آية ( التعارف ) لقيام ( المعرفة ـ العقل )
و تحصيل ( التقوى )
الباحثة :وديعة عمراني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يقول الحق تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات :13 )
حديثنا اليوم عن آيات ( التعارف ) ... ومنهجها في تفعيل آيات ( العقل ) أي انماء مدارك (المعرفة) المبنية على أسس من ( التقوى ) .. فيكون نتاج كل ذلك بناء ( مجتمعات ) و( شُعب ) كريمة في ( انشطتها ) و( مهنها ) وكافة ( عطائتها ) و انتاجها التجاري والاقتصادي و التعاملي ...
مقدمة : الآية الكريمة ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
خلق الله تعالى ( البشر ) على مختلف ( أطوارهم ) وجعلهم ( شعوبا ) .. ( شُعَبا )
شعوبا .... تختلف بينهم العادات والمعارف ..وتفرقهم البيئات واللهجات .. هذا شعب افريقي وهذا شعب صيني وذاك عربي الخ ... !!
ما الهدف من تلك ( الاختلاف ) و ذلك ( الجعل ) ... انها آية ( التعارف ) .. أي لتفعيل آيات ( المعرفة ) التي هدفها بالآخير انماء مدارك ( العقل )
وجعلهم ( شعبا) : تلك شعبة ( الاقتصاد) .. وتلك شعبة ( النجارة ) وتلك شعبة ( العلوم) وتلك شعبة ( الصناعة ) .. الخ !!لكل سوقه ، ولكل مهنته، التي اودع الله تعالى لذلك ادراكها واتقانها عن دونها من ( الشعب ) و ( المهن )
فتمتلئ المدن والقرى والاسواق بتلك ( الشُعَبْ ) ..!! و الانسان مخلوق ( اجتماعي بفطرته ) ،حبب الله تعالى له حب ( المعرفة ) والسعي لها ...وجعل اختلاف تلك ( الشعب ) وسيلته في ذك السعي وذلك الادراك !!
ويطيب لي ان أستشهد هنا ببعض ( الآبحاث العلمية ) التي حاولت بيان خريطة ( العقل ) .. الآثر والمؤثر فيه من خلال ما جاء من حقائق في بيان ( الآية الكريمة )
يقول الكاتب " الدكتور طارق طارق ابراهيم حمدي " عن "انعكاسات الممل المثير " على العقل : ((اذا تعرض شخص الى محيط يحوي على محفزات تحدت على وتيرة واحدة ، كان يوضع في غرفة منعزلة وتغلق عنه المثيرات الحسية الخارجية كافة ،رؤية وسمعا وتحسسا جسميا ، ولفترة تختلف من شخص لاخر ،فانه وبعد فترة من الزمن تحدث تغييرات في سلوكيات ذلك الشخص ، فتبدأ عنده هلاوس بصرية وسمعية وقد تتعدى اى تصرفات طفولية حيث انه تحت هذا الجو تصبح قشرة الدماغ معزولة عن منبهاتها عبر التشكيل الشبكي الآمر الذي يؤدي إلى تغيير في تصرفها . يقول (( لندنبرغ ) بانه من المحتمل أن تكون بعض حوادث القطارات والسيارات والطائرات مسببة عن مسيرة طويلة مملة وعلى وتيرة واحدة .ان التغيير الحسي للمحيط يعتبر ضروريا للإنسان وبدونه قد لا يقدر الدماغ على العمل السليم مما يؤدي الى ظهور اعراض سلوكية غير طبيعية .ان تنويع المؤثرات المحيطية وتغييرها ليست بضرورة الملح والفلفل والبهار للطعام ، بل انها الطعام نفسه ، وعليه فان توزيع المثيرات الخارجية ضروري لكي يعمل الدماغ على المستوى المطلوب )) .
صدق الكاتب في ( قوله ) حين نعث ( أثر تنويع المؤثرات المحيطية الخارجية ) بشكل ايجابي على عمل ( الدماغ ) و ( العقل ) .
انها آية التعارف التي تحدث عنها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)... ومن ومن أحسن من الله قيلاً ...، يقول الحق تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ( النساء: 122)
كان هذا ( الشق الآول ) من بيان ( الآية ) الكريمة التي تربط بين ( آية المعرفة )و آية (اختلاف الشعب والقبائل ) ...، اما (الشق الثاني ).. سنبسط القول فيه عن أُسُس بناء تلك ( المعرفة ) وما المحصلة الاخيرة من كل ذلك ؟! انه منهاج ( التقوى ) والمحصلة الاخيرة انتاج
( الكرم ) !!
لتعارف ( وسيلة ) لقيام المعرفة ... فما الهدف وما المبتغى من تلك الوسيلة ؟؟
الحق تعالى هدى ( الانسان ) ووضع امامه كل ( الطرق ) والمناهج ( الصالحة ) ليكون بعقله ( وتقواه ) من خير مخلوقات الله ..
فالهدف الاخير من آية ( اختلاف الشعوب والقبائل ) .. هي لقيام مجتمعات (كريمة) تقية قوية يتفعل معها ( الكرم ) في كل شعبة من شعب علومها وانتاجها ومعارفها ... يقول الحق تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).. ولنا في قصص القرءان الكريم قصة مثالية عظيمة في ( خلقها ) و ( تربيتها ) .. وهي قصة نبي الله شعيب مع قومه..
يقول الحق تعالى (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) ( الاعراف :85)
ليس غريبا ان نقرا عن اسم ( شعيب ) في هذه القصة ( الكريمة ) .. وليس غريبا ان تسمة قبيلته في القرءان باسم ( مدين ) ...
فشعيب ... لفظ له من دلالاته ( الشُعَب ) ... ولفظ ( مدين ) من دلالالتها ( مدن ) ..
وقصة ( شعيب ) تتمحور في معظمها في آيات تفعيل التقوى في قوم ( شعيب ) ، نقرا قوله تعالى، في شعيب وهو يخاطب قومه (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( الاعراف : 85ـ 86)
تفعيل التقوى (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ)
تفعيل التقوى (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)
تفعيل التقوى (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)
تفعيل التقوى (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا)
ونقرا في الاية الكريمة من سورة الشعراء : (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ) ( الشعراء :176ـ 183)
تفعيل التقوى (إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ)
تفعيل التقوى (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
تفعيل التقوى (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ)
تفعيل التقوى (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ)
تفعيل التقوى (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
تفعيل التقوى (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ )
ما قراناه .. آيات عظيمة من آيات كتاب الله .. في كل مفصل من ( مفاصلها ) سنن ربانية ترسخ لمبادئ التقوى التي يجب ان تبنى عليه كل أسس ( التعارف ) بين الشعوب والقبائل ... والمحصلة الاخيرة قيام ( الكرم ) في تلك الشعوب وتلك ( المجتمعات ) .. مصداقا لقوله تعالى
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات :13 )
ومن احسن من الله قيلاُ ... فاللهم اجعلنا من اهل ( التقوى والمعرفة )
سلام عليكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة
آية ( التعارف ) لقيام ( المعرفة ـ العقل ) و( التقوى )
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يقول الحق تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات :13 )
حديثنا اليوم عن آيات ( التعارف ) ... ومنهجها في تفعيل آيات ( العقل ) أي انماء مدارك (المعرفة) المبنية على أسس من ( التقوى ) .. فيكون نتاج كل ذلك بناء ( مجتمعات ) و( شُعب ) كريمة في ( انشطتها ) و( مهنها ) وكافة ( عطائتها ) و انتاجها التجاري والاقتصادي و التعاملي ...
مقدمة : الآية الكريمة ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
خلق الله تعالى ( البشر ) على مختلف ( أطوارهم ) وجعلهم ( شعوبا ) .. ( شُعَبا )
شعوبا .... تختلف بينهم العادات والمعارف ..وتفرقهم البيئات واللهجات .. هذا شعب افريقي وهذا شعب صيني وذاك عربي الخ ... !!
ما الهدف من تلك ( الاختلاف ) و ذلك ( الجعل ) ... انها آية ( التعارف ) .. أي لتفعيل آيات ( المعرفة ) التي هدفها بالآخير انماء مدارك ( العقل )
وجعلهم ( شعبا) : تلك شعبة ( الاقتصاد) .. وتلك شعبة ( النجارة ) وتلك شعبة ( العلوم) وتلك شعبة ( الصناعة ) .. الخ !!لكل سوقه ، ولكل مهنته، التي اودع الله تعالى لذلك ادراكها واتقانها عن دونها من ( الشعب ) و ( المهن )
فتمتلئ المدن والقرى والاسواق بتلك ( الشُعَبْ ) ..!! و الانسان مخلوق ( اجتماعي بفطرته ) ،حبب الله تعالى له حب ( المعرفة ) والسعي لها ...وجعل اختلاف تلك ( الشعب ) وسيلته في ذك السعي وذلك الادراك !!
ويطيب لي ان أستشهد هنا ببعض ( الآبحاث العلمية ) التي حاولت بيان خريطة ( العقل ) .. الآثر والمؤثر فيه من خلال ما جاء من حقائق في بيان ( الآية الكريمة )
يقول الكاتب " الدكتور طارق طارق ابراهيم حمدي " عن "انعكاسات الممل المثير " على العقل : ((اذا تعرض شخص الى محيط يحوي على محفزات تحدت على وتيرة واحدة ، كان يوضع في غرفة منعزلة وتغلق عنه المثيرات الحسية الخارجية كافة ،رؤية وسمعا وتحسسا جسميا ، ولفترة تختلف من شخص لاخر ،فانه وبعد فترة من الزمن تحدث تغييرات في سلوكيات ذلك الشخص ، فتبدأ عنده هلاوس بصرية وسمعية وقد تتعدى اى تصرفات طفولية حيث انه تحت هذا الجو تصبح قشرة الدماغ معزولة عن منبهاتها عبر التشكيل الشبكي الآمر الذي يؤدي إلى تغيير في تصرفها . يقول (( لندنبرغ ) بانه من المحتمل أن تكون بعض حوادث القطارات والسيارات والطائرات مسببة عن مسيرة طويلة مملة وعلى وتيرة واحدة .ان التغيير الحسي للمحيط يعتبر ضروريا للإنسان وبدونه قد لا يقدر الدماغ على العمل السليم مما يؤدي الى ظهور اعراض سلوكية غير طبيعية .ان تنويع المؤثرات المحيطية وتغييرها ليست بضرورة الملح والفلفل والبهار للطعام ، بل انها الطعام نفسه ، وعليه فان توزيع المثيرات الخارجية ضروري لكي يعمل الدماغ على المستوى المطلوب )) .
صدق الكاتب في ( قوله ) حين نعث ( أثر تنويع المؤثرات المحيطية الخارجية ) بشكل ايجابي على عمل ( الدماغ ) و ( العقل ) .
انها آية التعارف التي تحدث عنها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)... ومن ومن أحسن من الله قيلاً ...، يقول الحق تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ( النساء: 122)
كان هذا ( الشق الآول ) من بيان ( الآية ) الكريمة التي تربط بين ( آية المعرفة )و آية (اختلاف الشعب والقبائل ) ...، اما (الشق الثاني ).. سنبسط القول فيه عن أُسُس بناء تلك ( المعرفة ) وما المحصلة الاخيرة من كل ذلك ؟! انه منهاج ( التقوى ) والمحصلة الاخيرة انتاج
( الكرم ) !!
لتعارف ( وسيلة ) لقيام المعرفة ... فما الهدف وما المبتغى من تلك الوسيلة ؟؟
الحق تعالى هدى ( الانسان ) ووضع امامه كل ( الطرق ) والمناهج ( الصالحة ) ليكون بعقله ( وتقواه ) من خير مخلوقات الله ..
فالهدف الاخير من آية ( اختلاف الشعوب والقبائل ) .. هي لقيام مجتمعات (كريمة) تقية قوية يتفعل معها ( الكرم ) في كل شعبة من شعب علومها وانتاجها ومعارفها ... يقول الحق تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).. ولنا في قصص القرءان الكريم قصة مثالية عظيمة في ( خلقها ) و ( تربيتها ) .. وهي قصة نبي الله شعيب مع قومه..
يقول الحق تعالى (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) ( الاعراف :85)
ليس غريبا ان نقرا عن اسم ( شعيب ) في هذه القصة ( الكريمة ) .. وليس غريبا ان تسمة قبيلته في القرءان باسم ( مدين ) ...
فشعيب ... لفظ له من دلالاته ( الشُعَب ) ... ولفظ ( مدين ) من دلالالتها ( مدن ) ..
وقصة ( شعيب ) تتمحور في معظمها في آيات تفعيل التقوى في قوم ( شعيب ) ، نقرا قوله تعالى، في شعيب وهو يخاطب قومه (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( الاعراف : 85ـ 86)
تفعيل التقوى (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ)
تفعيل التقوى (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)
تفعيل التقوى (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)
تفعيل التقوى (وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا)
ونقرا في الاية الكريمة من سورة الشعراء : (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ) ( الشعراء :176ـ 183)
تفعيل التقوى (إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ)
تفعيل التقوى (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
تفعيل التقوى (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ)
تفعيل التقوى (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ)
تفعيل التقوى (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
تفعيل التقوى (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ )
ما قراناه .. آيات عظيمة من آيات كتاب الله .. في كل مفصل من ( مفاصلها ) سنن ربانية ترسخ لمبادئ التقوى التي يجب ان تبنى عليه كل أسس ( التعارف ) بين الشعوب والقبائل ... والمحصلة الاخيرة قيام ( الكرم ) في تلك الشعوب وتلك ( المجتمعات ) .. مصداقا لقوله تعالى
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )( الحجرات :13 )
ومن احسن من الله قيلاُ ... فاللهم اجعلنا من اهل ( التقوى والمعرفة )
سلام عليكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة
آية ( التعارف ) لقيام ( المعرفة ـ العقل ) و( التقوى )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق