علوم القرءان ، منقذ البشرية

علوم القرءان ،  منقذ البشرية
Science du Coran ; Sauveur de l'humanité Les Civilisés sont incapables de corriger ce que leur civilisation a gâché

الأحد، 24 أكتوبر 2010

البعد الواحد في علوم القرءان : الحاج عبود الخالدي



البعد الواحد في علوم القرءان

من أجل قيام العلم من القرءان

بقلم : الحاج عبود الخالدي
بسم الله الرحمن الرحيم

المنهج العلمي المعاصر يعتبر عمود المعرفة ووسيلة التطور المعرفي الموصل للتطور التطبيقي .. ذلك التنظير كان دستور العلوم الحديثة في منهجيتها المعلنة في الاروقة الاكاديمية والتي حققت نجاحات تطبيقية مذهلة .. تلك الصفة التنظيرية رسم معالمها الفيلسوف (ديكارت) في مطلع القرن الثامن عشر في تثبيت معايير الحقيقة العلمية وفرزها عن الانشطة الظنية والنتاجات العقائدية ومن تلك الصفة وصفت المدرسة الحديثة بالمدرسة المادية والتي تألقت فيها علوم المادة الى الذروة التي نراها في زماننا ...


النهضة العلمية المادية اضافت تجربة خطيرة الى انشطة الماديين التحقت بالمنهج التنظيري الديكارتي الا هي تحويل العلم الى ابعاد متعددة فاصبحت العلوم مقسمة الى مربعات او دوائر معرفية بينها خطوط فاصلة تشبه فواصل المستعمرات ... تلك التجربة اضافت منهجا تم ترسيخه في ان الجهد المعرفي المعاصر تحول الى مستعمرات معرفية ذات ابعاد محددة وواضحة ولكل مستعمرة كهنة علم لهم اسماء وعناوين وصفات فنرى علوم البايولوجي والفيزياء والطب والصيدلة والهندسة والكهرباء وغيرها كثير وبينها فواصل ولكل مجموعة تخصصية كهنوت خاص يمثل علماء اجلاء اذا قالوا امرا فقد قال الكاهن العلمي ... !!


انشطرت تلك المستعمرات الى مستعمرات تخصصية وليدة اكثر عمقا تمثل انشطة علمية اكثر تخصصية مثل الفيزياء الفلكية والكيمياء العضوية والهندسة المعمارية ومن ثم الهندسة المدنية حيث ظهرت اشكال كثيرة من تلك الابعاد العلمية ذات التخصص الاكثر عزلة ..


المراقب المستقل لتلك المنهجية العلمية سيرى بعين الباحث عن الحقيقة ان تلك المستعمرات العلمية تسببت في اشكالية كارثية لبني البشر وان المسيرة بدأت تعلن عن كارثة اكيدة وليس كارثة محتملة ... تعدد صوامع العلم وتعدد مجالس الكهنوت ادى الى انفصام عرى الحقيقه العلميه فاصبح للحقيقة العلمية ابعاد يختص كل كهنوت ببعد تخصصي يرى الحقيقة من خلاله .. السبب التكويني في قيام الكارثة المرضية او البيئية يكمن في متاهة الابعاد المتعددة للعلم حيث كان لانتشار الوسيلة العلمية في الاختصاصات المسماة بمخصصاتها ان دفع بالانتاج العلمي التطبيقي الى وفرة كبيرة ظن اهلها انها مسخرة لخدمة البشر الا ان المسئولية الانسانية في قيام الضرر ضد البشر بسبب تلك التطبيقات ضاعت بين مستعمرات العلم وكهنته ونجد ذلك واضحا جدا في كثير من الامثلة ونرى وضوحا كبير في (مثل) اجهزة الهاتف الخلوي حيث تعلن مستعمرات علم الانسجة ضرر الانسجة الحية من استخدامات الهاتف النقال بشكل مؤكد الا ان مستعمرة علمية اخرى (علماء الموج اللاسلكي) لا تصادق على مستقرات علماء الانسجة لانهم في مستعمرة علمية اخرى فبدلا من وقف استخدام الهاتف المحمول او وضع مرشحات لامتصاص الاذى الصادر منه نرى مؤسسات علمية لا تزال تزيد من مساحة استخدام الهاتف النقال في تطويرات تقنية تدفع الى زياده في استخدامه مثل عملية ربط الهاتف النقال بالشبكة الدولية او مميزة نقل الصورة وغيرها وذلك يؤكد وجود (شرخ) في انسيابية المادة العلمية التي يجب ان تتوائم مع مصلحة البشرية الا ان ضياع (العمل الصالح) كان بسبب تعدد مستعمرات العلم وتكاثر ابعاد الناظور العلمي الذي يفترض ان يكون مسخرا لخدمة الانسان وليس لايذائه ..!! ... الانفصام العلمي سبب مباشر في تدهور الصحة العامة او البيئة بل انها بدأت تنذر بالخطر مع تزايد الاستخدامات التطبيقية في النشاط البشري في مجالات تطبيقية واسعة جدا بحيث اصبح الانفصام العلمي في ابعاد متعددة غير قادر على تقديم الحلول الناجحة لغرض وقف الكارثة او تخفيف عنفوان الامراض العصرية ووقف انتشارها او الوقاية منها ..


نجاحات مذهلة تحققت في ميادين الجهد الهندسي تحولت الى تطبيقات تقنية مما وسع دائرة الاستخدام الميكانيكي بشكل كبير دفع الى زيادة الحاجة للطاقة الكهربائية والطاقة الاحفورية (النفط) بشكل عام مما ادى الى احتباس حراري وتدهور بيئي ملحوظ ...


النجاحات السريرية التي تحققها العقاقير الطبية اوقعت وسيلة الطب المعاصر في اختناقات تلقى فيها المسئولية على الصيادلة ومصنعي الأدوية وكأن الاطباء وعلوم الطب في منأى عن المسئولية وفي كل حين نسمع عن دواء مسرطن تم اكتشاف السوء الذي كان يحمله من يوم اجازته من مؤسسات علمية تمتلك كهنوت خاص يصادق على تراخيص صنع وبيع الدواء ولا يعلم الأءدميين من المسئول عن تلك الاساءة هل هم كهنة الطب ام كهنة الصيدلة ام كهان علوم الانسجه ..!! ...


الاستخدام المفرط للمنظفات والذي يستهلك ملايين الاطنان من المواد الكيميائية الفعالة على مدار الساعه تؤدي بشكل مطرد الى موت الارض الزراعية وفقدان طبيعتها المتوازنة لتظهر كارثة التصحر وتناقص الغذاء .. لا يوجد مسئول محدد الاوصاف سوى (كهنوت) مستعمرات العلم فمن مات مات وخرس لسانه وبقي كلامه الكهنوتي ومن هو حي يصادق على ميراثه من الكهنوت العلمي الاسبق ولا يمكن اتهام مستعمرة العلم الكيميائي لوحدها او مستعمرة العلم الالكتروني بمثل ذلك البعد السيء او هذا البعد الاسوأ للاستخدام الكيميائي او الموجي او الطاقوي فالنظافة بريق المجتمعات والمنظفات وسيلة تلك النظافة والطاقة الكهربائية أم الحضارة والهاتف النقال زخرف نصر تقني كبير ...!! ..


الابعاد العلمية والمستعمرات العلمية افقدت الانسان القدرة على السيطرة البيئية او الصحية سواء للإنسان نفسه او لمخلوقات نباتية او مخلوقات اخرى تتعايش مع الانسان فاصبحت الابعاد العلمية والمستعمرات العلمية وباءا كارثيا يتحمل مسؤوليته الآدميون جميعا دون ان يكون للمبرمج لها حضور في مؤهلات الكارثه فقد مات المبرمجون (كهان العلم) من جيل الفيلسوف ديكارت لغاية جيل الامس القريب .. اصبحت المسئولية هي مسئولية ءأدمية (بني ءأدم) فكلهم مسئولون عن منهج علمي متعدد الابعاد يدفع الانسان الى هاوية كبرى .

انها امتداد لمثل غراب ابن ءأدم تحت عنوان (اغرب من الغراب) .. فقد قتل الانسان اخاه الانسان (ابني ءأدم) ونحتاج الى غراب يبعثه الله ليبحث في الارض ويرينا كيف نواري سوأة اساءت لنا وسوف توصلنا الى محتوم قاسي بنص قرءاني


(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)


عندما يقرأ البشر خارطة الخالق الاجمالية سوف ترتبط كافة تلك المستعمرات العلمية بمحركات تلك الخارطة المبينة بيانا اعجازيا (قرءان تسير به الجبال وتقطع به الارض ويكلم به الموتى) وبالتالي فان الحيود العلمي سوف لن يكون له وجود في الانشطة التخصصية وذلك لان القرءان خارطة تمثل البعد الاوحد لكل العلوم وعند هذه النقطة سوف يكون العلماء هم الاكثر دعوة والاكثر حاجة الى البعد العلمي الواحد الذي سينقذ هيبتهم العلمية وكذلك ينقذ البشرية من مهالك محققة ولا يمكن ان يصنع البعد الواحد في مراكز صناعة العلم بل يستوجب ان يتم الركوع الى خارطة المصمم (الخالق) ذلك لان جامعية العلوم هي خلق من إله واحد لا إله الا هو .


البعد العلمي الواحد يمتلك هيمنة المصمم للعلم وهو (الخالق) وان التزم العلماء خصوصا المسلمين منهم بكتالوج الخالق (القرءان) فهم انما يقومون بترجمة صفتهم العلمية بشكل موضوعي (مسلمين ...!!) وهم (حملة قرءان ...!!) ولن يكونوا ببغاوات علم ...!! يرددون المفردة العلمية من لسان بشري بل هي من أصل(خلق) مخلوق وهي ذات عائدية الهية فالعالم (نيوتن) على سبيل المثال لم يخلق الجاذبية بل الجاذبية خلق إلهي مؤكد باليقين ..


هل الفيزيائيون صنعوا مستقرات الفيزياء العلمية ..؟؟ ام الله .. وهل علماء الطب صنعوا علوم الطب ام الله ..؟؟ وهل اهل الفلك صنعوا الافلاك ..؟؟ ام الله .. ولكن المسلمون يلتهمون العلم في ابعاده المتعددة إلا انه في بعد تكويني واحد وهم لا يعلمون ... ولا يشعرون بالخطر .. ..وهو قرءان يقرأ (أتخذوه) .. الا انه قرءان مهجور .


(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)


اتخذوه قرءانا (مقدسا) الا انه (غير مفهوم) ... اتخذوه (قرءان كريم) الا انه بخيل بين ايديهم فلا يفي حاجاتهم في زمن صعب ... اتخذوه (قرءان عظيم) الا انهم (مختلفين فيه) و (مختلفين عليه) .... اما في مصدرية العلم اليقيني (لا ريب فيه) فقد اتخذوه (مهجورا)


المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بعث الينا الاشارة في قرءان وسنة نبوية ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ... من امسك بالقرءان ..؟؟ ونحن الان في ضلال علمي كبير وواضح وان كان الضلال العقائدي لا يقل سوءا فقد ضاع على المسلمين (البعد الايماني الواحد) وتفرقوا شيعا ومذاهب ولا يشك عاقل بين الناس ان الايمان لا يمتلك الا (بعدا واحدا) الا ان الضلال في العقيدة وضع لكل مذهب في الاسلام بعدا عقائديا اختص به كهنة يروجون له ...!! ... في الضلال العلمي المسلمون غارقون وصانعي العلم انفسهم يقولون حديثا يستحدث كل يوم ان هنلك كارثة آتية والقرءان يقول (قارعة بما صنعوا) .. فهل حزم المسلمون أمرهم ليورثوا مورثيهم كارثة كبرى ..؟؟ كيف يمكن رسم مضامين الضلال وكل العقلاء متأكدون ان السرطان يفتك بالبشر ولا يعلم العلم كيف يأتي السرطان ومن اين يأتي ... !! .. اليس ذلك مضمون لا ريب فيه من مضامين الضلال العلمي ..؟ ام ان الضلال هو فقط عند تارك الصلاة ..؟؟ او لاعب القمار ..؟؟ واي ضلال اخطر ؟؟!!


تلك هي رجرجة عقل لنعرف ان الضلال يسري فينا في استخدامات علمية تحمل ابعادا متعددة وكأن الحقيقة لها ابعاد مختلفة الجذور فاصبح كل استخدام علمي له بعد وغرق الناس في ابعاد العلم حتى طغت على كامل انشطة البشرو انتشرت التطبيقات العلمية مخترقة كل شيء بما فيها الانشطة العقائدية حتى اصبح فراش السجادة التي نسجد عليها للصلاة هي من بوليمرات مسحوبة من باطن الارض (نفط) والعلم يقول انها مواد (عضوية) اندثرت موتا تحت الارض ...!! ... الله عزلها كما نعزل نحن فضلاتنا في حوض التعفين .. علم معاصر اخرجها فهي تغلف الان كامل نشاطنا في المأكل والملبس والنوم وحتى الصلاة ... العقيدة الاسلامية لا تمتلك بعدا واحدا فلكل فرقة بعد بعيد عن فرقة اخرى وان اقترب ببعض مفاصله الا انه ابتعد كهنوتيا فلكل فرقة رجال ... البعد الواحد لحقائق التكوين لن يكون الا في (رسالة المصمم والمنفذ) الا وهو (الخالق الواحد) الذي لا (إله) الا إله واحد لا غير


ما ان تمسكنا برسالة المصمم (قرءان) لن نضل ابدا .. ولكن القلوب اقفلت ... اقفلت باقفال تاريخية وصدأت مفاتيح تلك الاقفال فهي غير صالحة للفتح .. ونبقى نبكي فلسطين السليبة منا وديارنا الاسلامية بالاسم الا انها محتلة بالكفر ولا يدري الناس ان العقول قد أحتلت قبل احتلال فلسطين


(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستيراتيجية المعاصرة


ليست هناك تعليقات: