قلمي ...
من اجل حضارة اسلامية معاصرة)
عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق(
رب انت علمتني ما لم اعلم علمتني بالقلم
قلمي يابى ان تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى ان يكون سمسارا لفكر مستورد
قلمي يأبى ان يكون الا من قرءان ربي
قلمي يأبي ان يكون الا عربي
قلمي يأبى ان يكون في الفكر اجيرا
قلمي يأبى ان يكون في التاريخ اسيرا
قلمي يأبى ان يكون في العلم فقيرا
قلمي يأبى ان يكون في زمني صغيرا
قلمي يأبى ان يكون في يومي قصيرا
قلمي يأبى ان يكون للطغاة سفيرا
قلمي يابى ان يكون للحق منيعا
قلمي يابى ان يكون للرغبة اميرا
قلمي يابى ان يكون للجهل صريعا
قلمي يابى الا ان يكون كما يريد له ربي ان يكون
قلمي يأبى ان تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى ان يكون سمسارا لفكر مستورد
قلمي يأبى ان يكون من غير القرءان
لان القرءان بلسان عربي مبين
تـــقــــديم
لاشك ان التطور التقني افرز افرازات مجتمعية ادت الى تغييرات جوهرية في سلوكية المجتمعات منها ما اتصف بالتغيير الايجابي كوسيلة النقل والاتصال ومنها ما اتصف بصفات سالبة مثل التحلل العقائدي .
وسيلة كسب المعرفة كان من السلوكيات التي تعرضت الى التغيير بين الناس فبعد الانقلاب الاكاديمي الذي الغى المدارس الخاصة وحلقات الدرس القديمة على يد علماء ثنيت لهم الوسادة العلمية واصبحت المسالك الدراسية الاكاديمية هي المسالك المعترف بها رسميا تحول ذلك الاعتراف الى منهجية مجتمعية بحيث اصبح المجتمع متناغما مع الموقف الرسمي في سحب اعترافه عن الكسب المعرفي وفق النظم القديمة كالمشايخ وحلقات الدرس واصبح المجتمع يدفع ابنائه نحو المسالك الاكاديمية وكان الوازع الوظيفي هو المحرك والمشغل لمثل ذلك التغيير .
بعد انتشار واسع لاستخدامات الشبكة الدولية للاتصالات بدأ الكتاب يعاني من مرض الموت وهو في طريقه الى موت محتوم بصفته وسيلة الاكتساب المعرفي الام ...الكتاب كان وسيلة أم في مناقلة المعرفة الا ان الوسيلة الالكترونية الاكثر تنوعا والاسرع انتشارا كانت بمثابة ظواهر مرضية حادة اصابت الكتاب المطبوع كوسيلة انتشار معرفي ثابت .لا يزال الكتاب يقاوم صرعة الانترنيت واذا ما ثبت الانترنيت ديمومته فان الكتاب لا بد ان ينتحر في احضان حائزيه ومن ثم تتعرض الارحام التي يولد فيها الكتاب الى الضمور والتحلل .
ولكن تجربتنا مع الحاسب الالكتروني عموما لم تكن وردية اللون فقد تعرض ذلك الجهاز الى ضربة الكترونية عامة اطلق عليها (فايروس شرنوبيل) ادى الى ضياع معلوماتي خطير خصوصا في الشؤون المحاسبية مما اوقع المؤسسات التي تعتمد على الحاسب الالكتروني في ازمات حادة ... بعد الصحوة من كارثة شرنوبيل الالكترونية عمدت المؤسسات الى توثيق وثائقها وفق الطرق القديمة (السجلات) لانعدام الثقة بالمعلوماتية التي يكتنزها الحاسب الالكتروني .يضاف الى تلك المخاوف هي الضربات الفايروسية الخاصة التي تتعرض لها الحاسبات الالكترونية مما يجعل الحيازة المعلوماتية في اجهزة الكومبيوتر معرضة للتخريب او الضياع . مع تلك المساحة الفكرية الخالية من اللون الوردي يصاحبها صفات الكتاب الودودة التي تختلف عن الود في الحاسب الالكتروني فالكتاب ودود في الاحضان والكومبيوتر يريد من حائزه ليعطيه في حين الكتاب يعطي ولا يريد شيئا سوى الاحتضان .
يبقى الكتاب يتنفس على سرير الاحتضارولن يموت وربما يموت الكومبيوتر بالسكتة القاضية يوما ما !!
الحاج عبود الخالدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفاصيل ../
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق