الطالبة هبة وليد تنجز بحثا في ازالت التلويث النووي وتحصل على علامة 100 على بحثها
بقلم : محمد يوسف جبارين(ابوسامح)..أم الفحم..فلسطين
الطالبة هبة (وليد اغبارية) أنهت هذا العام دراستها الثانوية في المدرسة (الأهلية في أم الفحم) . وقد أنجزت في غضون عامين بحثا في الفيزياء النووية. وقد أعطتها وزارة المعارف علامة 100 على بحثها.. وكان موضوع البحث يتمحور حول( اشكاليات المواد المستعملة في ازالة التلويث النووي )
=======================
والسؤال الأساسي الذي شغل الطالبة وتطلب اجراء تجارب كثيرة من أجل الاجابة عليه هو :
ما هي المادة الأكثر نجاعة في ازالة تلويث نووي فيما لو تم اكتشافه على سطح طاولة أو مادة ما او جهاز ؟
تقول الطالبة الباحثة هبة بأن المواد النووية تختلف عن غيرها , فمن هذه المواد تنبعث أشعة جاما وأشعة بيتا وأشعة ألفا , وهذه الإشعاعات مؤبنة أي أنها تتسبب في تأبين الذرات التي تصطدم بها , ويصبح الأمر ذ ا ضرر ، وربما ذ ا خطورة على الانسان فيما لو انتقلت هذه المواد إلى داخل جسمه, عن طريق الفم أو الأنف أو الدم وذلك حين ملامسة المادة النووية لجرح في الجسم.عندها وبما تتسببه المادة النووية من تأيين تؤدي الى تلف أنسجة أو تعطيل في عمل خلايا في الجسم ومنها ما يتسبب في حال كهذا في تلف مخ العظام أو تلف كرات الدم البيض مثلا , وربما يكون لها تأثير بالغ الخطورة على المادة الوراثية في الانسان . من هنا تنشأ الأمراض ذات الخطر على حياة الانسان ، مثل سرطان وغيره وكذلك انتقال الضرر في المادة الوراثية بالوراثة , وهناك أمثلة لتشويهات في الخلق ظهرت في أبناء لآباء تلوثوا تحث ظرف من الظروف بتلويث نووي. خذ أمثلة مما حصل في هيروشيما ونكازاكي ، ومن آثار الانفجار في مفاعل شيرنوبل في أكرانيا أو من آثار استعمال القنابل المغلفة بمادة اليورانيوم في العراق ..في كل تلك الحالات آثار التلويث النووي وما ترتب عليه من أمراض معروفة وتثبت خطورة التلوث بالمادة النووية....
وعن السؤال عن هذه المادة النووية ما هي وأين يتم انتاجها ...قالت الباحثة هبة بأن المواد النووية يتم انتاجها في مفاعلات نووية وورشات نووية..وأغراض انتاج المواد النووية مختلفة فمنها لصناعة الأسلحة النووية... وهنا المادة النووية المعروفة بيورانيوم235 أو البلوتونيوم239 وهناك غيرها ..وهناك المواد النووية التي يتم انتاجها للأغراض السلمية في الطب والزراعة والصناعة والبحث العلمي على أوسع نطاق..ففي هذه المجالات يبدو استعمال المواد النووية مسألة جوهرية وأساسية ، فمن غير المعقول تصور هذه المجالات من دون الاستعمالات المختلفة للمواد النووية .. من هنا نسمع الحديث في الاعلام عن الأغراض السلمية والبازر الآن هو الخلاف الناشىء مع ايران والذي يتردد يوميا تقريبا...وعن السؤال حول خصوصية التلويث النووي الذي تركز عليه بحث الطالبة ...قالت الباحثة هبة ..في مختبرات الأبحاث حيث تجرى تجارب على استعمالات المواد النووية أو تحضير عينات منها لأغراض شتى , أو حين نقل المادة النووية..في حالات كهذه فان التلوث هو جائز ويمكنه الحدوث ..والسؤال كيف نكتشف وجود ه وأين وكيف يتأتى لنا ازالته ...ذلك أن عدم اكتشافه وازالته يعنى احتمال تلوث انسان ,وذلك من جراء ملامسته..ولكي نؤسس طرقا لازالة هذا التلوث بعد اكتشافه ..قمت انا في بناء تصور لانواع المواد التي يمكن أن يحصل عليها التلويث من جراء استعمالاته في المختبرات , وأحضرت مسطحات من هذه المواد ,وفي مختبر الوحدة للوقاية من الاشعة النووية في التخنيون قمث بتلويث هذه المسطحات, بثلاث مواد نووية مختلفة بحيث يكون التلويث على كل مسطح بكميات متفاوتة من حيث المقدار, واستعملت مواد معروفة لازالة التلويث ..ومادة أخرى لم يسبق أن تم تجريب نجاعتها في ازالة التلويث النووي , وفي كل تجربة أو قياس كنت استعمل مادة تنقية في ازالة التلويث ثم أجري القياس بواسطة جهاز خاص بقياس الأشعة النووية الضعيفة...يجب الاشارة هنا الى انني استعملت في التجارب التي اجريتها موادا نووية هي مصادر لأشعة بيتا , وهي ضعيفة , وما كان يمكن لي أن أقوم باجراء هذه التجارب على نفس الصورة لو أن المواد النووية الداخلة في التجربة كانت ذات فاعلية اشعاعية عالية..عندها التعامل مع المادة واجراء التجارب كان لا بد وأن يكون مختلفا . ومع ذلك فان كل وسائل الوقاية قد استعملتها في خلال اجرائي للتجارب . وبالطبع مع انتهائي من اجراء التجارب اللازمة لحل مشكلة البحث ,أو لنقل للاجابة على اسئلة البحث المشتقة من مشكلة البحث , قمت بتحليل نتائج القياس , وقمت بمقارنة ما توصلت اليه مع ما توصلوا اليه علماء باحثون من قبلي ..وأحسب بأن بحثي فيه اضافة لها علاقة بنجاعة مادة معينة في ازالة التلويث النووي لم يتم استعمالها من قبل في هذا النطاق . وهناك كلام نتداوله حول نشر نتائج البحث ولا نزال نحتاج الى مزيد من المشاورة في الأمر.
ويقع بحث الطالبة في مائة وخمسين صفحة ,ونجد في فصوله الأولي تناولا لاشكالية البحث العلمي في مواد التنقية المستعملة علميا في ازالة التلويث النووي , ووصفا دقيقا لأدوات البحث واساليب استعمالها في اجراء القياس , وقد أفردت الطالبة مائة صفحة من بحثها لنتائج القياسات وتحليلها.وقد قام على ارشاد الطالبة الاستاذ محمد يوسف جبارين ( ابوسامح) والمهندس النووي اسحق أولشفنغ المهندس في وحدة الوقاية من الأشعة النووية في التخنيون-حيفا.
يقول الاستاذ ابوسامح بأن الطالبة هبة تمتاز بصفات, حين تجتمع للانسان ,لا بد له أن يتألق ,فبالاضافة الى الذكاء اللماح والحاد جدا, وهذا ما ظهر بوضوح من قدرتها الدائمة على التمييز بين أقرب النقاط الى بعضها البعض , فان علاقتها بالزمن..الوقت.. نادرة فهي كما الساعة ,تحسب ما عليها أن تفعله ومتى وكيف, أضف الى ذلك ادارتها لأمورها ,وهنا لا بد من الانتباه الى دور والديها في تربيتها ..فهم دائما معها بعقولهم ونفوسهم يعرفون حاجاتها ويسهلون لها الطريق بالنصيحة ورفع معنوياتها فكل الاحترام لتربية كهذه فهكذا تكون رعاية الأبناء.
وأضاف الاستاذ ابوسامح قائلا.. لا مفر.. لا بد من مركز ابحاث للطلاب في هذا البلد.. هناك أمور تعليمية وثقافية كثيرة يجب القيام بها.. ومن دون مركز تبقى الخسارة وحدها من نصيب الأجيال ..الخاسر الوحيد هو الأجيال الصاعدة ..ليس معقولا أن نلقى كل هذا الاحترام في كل مكان من الجامعات التي أتوجه اليها من أجل استعمال مختبر لاجراء بحث..أو استعمال منظار فلكي هنا أو هناك..وفي بلدنا نملك أمرنا ونريد ان نعمل ونجد انفسنا لا نملك سوى عقولنا من دون أية امكانية أخرى حتى القلم والورقة والحاسوب نأتي بها من بيوتنا الى المكان الفارغ من كل شيء عدا الهواء وطاولة وكرسي يتهالكان.ويضيف الاستاذ ابوسامح ..في هذا الأمر نحن نقترب من مفترق طرق ..فاذا الحال بقي كما هو فلا مفر أمامي من أن أحمل مسؤولياتي على عاتقي وأمضي في خدمة بلدي ..ماذا وكيف نتركها للأيام.. لكني لا أزال أتمنى أن نلتقي كلنا معا في أداء واجباتنا فالوفاق خير من الفراق , والله هو القائل وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.