الوطنية في الهدم والبناء
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
بقلم : الحاج عبود الخالدي
صرخات الوطنية استعرت في ربيع نهضة العلم وطربت لها الجماهير لانها صرخة وحدوية وحدت الانسان بكل اطيافه في رابط وطني يتميع على عتباته كل وازع عقائدي او عرقي او مجتمعي وحلت المساوات بين المواطنين حلولا شفافا وماتت الى الابد الفوارق الانسانية بين الانسان والانسان في الوطن الواحد واصبح الغني والفقير والاسود والابيض تحت راية واحدة فحقوق المواطنة حقوق متساوية يكفلها الدستور .
فما احلى الوطن ..!! وما اروع انشودته وجماليته وهو الحل السحري الذي قضى على الاختلاف بين المواطنين !!
تلك صفة البناء الوطني في اوضح مداد لقلم يكتب في الوطن والوطنية ولكن .. هل ذلك وجه في البناء ولم يكن للوطنية وجه هدام ..؟؟
ومن تكون اسرائيل ..؟؟ اليست وطن .. ومن تكون غزة ..؟؟ اليست وطن ..؟؟ وهل العراق وطن ..؟؟
حروب وطنية يتقاتل فيها بشر مع بشر فتضيع الأءدمية على حدود مفتعلة مرسومة بحبر ليس له أي رابط في التكوين .. ولن يكون للحدود معنى في فكر انساني يخدم الانسان ويعلو بحاجاته نحو رفعة حضارية .
هذا تركي وذلك امريكي واولئك هنود وهنا سوري ومصري وعراقي والأءدمي مشطوبة ءأدميته ففي التجارة ابقار برازيلية وخروف تركي ودواجن مصرية واختلط الأءدمي بالخراف والابقار وضاعت مواصفة الانسان في مسميات الاوطان ..!!
فهل نحن في ارهاصة صحفية ام في ثقل فكري يفرز فايروسات فكرية دخلت عقول البشر في كل مكان ..!!
الوطنيون انفسهم يفقدون ءأدميتهم في الصراع من (اجل الوطن) ويقتل البشر بشرا على ساحة الوطن ويكون القاتل والقتيل شهيدا وطنيا فاين يكون الانسان في ذلك المربع الوطني التوحيدي .
حب الوطن غرس في القلوب غرسا واحتل مساحة من العقل لا يمكن ان تنحسر بسهولة والصراع في الوطن وعلى الوطن خلق انهارا من الدماء ولا احد يدري من الخائن ومن المواطن لان معايير الوطنية معايير متقلبة لا تنضبط بضابط فكري محدد . الوطنية تمتلك تنظيرات حكومية وكل حكومة لها تنظير تنفيذي فاصبحت الوطنية ترسا حكوميا في كل بقاع الارض واختفى التنظير الوطني الذي يرتبط بوحدوية الانسان وتحول الى حبر حكومي تتحكم به التنظيرات الحكومية التي لا يشترط لها الثبات الا بثبات شخصياتها ..!!
قوافل شهداء من اجل الوطن ومجاميع في سجون الوطن والكل ينادي يا وطني ولم يكن لتلك الناصية الفكرية لحن واحد ولون واحد بل تمذهب الوطنيون من جديد فاصبح قتال الشوارع سمة وطنية والغزو سمة وطنية وتراجع الرقي الانساني الى متدنيات حضارية في غزو مبرمج مبني على النظرية الوطنية فكل حين حرب وطنية وان لم تعلن حرب عالمية ثالثة ولكن مفردات ما نحن فيه من حروب وطنية يفوق العالميتين حجما ودمارا ولكن الشعوب تذبح بقطعة قماش وطنية ناعمة الملمس وليس بالسيف وذلك يجري على مرأى ومسمع انسانية الانسان .
الاوربيون فعلوها ومسحوا شرورها بعد ان اوقعونا فيها .. حدودهم مفتوحة .. حبرها الاحمر ليس غامقا .. حرس الحدود يلبسون زيا ملونا وليس بدلات حرب كما في حدودنا .. فهل نحن شربنا العسل مخلوطا بسم صنعته الاتفاقيات .. ونحن ننقر على طبول وطنية صيغت الحانها في دهاليز لا نرى شخوصها بل نعرفها من لحن القول ..
والتساؤل ... هل الوطنية حالة انسانية .. ام همجية حضارية مفروضة !!
الوطنية لا تزال شعارا خالي من المضمون ... فهل يمكن رسم مضمون انساني للوطنية ..؟؟ ومن يرسمه .. نحن في حوار ثقافي ....
المثقفون العرب مطالبون بالتنظير للفكر الوطني ليكون التنظير ذاتي المولد ولا يمكن الاقرار بما اقرته الحكومات او الاباء في زمن ضعفهم (زمن الاحتلال) فقد نظر للمفهوم الوطني بصيغ افردت الاوطان وطن وطن ولم يكن للتنظير الفكري الشامل لموضوع الوطنية حضورا ثقافيا وشرب الاباء عسل الوطنية كل في وطنه وفرضت اسرائيل في ارض عربية وفق منطوق وطني نظر له الاسرائيليون ودخل الجيش العراقي مدن ايرانية وفق تنظير وطني عراقي ومثله حصل مع الكويت .. ومعابر الحدود مع غزة مبنية على تنظير وطني مصري ومن ثم فلسطيني .. وكل بقاع الارض تمتلك تنظيرات وطنية منفردة ..
وهل يمكن ان يكون نشاط انساني كبير وعظيم مثل نشاط الوطنية تنظير شامل عام غير متخصص بمسميات الأوطان ..؟؟
اليس الارض وطن للبشر ..؟؟ ومن يجزأ ذلك الحق ..؟ وكيف ؟؟ عسى ان يكون حوار ثقافي من أجل غد فكري وليد افكارنا وليس فكر مستنسخ مستعار صدر من مؤتمرات واتفاقيات لم يشارك بها ابائنا ابدا .. بل لم يكونوا يعرفون عنها شيئا مثل معاهدة سايكس وبيكو في عام 1916 ...
هل من منطق الفكر الانساني ان يجعل من الوطنية مطحنة تطحن الأءدمية في كل مكان .. ولمن يكون نشيد الوطن ..!! للارض بلا انسان .. ام للانسان في ارض ... او للانسان والارض على حد سواء ... وكيف يكون الجواب ... في وطن .. او في اوطان ... اليس في تقطيع الارض يتقطع الانسان ..؟؟
الوطنية تحتاج الى تعيير فكري بعد رحلة وطنية دامية ...
الحاج عبود الخالدي
صرخات الوطنية استعرت في ربيع نهضة العلم وطربت لها الجماهير لانها صرخة وحدوية وحدت الانسان بكل اطيافه في رابط وطني يتميع على عتباته كل وازع عقائدي او عرقي او مجتمعي وحلت المساوات بين المواطنين حلولا شفافا وماتت الى الابد الفوارق الانسانية بين الانسان والانسان في الوطن الواحد واصبح الغني والفقير والاسود والابيض تحت راية واحدة فحقوق المواطنة حقوق متساوية يكفلها الدستور .
فما احلى الوطن ..!! وما اروع انشودته وجماليته وهو الحل السحري الذي قضى على الاختلاف بين المواطنين !!
تلك صفة البناء الوطني في اوضح مداد لقلم يكتب في الوطن والوطنية ولكن .. هل ذلك وجه في البناء ولم يكن للوطنية وجه هدام ..؟؟
ومن تكون اسرائيل ..؟؟ اليست وطن .. ومن تكون غزة ..؟؟ اليست وطن ..؟؟ وهل العراق وطن ..؟؟
حروب وطنية يتقاتل فيها بشر مع بشر فتضيع الأءدمية على حدود مفتعلة مرسومة بحبر ليس له أي رابط في التكوين .. ولن يكون للحدود معنى في فكر انساني يخدم الانسان ويعلو بحاجاته نحو رفعة حضارية .
هذا تركي وذلك امريكي واولئك هنود وهنا سوري ومصري وعراقي والأءدمي مشطوبة ءأدميته ففي التجارة ابقار برازيلية وخروف تركي ودواجن مصرية واختلط الأءدمي بالخراف والابقار وضاعت مواصفة الانسان في مسميات الاوطان ..!!
فهل نحن في ارهاصة صحفية ام في ثقل فكري يفرز فايروسات فكرية دخلت عقول البشر في كل مكان ..!!
الوطنيون انفسهم يفقدون ءأدميتهم في الصراع من (اجل الوطن) ويقتل البشر بشرا على ساحة الوطن ويكون القاتل والقتيل شهيدا وطنيا فاين يكون الانسان في ذلك المربع الوطني التوحيدي .
حب الوطن غرس في القلوب غرسا واحتل مساحة من العقل لا يمكن ان تنحسر بسهولة والصراع في الوطن وعلى الوطن خلق انهارا من الدماء ولا احد يدري من الخائن ومن المواطن لان معايير الوطنية معايير متقلبة لا تنضبط بضابط فكري محدد . الوطنية تمتلك تنظيرات حكومية وكل حكومة لها تنظير تنفيذي فاصبحت الوطنية ترسا حكوميا في كل بقاع الارض واختفى التنظير الوطني الذي يرتبط بوحدوية الانسان وتحول الى حبر حكومي تتحكم به التنظيرات الحكومية التي لا يشترط لها الثبات الا بثبات شخصياتها ..!!
قوافل شهداء من اجل الوطن ومجاميع في سجون الوطن والكل ينادي يا وطني ولم يكن لتلك الناصية الفكرية لحن واحد ولون واحد بل تمذهب الوطنيون من جديد فاصبح قتال الشوارع سمة وطنية والغزو سمة وطنية وتراجع الرقي الانساني الى متدنيات حضارية في غزو مبرمج مبني على النظرية الوطنية فكل حين حرب وطنية وان لم تعلن حرب عالمية ثالثة ولكن مفردات ما نحن فيه من حروب وطنية يفوق العالميتين حجما ودمارا ولكن الشعوب تذبح بقطعة قماش وطنية ناعمة الملمس وليس بالسيف وذلك يجري على مرأى ومسمع انسانية الانسان .
الاوربيون فعلوها ومسحوا شرورها بعد ان اوقعونا فيها .. حدودهم مفتوحة .. حبرها الاحمر ليس غامقا .. حرس الحدود يلبسون زيا ملونا وليس بدلات حرب كما في حدودنا .. فهل نحن شربنا العسل مخلوطا بسم صنعته الاتفاقيات .. ونحن ننقر على طبول وطنية صيغت الحانها في دهاليز لا نرى شخوصها بل نعرفها من لحن القول ..
والتساؤل ... هل الوطنية حالة انسانية .. ام همجية حضارية مفروضة !!
الوطنية لا تزال شعارا خالي من المضمون ... فهل يمكن رسم مضمون انساني للوطنية ..؟؟ ومن يرسمه .. نحن في حوار ثقافي ....
المثقفون العرب مطالبون بالتنظير للفكر الوطني ليكون التنظير ذاتي المولد ولا يمكن الاقرار بما اقرته الحكومات او الاباء في زمن ضعفهم (زمن الاحتلال) فقد نظر للمفهوم الوطني بصيغ افردت الاوطان وطن وطن ولم يكن للتنظير الفكري الشامل لموضوع الوطنية حضورا ثقافيا وشرب الاباء عسل الوطنية كل في وطنه وفرضت اسرائيل في ارض عربية وفق منطوق وطني نظر له الاسرائيليون ودخل الجيش العراقي مدن ايرانية وفق تنظير وطني عراقي ومثله حصل مع الكويت .. ومعابر الحدود مع غزة مبنية على تنظير وطني مصري ومن ثم فلسطيني .. وكل بقاع الارض تمتلك تنظيرات وطنية منفردة ..
وهل يمكن ان يكون نشاط انساني كبير وعظيم مثل نشاط الوطنية تنظير شامل عام غير متخصص بمسميات الأوطان ..؟؟
اليس الارض وطن للبشر ..؟؟ ومن يجزأ ذلك الحق ..؟ وكيف ؟؟ عسى ان يكون حوار ثقافي من أجل غد فكري وليد افكارنا وليس فكر مستنسخ مستعار صدر من مؤتمرات واتفاقيات لم يشارك بها ابائنا ابدا .. بل لم يكونوا يعرفون عنها شيئا مثل معاهدة سايكس وبيكو في عام 1916 ...
هل من منطق الفكر الانساني ان يجعل من الوطنية مطحنة تطحن الأءدمية في كل مكان .. ولمن يكون نشيد الوطن ..!! للارض بلا انسان .. ام للانسان في ارض ... او للانسان والارض على حد سواء ... وكيف يكون الجواب ... في وطن .. او في اوطان ... اليس في تقطيع الارض يتقطع الانسان ..؟؟
الوطنية تحتاج الى تعيير فكري بعد رحلة وطنية دامية ...
الحاج عبود الخالدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق