بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين
هديل مصطفى محاجنة تخرجت هذا العام ضمن الفوج الأول من المدرسة الأهلية في أم الفحم ..وقد أنشغلت في مدة عامين بالاضافة الى دروسها المدرسية بأجراء بحث في مجال الفيزياء النووية..وقد تألقت هديل في بحثها وفازت بعلامة% 99 أعطتها اياها وزارة المعارف بعد مناقشة الطالبة في بحثها الذي قدمته لوزارة المعارف والثقافة .. وقد كان موضوع البحث ينصب على النظائر المشعة في المدرسة الاهلية وعلى الاشعاعات النووية التي يتعرض لها طلاب المدرسة في خلال مكوثهم في الضفوف في خلال التعليم ..وهذه الاشعاعات تنبعث من ذرات (نظائر مشعة) موجودة في مواد البناء ومن تحلل غاز الرادون الذي يمكن أن يأتي من مواد البناء ..ومن باطن الارض ويتسلل الى داخل الغرف التي تشكل بالنسبة له كمصيدة ويتحلل في هواء الغرفة الى بنات الرادون وهي نظائر مشعة ايضا .. التي بأستنشاقها تدخل الرئتين وبما ينبعث منها من اشعة نووية مثل اشعة الفا اوبيتا تتسب في تلف الانسجة في الرئتين ..وكلما كانت نسبة الردون عالية أكثر فأكثر كلما كان احتمال حدوث التلف للانسجة أكبر فأكبر ..وهذا ما يعرض الانسان بسبب الرادون الى امراض مزمنة وعضال ..كذلك الاشعاعات النووية وعلى الأخص منها اشعة جاما المنبعة من نواة ذرات هي مصدر لاشعة نووية والتي تنوجد في مواد البناء تتسبب هي ايضا بأحداث تأيين في أنسجه الجسم ذلك بأن اشعة جاما مثلها مثل أشعة أكس تنفذ خلال الجسم وتطال الانسجة الداخلية فيه..ما يترتب عليه خلل بيولوجي في الجسم يمكن أن يتناهي تحت مزيد من التعرض للاشعة النووية الى امراض يمكن أن تكون بها نهاية حياة الانسان..وتجدر الاشارة الى أنه ما من بيت في أم الفحم يخلو من غاز الرادون.. ومن الغريب أن توجد مواد بناء تخلو من ذرات هي مصدر لاشعة نووية ..وبين مواد البناء التي دخلت ام الفحم هناك نوع من مواد البناء أسمه البومس الذي يحظر استعماله في مواد البناء وذلك بسبب النسب العالية للذرات المشعة نوويا فيه وقد دلت على ذلك الابحاث التي اجريت على مواد بناء من هذا النوع.. وبأزاء هذه الحقيقة الكامنة في مواد البناء وفي تسرب الرادون الى الغرف وهي الظاهرة التي لا يخل بيت في أي بناء على الارض منها.. قام الدكتور سمير مدير المدرسة الاهلية بتشجيع الطالبة هديل مصطفى محاجنة على اجراء بحث في هذا المجال وذلك للأطمئنان على صلاحية الظروف الصحية في المدرسة من هذا الجانب ..وقبلت الطالبة هديل أن تأخذ على عاتقها هذه المهمة..ما دعاها الى التوجه للاستاذ محمد يوسف جبارين(ابوسامح) ..ومن هنا بدأ ت هديل في دراسة المواد الاساسية في الفيزياء النووية ثم انتقلت بعد ذلك الى مادة البحث النظرية وما أن استكملت فهمها حتى باشرت في استكشاف مواد البناء التي تبنى بها المدرسة الاهلية ..ثم وضعت تخطيطا لاجراء القياسات النووية..بموجبه جمعت عينات من مواد البناء المختلفة بهدف معرفة الفاعلية الاشعاعية( النووية) لكل مادة من هذه المواد ..اي معرفة انواع الذرات التي تنبعث من نواة كل منها اشعة نووية ( أشعة ألفا ..بيتا ..جاما )..ومعرفة تراكيز هذه الذرات المشعة في كل من مواد البناء تلك..وبعد طحن كل مادة من كل عينة وتحضيرها بما يتناسب والاجراء العلمي أي القياس بواسطة الاجهزة النووية المناسبة لهذا الغرض ..قامت الطالبة هديل بالسفر الى مختبر خاص بذلك الامر والموجود في الجامعة العبرية في القدس حيث هناك كافة احهزة القياس التي تحتاجها في اجراء القياسات اللازمة لاتمام عملها في بحثها..ويشرف على القياسات في هذا المختبر الدكتور فكتور شتاينر الذي رافق هديل طيلة الوقت الذي كانت تجري فيه القياسات ..وذلك بعد أن تعلمت هديل كيف تستعمل الاجهزة في اجراء القياس وبالاضافة الى ذلك قامت الطالبة بوضع لاقط للرادون في ما يزيد عن 12غرفة من غرف المدرسة لمدة اسبوع كامل ثم جمعتها وعادت بها الى المختبر حيث هناك قامت باجراء القيا س اللازم الذي يمكنها من معرفة بنات الرادون وايضا حساب تركيز الرادون في كل غرف وضع فيها لاقط للرادون ..ولكي تعرف هديل ما نسبة الرادون التي تنبعث مباشرة من كل مادة بناء قامت بقياس تركيز الرادون المنبعث من كل مادة بناء وذلك بطريقة خاصة بذلك مستعملة لاقط الرادون لهذا الامر ايضا ..وتجدر الاشارة الى ان الجهاز المركزي في القياسات كلها هو عداد الجرمانيوم الذي بواسطته يتأتى الحصول على معرف كاملة بكل النظائر المشعة وايضا تراكيزها الموجودة في مادة البناء ..وبعد أن اتمت هديل القياسات كلها اصبح بيدها نتائج التي تمكن لها من تحديد مستوى الاشعة النووية التي يتعرض لها من يوجد داخل غرفة الصف في خلال اليوم وفي خلال العام ..وبدأت بذلك مرحلة تحليل النتائج وكتابة البحث بصيغته النهائية وقد استغرق ذلك كله من هديل جهدا كبيرا ووقتا طويلا أفنته في اجراء التجارب وفي الكتابة ولعل هذه المرحلة كانت اصعب مرحلة تمر بها هديل ما استدعاها أن تبذل ما وسعها من طاقة ووقتا طويلا.. ولعل ابلغ كلمة في هذا الشأن قول هديل " في هذه المرحلة أكتشفت ذاتي عرفت من أكون والى اين يجب أن اصل في العلم ..أنا سوف اصبح عالمة..هذا هو طريقي الذي اكتشفته بفضل الفرصة التي سعيت اليها وهي اجراء هذا البحث"..ويقع البحث الذي ابدعته هديل في 110صفحات في القسم الاول من البحث تناولت النظائر المشعة الموجودة في الطبيعة والتي انضافت أو تنضاف اليها بسبب من تجارب نووية اجريت على اسلحة نووية وبسبب من الاشعة الكونية التي تتسبب دوما في نشوء نظائر مشعة في الغلاف الهوائي للارض.. كذلك تناولت غاز الرادون بكل المتغيرات التي تتصل به.. وفي القسم الثاني من البحث تناولت الاجراء العلمي ..شرحت تخطيط البحث والاجهزة التي استعملتها ومدى الدقة المناطة بالقياس بواسطتها ..وبينت كيفية اختيار العينات وتحضيرها وفصلت وبدقة الكيفية التي أجرت بها كل التجارب والقياسات ..وفي القسم الثالث من البحث قامت بترتيب النتائج وفق اسئلة البحث التي تم اشتقاقها من مشكلة البحث ..وفي القسم الاخير من البحث ناقشت النتائج التي توصلت اليها بصورة علمية محاولة في كل مرة الاجابة على سؤال تلو سؤال من اسئلة البحث وبتقيد رائع بالنتائج وما يمكن أن تفيد به علميا ..وفي النهاية لخصت ما توصلت اليه كنتائج نهائية للبحث وفي ضوء ذلك خرجت بتوصيات حددتها واحدة تلو الاخرى ..تقول هديل بأن نسية الاشعاعات في المدرسة الاهلية في داخل الصف تتساوى مع المتوسط من مثيلاتها في ام الفحم وفي البلاد كلها ما يدل على أن موقع المدرسة جغرافيا ومن حيث تسرب غاز الرادون من باطن الارض هو في المجمل يتراوح في المتوسط.. كذلك مواد البناء التي تم استعمالها هي من حيث تركيز المواد المشعة نوويا فيها.. تماثل الوضع العادي في ام الفحم ..ولكن هناك اشكالية مع غرفتين سوف يعاد الفحص فيها بطريقة مناسبة للتوصل الى قرار بشأنهما اذ دلت النتائج على أن نسبة الرادون فيهما عالية وفوق المسموح به علميا ورسميا وربما يكون السبب هو أن أحدى هذه الغرف كانت مليئة بمواد بناء في وقت اجراء القياس والغرفة الثانية كانت مليئة بمواد للمختبرات الخاصة بالمدرسة ..وما سنفعله هو تفرغ الغرفتين من كل المواد فيهما لنقوم بالقياس من جديد وسوف ننتظر ونرى ..وتنصح هديل بتوسيع البحث ليشمل كافة الغرف في المدرسة ..وهو الامر الذي يحتاج وقتا ليس قليلا .....
وقد ساعد هديل على كل هذا الجهدالذي بذلته ما تمتاز به من قدرة على مصابرة نفسها على الصعوبة.. فهي لا تكل ولا تمل حتى تنجز ما تراه واجبا عليها أداؤه ..بها صبر مذهل ينبىء بأن في داخل هذه الطالبة طاقة دفينة غير عادية يمكنها بها أن تصل أعلى مراتب العلم.. ومن يدري ففيما لو بلغت الذرى فلربما تضيف الى العلم.. ذلك بأن حدة الذكاء والقدرة على التمييز لديها تدل على عقل رياضي فطري.. ثم ان بها رغبة دفينة بأن تكون في مكانة عالية يمكنها منها أن تؤدي واجبا تحسه في داخلها حيال اهل بلدها..وما من شك في أن في ما تبديه من وعي بما تقوم به أو تتطلع اليه يشير الى أنها جاءت من داخل تربية أسقتها الوعي ودلتها الى دربها في الحياة ..ثم ان ما قامت به ما كان ليكون لولا هذه الرعاية التي أحاطها بها والدها الذي رافقها في سهر الليالي بعيدا عن بيته في المدرسة الثانوية حيث كانت تكتب الطالبة وتطبع وتتلقى الارشاد من استاذها ابوسامح وهذا مثال على الوعي الذي يتوجب على الاهل ان يلازموا به أبناءهم فالتربية لا مفر يجب أن تلازم نهل العلم والبحث عنه...
الاثنين، 13 أبريل 2009
هديل محاجنة تريد أن تصبح عالمة
آخر نفتخر من بناتنا المسلمات ومن أرض فلسطين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق