الرقيا شرف المتقين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
بقلم : الحاج عبود الخالدي
كثير من الناس يظنون ان الرقيا هي الاقرب للشعوذة ويرمون بامراضهم في احضان الطب جراء تلك الظنون
ومن حق جمهور المسلمين ان ينحى عقله في مسارب الظن عندما يرى اعلام فقهاء قدس ومشاهير مقدسة يهجرون الرقيا ويسلمون اجسادهم الى منظومة الطب للشفاء .. وفي القرءان شفاء ..!! ... ولكنه مشروط .. ورحلة في شروط الرقيا لان في شروطها كشف اوراق لا يريد ذا الرقيا كشفها !!!
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً) (الاسراء:82)
الشرط الاول ان يكون المريض معترفا ان مرضه من ذنب .. والمسلمون جميعا يعتقدون ذلك ولكن بشكل منقلب فالكل يقول ان (المرض تكفير ذنوب) وهو في حقيقته عقاب ذنوب .. فوقف العقاب يستوجب الاستغفار بنص صريح
(وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(لأنفال)
ومن شروط وقف العذاب بالاستغفار هو ان يكون الاستغفار قبل نفاذ ايات الله فيه أي (نفاذ فاعلية العذاب) أي يجب ان يكون الاستغفار بشكل مبكر مع ظهور اعراض المرض وذلك من نص قرءاني
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)(الأنعام)
من شروط الاستغفار ايضا ان يتم اعلان الذنب وطلب الشفاعة .. وفي طلب الشفاعة تقوم الرقيا
لا يمكن ان يقوم التطهر من الذنب ما لم تقوم مصالحة مع من تضرر من الفعل المخالف (مصالحة) وان كان الفعل لا يمكن اصلاحه فالدية هي البديل كما في القتل الخطأ وكما في الكفارات في الصيام او الانفاق على المساكين او فك رقبة .. كل تلك النظم هي اعلان الذنب والتطهر منه .. وان خفى الذنب تقوم الشفاعة بالرقيا .
ورد نظام الشفاعة في نص مبارك
(مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (النساء:85)
شرط الشافع في الرقيا :
ان يكون من المصلين لفترة لا تقل عن حاوية زمن عشرية (عشر سنوات) .. تلك السنوات العشر التي يتغذى فيه المصلي على فيض اليسار (فالجاريات يسرا .. فالحاملات وقرا .. المدبرات امرا ) يكونن من (والناشطات نشطا) .. ومن (النازعات نزعا)
تلك مجرد اثارات ولها مقامات لاحقة ان حصل توفيق الهي
يقوم الراقي بالتوجه للقبلة ... يضع المريض المستغفر قبالته .. يمسك بيديه .. يقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات .. وفي حالة عدم الطمأنينة سبع مرات
سورة الفاتحة ليست شرط ويمكن ان تكون أي سورة من القرءان عدا سورة (براءة) لان سورة براءة خالية من البسملة .. أي سورة قصيرة هي الافضل في التنفيذ وليس في الكينونة .. ايات منفصلات من سورة لا تكتمل فاعلية الحاوية التي يؤمل منها تفعيل الشفاء وتكون الرقيا بسور كاملة .. يمكن تكرار سورة واحدة او اختيار ثلاث او سبع سور قصيرة من القرءان
تلك الجاريات يسرا المدبرات امرا الحاملات وقرا .. تقوم بتفعيل مرابط الخلل العقلاني الذي تسبب بالمرض .. بعيدا عن المادة .. لان المادة تخضع للعقل ..
الرقيا للمرأة يجب ان تتم باذن وليها المباشر وحضور احد محارمها مجلس الرقيا .. الرقيا هو مجلس رضا فيه ايجاب وقبول كما هو مجلس العقد ... بما ان الرقيا تتكيء على فيض اليسار فيكون الاذن من الولي وحضوره شرط لتفعيل ذلك الفيض القدسي
الرقيا لغير البالغين تاخذ نفس المنحى وتكون باذن الولي وحضوره مجلس الرقيا لان الصغير غير المكلف لا يستقطب فيض اليسار بشكل مباشر ويأخذه من وليه
عندما يكون المريض يشكو من مرض مؤلم فتكون الرقيا بوضع اليد اليمنى على موضع الالم وتلاوة القرءان وفي تلك مسكنة للالم ..
افضل انواع الرقيا للمرض العصي (الصعب) هي اربعة اشهر وعشرة ايام يقام فيها مجلس الرقيا مرة في الاسبوع على اقل تقدير ... زيادة عدد مجلس الرقيا لا ضرر منه ..
الشفيع الراقي عليه الحذر من منظومة الاستغفار عند المريض وعليه ان يتأكد ان الاستغفار استوفى مضمونه فمن يشفع شفاعة سيئة له كفل منها ...
ما كان ذلك تفصيلا في علم الرقيا بل اثارات تنمو في عقول المتفكرين الذين يتفكرون في خلق الله .. وهي في اشارة ترفع الحيف عن نظم عقائدية اتهمت باتهامات باطلة بل ومؤذية للعقيدة والعجيب انها تصدر من كثير من المؤمنين سواء بشكل لفظي او بشكل غير مباشر عندما يكون الطب الحديث هو الشافي .. وصفة الشافي هي في حيازة الله
(الرقيا) كلفظ في اللسان العربي هي (رقي الايمان) فمن كان ايمانه (راقيا) كانت له (الرقيا) شفاء ... ومن كان دون ذلك فذلك هو الخسران ..
الحاج عبود الخالدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ