لقد كانت معارف العرب عن النباتات متميزة، فكان وجود أنواع من النبات في أماكن معينة دليلاً على وجود المياه في تلك المنطقة ، فما على ( القنقن ) الخبير في الكشف عن المياه ، إلا أن يتقن أنواع النباتات ويتعرف إليها ويصنفها ليحدد فائدتها في الكشف عن المياه ، فمثلا :
- نبات لا يستقيم لها حال الا اذا وصل جذرها الى الماء : فحيت رأيت هذا النوع من النبات فاحفر متبعا جذر النبات فستصل حتما إلى نبع الماء ، فنبات ( الحاج ) ويطلق عليه ايضا ( العاقول ) تغور أصوله حتى تصل إلى الماء ،ولقد ذكر (الكرخي )انه شاهد واحدة منه طولها (خمس عشرة ذراعا) وأصلها كان في (نهر دجلة ؟؟) . وروى آخر خبرا عمن حفر بئرا في صحراء ذات ( حاج ) اتصلت عروقها الى ان وصل الماء بعد
( خمسين ذراعا ) .
- نبات يدل وجودها على قرب الماء وعذوبته : ( كالقصب والثيل والحلفاء والسر والبطم والعليق و(العوسج الصغير) ،لا سيما اذا نمت في الصيف والريف وذلك لأن جذورها تغور بعيدة في الآرض باحثة عن الماء . وأضاق المسعودي إليها ( اللين والحشيش ) وجعلها دالة على قرب الماء لم أراد الحفر ،وما عدا ذلك فعلى البعد .
- نباتات تدل على رطوبة الآرض مع قلة الماء : مثل لسان الثور ،والبابونج ،والخطمي ،وكزبرة البئر ،وأكليل الملك ، والخبازي ، والحندقوق ، والضمران ( الضومران) والآسل ، ونبات الدم ان نبات دم الاخوين .
- نباتات تدل على ان الآرض ذان ماء فقط : (كالحرشف والحمض) التي لا تنمو الا على ماء التوأب ، و(العوسج المستوي القبضان ) الذي لا يمكن ان ينمو على أرض ذات ماء .
- نباتا تدل على بعد الماء : مثل ( العوسج الكبير ) الذي ينبث في الأرض القشفة البعيدة الماء .
- نبات لا تنمو الا في الآرض الرطبة : مثل الطرفاء والبردي والسماق والحماض ولسان الحمل والعليق ، واحتمال وجود الماء فيها قائم .
- ولم يغب عن بال ( القنقن ) أنه بمقدار غضاضة تلك النباتات ونضرتها وخضرتها وكثر اغصانها والتفاف ورقها يكون الماء قريبا او بعيدا ، وكذا كميته كثيرة او قليلة في جوف الأرض.
الاستدلال على الماء بشم التراب :
يمكن ان يستدل على أمكنة وجود ( الماء) عن طريق شم ( تراب المنطقة ) التي يراد الحفر فيها ، اذ لكل بقعة من الأرض رائحة خاصة بها ، يعرفها الماهرون والمدربون في هته الصنعة ، فاذا كان ريح التراب مثل ريح ( الطين ) المستخرج من السواقي والانهار الدائمة التي تجف على حافاتها اوحت ان المياه على أذرع يسيرة في غور الآرض ، ومثل ذلك التراب العفن الذي تتماثل رائحته رائحة الطحالب. وان كانت رائحة التراب كرائحة التراب القشف الدائم الجفاف!!دلت على ان الماء اما بعيد الغور أو لا ماء في المنطقة . وقد اورد ( الادرسي ) خبر ذلك التاجر الذي كان يبيع بضاعته في (بغامة) من ارض السودان ، وحين بلغ منه العطش أشده طلب الى الدليل البربري ان ينقذ حياته بقطرات من الماء ، ونعي نفسه الى الدليل لأنه سيموت ، ورفاقه عطشاى ، فما كان من الدليل البربري الا ان أخذ غرفة من تراب الآرض وشمه وتبسم ، وطلب الى اهل القافلة ان يستريحوا فان الماء معهم واخذوا يحفرون ، وبعد نصف قامة نبط لهم ماء كثير .
ويقودنا هذا الى العلامات الدالة على الماء من ظاهر التربة ، فان نعومة وخشونة وجهها يدلان على إمكانية وجود الماء فيها ، فكل منخفض من الأرض ذي ( طين أسود ودسم ) فهو ذو ماء ، وأكثر ذلك يوجد في هوات ومغارات اذا كان قرارها مسترخي التربة ، وان كانت الأرض قاحلة يابسة مدرها مثل ( الخزف ) كانت عديمة الماء ، ولاثبات ذلك يبلل ترابها ، فان كان طينها كطين ( الخزف ) كانت عديمة الماء والنداوة. أما اذا كان على وجه الأرض صخور ذاهبة طولا وعرضا قليلة السمك فهي قليلة المياه ،وكذلك الآرض الكثيرة الرمل والرضراضة والخشنة التراب . ولمزيد من التاكيد يعجن تراب الآرض فان كانت صمغية ل ذلك على أن الآرض ريانة وفيها ماء / وإلا فالآمر عكس ذلك .
الاستدلال على الماء باستقراء ظواهر سطوح الجبال :
يرى ( الكرخي ) إن لون ( الجبال ) ينبئ عن الماء فيها .فالجبال السوداء ذات اللون الأسود الرخوة والحجارة والطبقية التكوين ( عريضة وضخمة من الآعلى ) ، أو حجرها كثير متبدد وصخورها قائمة كانها ناتئة يكون الماء فيها اكثر وأغزر من الجبال ذات اللون الاخضر او الصفراء او الحمراء ، ولا سيما ان ظهر على سطحها ندى في الصباح الباكر أو وفي آخر ساعات النهار، يلحظ بالعين ويلمس بالبيد . ويمكن التيقن من ندواتها وتعرقها بنثر تراب ناعم عل وجه حجارة تلك الجبال وينظر عند المساء!! فان تندى التراب ففيه ماء قريب من وجه الارض ، وبقدر كثر الماء وقربه من الظاهر تكون كثرة الندى / وان كان الماء قليلا او بعيدا ، كان الندى قليلا وضعيفا . اما الجبال البيضاء فان لا ماء فيها .
ومن ناحية اخرى فان الجبال المتصلة بعضها البعض والتي تتخللها الشعاب وتظللها الأشجار غالبا ما تكون أوفر حظا من الجبال المنفردة اليابسة والمزدحمة الصخور باحتوائها على المياه ، لأن النوع الثاني من الجبال لا تستديم الثلوج عليها لمدة طويلة فلا تنفذ المياه منها الا باطن الأرض الا قليلا . وفي الجبال المتصلة ينظر الى الشقوق التي في ظاهر الجبل او الأرض ، فان كانت شبه الجليد فذاك حفيف الهواء . وان كانت ندية والبخار طالع منها فذلك حفيف الماء . ثم ان نمو بعض النباتات مما لا يزرع على الجبال دليل على وجود المياه فيه ، وكذا مشاهدة ثار قنوات مائية نحتتها المياه الجارية فوقها في موسم الشتاء ن أو عن ذوبان الثلوج بحي تتصل تلك المسايل بشعاب الجبال ولا يرى أي مخرج لها .
الاستدلال على وجود الماء بالسماع :
وغالبا ما يقوم ( القنقن ) بذلك فيميز بين دوي الريح في باطن الآرض ، والدوي الذي يعقبه غرير الماء او حفيفه في جوف الآرض وغالبا ما يختار ( القنقن ) مكانا بعيدا نديا معشبا ، ويستمع الآصوات في شعاب الجبال والبطاح .وبقدرة قوة تمييزه بين الأصوات يستطيع أن يحدد قرب الماء او بعده !! وان تعذر عليه ذلك فينظر الى (الدوي ) ، فان استمر على حالة واحدة عن اطالة الاستماع له ويكون كالدوي في غور من الجبال فذاك صوت الماء ، و ان سكن تارة وهاج أخرى فهو صوت الريح . لآن الآرض الخالية من الماء يدب في خللها الهواء ويخرقها فيسمع صوته . وقد اوضح ( الكرخي ) في هته المسالة عندما وصف مكانا مرملا في سفح جبل ( قرب نهاوند) ، يسمع منه اوقاتا مثل دوي الريح وبعد سماع ذلك يفيض منه ماء يجري الى حضيض الجبل فيسقي المزروعات .
واورد ( البريوني ) ان أهل اليمن ربما حفروا البئر فبلغوا صخرة حسبوا ان تحتها ماء فينقرونها نقرة يعرفون بصدى صوت نقرهم مدى مقار الماء تتها .وأشار الى مثل ذلك صاحب كتاب ( الاستبصار في عجائب الامصار ) عند وصفة لمدينة ( ورجلان ) من غانة فذكر انها ( كثيرة الماء) ولها اعجوبة ليست في موضع من الارض ، اذ يحفر الرجل يئرا فيجد طبقا من حجر صلد فيستبشر عند وجوده ويطعم اولياءه فرحا ، ويدخل اليه من يعرف كيف ينقره .
ولله في خلقة شؤون .
انتهى .... بفضل الله تعالى .
الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010
من مقال الكشف عن باطن الأرض بالفراسة ( الدكتور محمد عيسى صالحية .)
الجمعة، 10 سبتمبر 2010
حرق القرءان مخطط لتجميد القرءان في قدسيته ..!!/ الحاج عبود الخالدي
قال الله - تعـالى -:(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [ص: 29]
حرق القرءان مخطط لتجميد القرءان في قدسيته ..!!
القرءان والسياسة
أستفز العقل المسلم إستفزازا حادا مع أنباء نوايا حرق القرءان في أمريكا ورغم إنه ليس الحدث الاول فقد حصلت احتفالية معلنة في (كوبنهاكن) تم فيها حرق القرءان كما تم تمزيق القرءان بالرصاص في العراق كذلك اعلن ان جنود امريكان تبولوا على القرءان في سجن (غوانتينامو) وكل تلك الممارسات هي ممارسات خطط لها لان تكون استفزازية الصفة والإستفزاز لا يشمل العقل المسلم العام كهدف مقروء من صيغة تلك الممارسات بل يمتلك الاستفزاز خصوصيات مستهدفة من العقول المسلمة سواء كانت تلك الخصوصيات معروفة للجماهير او غير معروفة (خفية) ذلك لان برامجية تلك الممارسات تمثل سابقة خطيرة في زمن حضاري مبني على حرية المعتقدات تحت ظل دولة حديثة مستنسخة في كل بقاع الارض من رحيق تنظيري واحد وحرية المعتقدات فيها مبنية على احترام المعتقد الاخر وبالتالي فان عملية حرق القرءان هو خرق (حضاري) يستظل تحت خيمة دولة معاصرة تمتلك تنظير (علماني) معاصر جدا هو ان الدولة هي (دولة كل الاديان) ومن خلال تلك التنظيرات الثابتة فان عملية حرق القرءان هي عملية (خرق) دستوري لميثاق الدولة الحديثة وبما ان الدولة الحديثة تستقيل عن منع تلك الممارسات فذلك يعني ان وراء ذلك الخرق هي (الحكومة الأم) التي تحكم الارض من وراء حكومات مرئية نراها في ساحة الحدث السياسي ...!!
هنلك بارقة أمل كبير من خلال تلك الخروقات التي تمس دستور العقيدة الاسلامية وهي عملية اعلان (حرب عقائدية) تقودها (الحكومة الأم) وهي حكومة تجمع الدول الحديثة كـ (فروع) في منظومة (فرعون) التي ورد ذكرها في القرءان قرابة 74 مرة في كثافة بيان ملفت لنظر الباحث في برامجية الخليقة الذي يتحدث عن مسار الخليقة من بعد قوم نوح لغاية دمار الارض بعد ان تأخذ زخرفها وزينتها وظن اهلها انهم قادرون عليها ... بارقة الامل التي نتحدث عنها تقع في البرنامج الالهي مع الخليقة والتي يمثل برامجيتها النافذة اليوم (ملئت) بنفاذ أمر (الحكومة الام) وهي المنظومة الفرعونية التي تحدث عنها القرءان (ما من إله غيري) و (أنا ربكم الاعلى) وفرعون الذي طغى والذي يتعرض الان للعقيدة الاسلامية باصابع خفية تتحكم في الارض وترضع الحكومات في كل مكان وزمان عمر الدولة الحديثة منذ نجاح الثورة الفرنسية لغاية اليوم حيث بدأ التعرض حين وصف الاسلام بالارهاب علنا وبموجب قوانين مصادق عليها امميا ...!! ... بارقة الامل تقع في مقتربات الوعد الالهي بغرق المنظومة الفرعونية بعد طغيان وصل الى تعمد امتهان رسالة الله الى البشر (القرءان) ومن تلك الراصدة فان المسلمين عليهم ان يحتشدوا حول قرءانهم على بساط علمي لفهم القرءان اذا ان القرءان محروق بين ايدي المسلمين حين يكون مجرد قرطاس مقدس مخطوط فنرى الله فيما نرى للتوضيح انه يوصي فيه (وأغضض من صوتك) الا ان حملة القرءان وامراء العقيدة (رجال الدين) يستخدمون مضخمات الصوت في مكبرات الصوت فيكون في المنطق الناطق ان القرءان محروق في عقول المسلمين وان عملية الحرق تبدأ من إمراء العقيدة والمروجين لها ... القرءان لا يحترق حين يحرق قرطاسه لانه (كلام الله) وليس (قرطاس منزل من السماء) وبالتالي فان التباكي على قرطاس محروق هي وثنية معاصرة فالقرءان في صدور الذين اتوا العلم ولن يكون على قرطاس مطبوع
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت:49)
القرءان ليس خطا مخطوطا بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ...!!حين يكون القرءان قرطاسا فانه حـُر ِقْ ولسوف يـُحرقْ ...!! وان يكون آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم فلا يمكن ان تمسه نار الكافرين ولسوف يكون مادة غير قابلة للحرق ... ..!! القرءان يصان في صدور الذين أوتوا العلم وعلى المسلمين ان يحتشدوا حول قرءانهم لحمايته من الحرق الحقيقي بل سيكون ماسكة معول تهشم المنظومة الفرعونية وتغرقها في سوء ما خططت له ... فهم القرءان في (صدور الذين أوتوا العلم) واجب ... !! لحمايته من الاحتراق ...!! أما التباكي او الثورة على قراطيسه المحروقة فهي غفوة فكر قاسية ...!!
بين المرسل (الله) والمرسل اليه (الناس) تكون بداهة (عقل) ان هنلك (رسالة) وهي (القرءان) وعلى الناس ان يفهموا منطوق تلك الرسالة (بيانها) في زمن معاصر ولا ينفعهم ولن ينفعهم فهم السابقين له ولن تقوم نظم حماية القرءان بالاحتجاج او التفجيرات او عقد المؤتمرات بل حماية القرءان ستكون عند ظهور علومه لان العلم التطبيقي دائما يـُخرس الالسنة ويجعلها ناطقة بالحق رغم ظلمها
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
اقتراب الوعد الحق برنامج الهي حملت بيانه رسالة الله في القرءان الا انه مهجور هجرا عمدا من قبل حملته
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
وهذا ايضا وصف واضح في (بلاغ رسالي) مسطور في رسالة الله (القرءان) وهو وصف يخص حملته (قومي اتخذوا) وقوم الرسول هم (الامة المحمدية) المتباكية الثائرة اليوم الا ان الماسونية (الحكومة الام) تسعى لترسيخ ثابتية (قدس القرءان) في قراطيسه من خلال حرقه علنا ليتمسك المسلمون بقراطيسه ويهجرون علومه ذلك لان (الحكومة الام) تخشى صحوة (عقل) اسلامية في مادة قرءانية (تطبيقية) فتقوم تلك الفئة الباغية بتنظيم حشد الفكر الاسلامي حول قدسية القرءان من خلال فبركة جريمة حرقه علنا في فعل استفزازي يستفز العقل المسلم نحو هدف (هيكلة القرءان في حاوية قدس) وهو اهم دستور (حي) يمكن ان يقوض الحكم الفرعوني المعاصر لانه يمتلك تطبيقات علمية ميدانية تسقط إلوهية فرعون وربوبيته ...!! على المسلمين ان يصحوا من غفوة الفكر ولا ينقادون لمخططات (الحكومة الام) فيتمسكون بقدس القرءان ويهجرون فحوى رسالة الله فيكون وصفهم في عرف الماسون (غوييم) أي (قطعان بشرية مقادة) تقودها الفئة الباغية الى تقديس القرءان تطبيقا لوصف (قومي اتخذوه) الا انه (مهجورا) وهنا نداء وتذكرة عسى ان تنفع الذكرى
لا خير في أمة تضل طريق الخلاص وهي تحمل القرءان
الحاج عبود الخالدي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)