرضا لاطراف الحدث الذي وقع في الواقعة (واذا رجت الارض رجا) الا ان الواقعة لا يمكن ان تكون كاذبة بمتغيرات مصالح المتبايعين وارتجاج الرضا فيهم بعد وقوع الواقعة او تصدع في رغباتهم لان تلك الواقعة ولدت من خلال صفة (رجرجة الرضا) ابتداءا مما شمل تغيير مسارات تكوينية متراكمة موصوفة بصفة جبال يتم بسها بسا حيث وقوع الواقعة هو وليد رجرجة الرضا في بنائها ولا يسمح قانون الحدث في عنصر الزمن ان تقوم رجرجة لاحقة لاوعية الرضا بين اطراف الواقعة لغرض تكذيبها اي (نفيها)

{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً }الواقعة4

{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً }الواقعة5

{فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً }الواقعة6

وتلك الايات الثلاث سوف تكون موضوعية منشور الفقرة 2 من مسلسل الواقعة التذكيري الا ان رابطها مع (خافضة رافعة) استوجب ادراجها في هذه السطور الاولية في التذكرة العقلية التي يذكرنا القرءان بها ونراها في ما كتبه الله في نظم الخلق حيث نرى (الواقعة) التي تمثل فاعلية الحدث الذي استكمل فاعليته وهنا يظهر عنصر الزمن بصفته (حاوية السعي) فكل مخلوق يسعى حتى الالكترون حول نواة الذرة يسعى وبداخله هالة من الميزونات تدور وتسعى وكنا نتصورها قبل انتشار العلم جمادا الا ان كل خلق يسعى وفي حاوية كونية للسعي وهي حين تمتليء بسعيها تكون الواقعة نتيجة لتلك المساعي المؤتلفة التي انقلبت في عنصر الزمن من (حاضر السعي) الى (ماضي) يمتلك رابط مع فاعلية متنحية (تنحت عبر عنصر الزمن) وفي تلك الصفة تظهر دستورية الاحكام الالهية المعلنة في القرءان في ان الساعي كان من يكون وكيفما يكون سيكون ضمن (واقعة) لا يمكن تكذيبها او العودة اليها من حاضر زمني الى ماضي زمني لاستحضاره مهما بلغت صفات الرفع وصفات الخفض لصفات المشاركين بموضوعية الواقعة حيث عنصر الزمن قد قبض كل شيء ويمكننا ادراك تلك الصفة بعقولنا وهي في بداهة عقل يمتلكها كل حامل عقل فما ان تقع الواقعة فان العودة الى مفاصلها في السعي تكون مستحيلة وينتهي دور الانسان في بناء الواقعة التي وقعت فهي ليس لوقعتها كاذبة


في هذه الاية يتألق الفهم العقلي من مصدرية قرءانية لعنصر الزمن الذي يفرض نفسه فرضا على المخلوقات مهما كانت سيادة الانسان العقلية على مسخرات الارض والسماء التي استخلفها الله في خليفته الادمي الا ان عنصر الزمن هو الرابط الالهي المتحكم بوقوع الواقعة وحين يعجز المخلوق عن العودة الى عنصر الزمن الماضي لتعديل مواصفات الواقعة فيكون التحكم الالهي وادارته لملكوت كل شيء قد استحكم بحاكميته الحكيمة بشكل يعلن عن عجز الانسان التام في التلاعب بمقدرات الخلق من خلال منعه من العودة الى الماضي لتعديل ما يريد تعديله سواء للرفع او للخفض لان ارتباط صفة الرفع والخفض لصيقة بالواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة

نؤكد ان سطورنا ليست تفسيرية لنصوص القرءان بل هي معالجة تذكيرية تقيم ذكرى لدى حامل العقل ان شاء الله ان تقوم الذكرى عند عبده

{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56

وان شاء منزل القرءان ان يكون لهذه السطور سلمة ثانية نرى فيها مفاصل بناء الواقعة في ثلاثية دستورية

{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً }الواقعة4
{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً }الواقعة5
{فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً }الواقعة6

الحاج عبود الخالدي 

 ....................................

المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة 
 مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 1 ـ ليس لوقعتها كاذبة


 

ليست هناك تعليقات: