سر العقل والسماوات السبع ـــ السماء الآولى هي سماء ( المادة )
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
بقلم :الحاج عبود الخالدي
نفتح في هذه المعالجة اول محاولة قرءانية في سر العقل .. كيف يكون .. !!
هذه المحاولة سوف تكتب على شكل مسلسل من ثمانية .. سبع للسماوات وواحد للارض
وبسم الله نبدأ ...
العقل كينونة في الخلق مبنية من لبنة واحدة لها سبع مستويات .. كل مستوى يمتلك نظم تخصصية ورد بيانها في القرءان تحت لفظ سماوات سبع ... ندرج ادناه المستويات السبعة ونعالج كل مستوى في مبحث موجز مستقل
المستوى الاول : سماء المادة .. عقلانية المادة ... بعناصرها التكوينة اينما تكون في الكون اللامحدود ...
المستوى الثاني : عقلانية الخلية ... وهو العقل الذي يتحكم بالخلية الواحدة اينما تكون في الخلق
المستوى الثالث : عقلانية العضو في الكائن الحي وهو مستوى عقلي له ضوابطه ونظمه تبرز فيه عقلانية العضو ويتحكم بما تحته من عقلانية خلوية وعقلانية مادية
المستوى الرابع : عقلانية الكائن الحي وهو مستوى عقلاني يمتلك نظم السيطرة على كامل جسد المخلوق
المستوى الخامس : عقلانية الروح المتجسدة وهي عقلانية خاصة بمخلوقي الانس والجن (معشر الجن والانس) وهي عقلانية ناطقة تمثل الفارقة الرئيسية بين الانسان والحيوان
المستوى السادس : عقلانية الروح المطلقة .. وهي عقلانية مقضي عليها بالموت ولا تحضر زمن الفلك ولها وشائج اتصال بالمستوى الخامس ومنها وفيها ضوابط تذهل حاضرة الانسان .
المستوى السابع : وهي عقلانية (الطور) الشريف وهي حكومة الله سبحانه وفيها ملائكته وفيها قوانين سلطوية تتسلط على المستويات الست التي ترتبط بها برباط ذو شعبتين (يسار ويمين)
تلك العقلانية تمسك بالمستوى الاول (عقلانية المادة) من جهة اليمين (يميننا) وتمسك بالمستوى السادس من جهة اليسار (يسارنا) في دائرة مغلقة يكون فيها المستوى السابع (الطور) الشريف ممسكا بالخلق كله
نمسك بتلك الصفات مسكا عقلانيا بمراشد قرءانية ونبثق القول بحذر شديد لانها طرقات فكر اولية غريبة على نظم المعرفة .
المستوى العقلي الاول ... عقلانية المادة ..
اعترف العلم المعاصر بعقلانية المادة في تسعينات القرن الماضي وثبت للعلماء ان المادة عاقلة وبذلك انتهت التصورات التي كانت تصف المادة باللاعقل (جماد) ..
لم تكن المنشورات الخاصة بعقلانية المادة وفيرة في الاعلام العلمي ومن ظاهر المقتطفات التي صدرت من عروش العلم ان عقلانية المادة علم محتكر وهو ضمن ايدلوجية علمية معروفة في الاوساط العلمية تحت مسميات الملكية العلمية او الملكية الفكرية .
عقلانية المادة تظهر بوضوح في التصرفات الكيميائية في مختبرات الكيميائين كما تظهر تلك الفارقة العقلية بوضوح في وعاء الخلية حيث تختلف التصرفات الكيميائية لعناصر المادة تحت اسم النشاط البايولوجي ويرصد العلماء تصرفات عقلانية واضحة للمادة الكونية (عناصر المادة) واستطاع علماء الكيمياء ان يربطوا بين الانشطة الكيميائية للعناصر مع البناء الذري في قراءات مختلفة لعدد النيوترونات والبروتونات ومدارات الالكترون واستطاعوا رسم صورة توضح التاصر الكيميائي استنادا الى تلك القراءات ...
تصورات الكيميائيين امتلكت حافات علمية شأنها شأن بقية المستعمرات العلمية وقاموس المجاهيل في مدرسة الكيمياء لا يزال يتزايد مع كل جديد مذهل لا يملكون له تفسيرا مثل فقدان نيوترون الهيدروجين في تركيبة الماء ومثلها فاعلية بعض العوامل المساعدة في التفاعل كالشرارة الكهربائية في تحضير الماء من خلال عنصري الاوكسجين والهايدروجين .. كذلك بقيت ظاهرة تمدد الماء عند الانجماد حافة علمية غير معروفة .
وجد الكيميائيون اختناقات مهمة في صفات الالمنيوم وعدم وجوده بالطبيعة كعنصر حر رغم وفرته حيث يشكل مركب اوكسيد الالمنيوم (البوكسايت) الوزن الاكبر الثاني بعد السليكون وغرابة اتحاده بالاوكسجين وتمسكه بذرة الاوكسجين حتى عندما يكون تحت درجات حرارية عالية مخالفا بذلك مستقرات الكيميائيين في قراءات الذرة وجسيمتاتها وربطها بالتصرفات الكيميائية .. ومن غرائب البوكسايت ان منصهره يقوم بعزل الاوكسجين عن الالمنيوم عند امرار تيار كهربائي في ذلك المنصهر !!!
كل تلك المؤشرات تؤكد للباحث عن الحقيقة ان المادة بعناصرها الـ 99 المستقرة هي مخلوق عاقل وانه يتصرف بموجب ضوابط عقلانية وان الارقام التي يمسك بها علماء الكيمياء او الفيزياء هي اثر لمؤثر وليس مؤثر مستقل كما كان مستقرا في بدايات النهضة العلمية ..
اكثر المراصد وضوحا .. بل سيد المراصد في عقلانية المادة هي الأحماض النووية حيث يتألق عقل المادة في ذلك السجل المادي المؤلف من عناصر مادية رتبت على شكل متسلسل (سجيل) .. ولا ننسى ان الاحماض النووية هي اشارة الحياة الاولى في الخلية الحية حيث يكون للمادة بعناصرها المعروفة حضورا عقلانيا ذو بيان كبير .
تلك العقلانية المادية تمتلك (مستوى) .. ذلك المستوى له حدود دنيا وحدود عليا والحدود الدنيا تكون في اصغر صغيرة من جسيمات المادة المعروفة اما الحدود العليا فهي تظهر في مادة الخلية الحية ... تلك العقلانية المحيرة وصفت وصفا دقيقا في خارطة الخالق ولكننا لا نستطيع درج تلك البيانات الا عندما يكون لعلم القرءان بساط علمي يحتشد عليه جمع مؤمن بالقرءان وذلك من بداهات الوسعة العلمية في كل مطارق المعرفة ...
المستوى الاول ... السماء الاولى ... طبقة اولى من سبع طباقا ... ذلك هو وصف القرءان لها ... الفكر العقائدي وضع تصورات لتلك الطباق بصفتها بناية من سبع طوابق الا انها في حقيقة التكوين علما مذخورا في القرءان ما كان مسلموا الرعيل الاول ان يسألوا عنها لانهم لو اجيبوا عليها لكفروا بها
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ) (المائدة)
وبالتأكيد يكفرون بها لانهم لا يعرفون شيئا عن عناصر المادة ولا يفقهون مضامينها فتصوروا ان السماوات طباقا كما في البناء السباعي الطوابق وكانوا في ذلك في فضول معرفي فاغنت حاجاتهم تلك التصورات ووقفوا عندها .
اما اليوم في زمن العلم فلا بد ان تكون لنا حاجة في تلك السماوات ولن نكون في فضول علمي بل في حاجة علمية تطبيقية..
((عقل المادة هي السماء الاولى ... بعدها سنكون في عقل الخلية وهي السماء الثانية ))
................................................
المرجع : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية