الانتهازية في ثقافة الدين
من اجل ثقافة دينية واعية
مصطلح الانتهازية هو من المصطلحات السياسية الذي يراد منه التقلب الفكري وفق فكرة (انتهاز الفرصة) في النشاط السياسي او الحكومي وقد وردت تلك الصفة في الذكر الحكيم لتصف شكل من اشكال الانتهازية
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14)
عندما يكون (الانتهازي) في وسطه المجتمعي انما يضع لتطبيقاته الانتهازية منطقا يستخلصه من وعاء اللامنطق ويستطيع المجتمع ان يعري الانتهازي انتهازيته فالعقل البشري قادر اجمالا على تعرية الانتهازيين الا ان الصفة المتقلبة تكاثرت في المجتمع الاسلامي بسبب التجديد والتحديث الى نسبة غالبة فتحولت الى داء مستشري في الجسد المجتمعي المتمسك بالثقافة الدينية فاصبحت قناعات المنطق النابعة من اللامنطق دستورا مجتمعيا في كثير من التطبيقات السياسية او الاقتصادية او غيرها حتى في منطق كرة القدم ..!! وبما ان سطورنا مختصة في الثقافة الاسلامية المعاصرة فنرصد بعض تلك الصفات الثقافية المبنية على منطقة اللامنطق الانتهازي في الثقافة الدينية حصرا وقد يرى متابعنا الفاضل معنا كثير من اشكال الحجاب الاسلامي الذي تحاول المرأة المسلمة من خلاله ان تبرز ثقافتها الدينية الا انها تبقى برجا للناظرين فتكون متبرجة بحجابها عندما تغطي شعر الرأس وتبرز بقية مفاتنها بلبس الملابس الضيقة او البراقة فيكون غطاء الرأس هو في عينه (منطقة اللامنطق) خصوصا اذا كانت مفاتن المرأة (المحجبة المتبرجة) تمر على القرءان مرور حملته الذين يهجرون احكامه ويترنمون بالفاظه
(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)(النور: من الآية31)
الا ان الملابس الضيقة او الملابس ذات الالوان الصارخة تخطف انظار الناظرين لزينة المرأة في برج جيوبها (تقاسيم جسدها) كما يخطف البرج انظار الناظرين فيكون التبرج في ثقافة دينية في اكبر انتهازية ثقافية يشهدها جيل المسلمين المعاصر ..!!
منطقة اللامنطق اصبحت ثقافة مباحة في ثقافة الدين فنرى وعسى ان نرى مثلا .... المسلمون (السنيون) الذين يلتزمون بالسنة النبوية كثيرا ويتقمصون تاريخها في الملبس والمأكل ويقيمون ثقافة الماضي في يوم معاصر الا انهم يقيمون جمعيات مدنية (غير حكومية) يطالبون فيها الحكومة بمنع زيجة القاصرات من كبار السن وكأنهم لا يعرفون سنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام في زواجه من عائشة وما بينهما من فروقات في السن مما دفع بعض الحكومات الى تبني ذلك المطلب الجماهيري واستصدار قانون يمنع زيجة القاصرات الا بامر قضائي وتبرز في هذا المقام الانتهازية الثقافية التي تتمنطق باللامنطق وتقيم لمنطقيتها عصا سلطوية (قانون وضعي) يلغي (قانون الهي) على مسمع ومرأى المسلمين في كل مكان ولا ننسى ان كثير من الدول تمنع زيجة القاصرات بموجب قوانين سلطوية وكأن سنن التكوين التي فطرها الله في الاكتمال الجنسي المبكر عند الاناث هي سنن باطلة مما يمنح الانتهازيون حق بناء نظم متألهة تعبر سقف سنن الإله الخالق ..!!
الامثلة التي تصف الانتهازية في الدين كثيرة وهي قديمة قدم الاسلام وقد عرفتها التجمعات الاسلامية القديمة تحت مسميات كثيرة منها (وعاظ السلاطين) الذين يقومون بأقلمة النصوص الشرعية وفق هوى السلطان ويسعون الى تكييف المجتمع المسلم الى تلك الاقلمة عندما يقومون بالتكييف الفكري الذي يخدم سلاطينهم فكثير من المفتين اجازوا للسلاطين فرض الضرائب الكمركية والمكوس وضريبة الدخل تحت تكييف فكري (الخراج) مما دفع السلاطين لان يجبروا الناس على دفع الخراج اكراها في الوقت الذي جعله الله من الواجبات الطوعية (لا اكراه في الدين) الا ان الاكراه في الدين جعل من الدين مكروها وسط منهجية الانتهازية الثقافية التي تمنطق فيها اللامنطق في كثير من مفاصل الانشطة البشرية خصوصا الانشطة المعاصرة التي شهدت تدخلا خطيرا من قبل الدولة الحديثة في شؤون الناس وحولت القوانين التي وضعها بشر الى نظم متألهة وعلى الناس ان يركعوا ويسجدوا لها تحت تكييف منطقي تنظيمي لتنظيم شؤون الجماهير الا ان دائرة اللامنطق ترينا عبودية الوهية للنظم الحديثة التي تدعي كذبا انها نظم تنظيمية بل هي نظم عبادية في اشرس انتهازية ثقافية مورست في زمن الدولة الحديثة ومنها اصبح معيار الانسان الصالح وغير الصالح يمر عبر ميزان قانوني محض مع اختفاء المعيار الديني فالانسان غير المصلي الذي يكون في المعيار الشرعي انسان غير صالح (تارك الصلاة) حيث يتحول في القانون البشري الوضعي الى انسان صالح عندما يطبق قوانين دولته (الإله الحديث) فاصبحت الانتهازية الدينية تسري في القنوات المجتمعية بشكل خطير ومن تطبيقاتها نجد اعراف مجتمعية ولدت مع زمن ولادة الدولة الحديثة ونجاح هيمنتها كما نرى ذلك (مثلا) في كثير من الاسر التي تبحث عن زوج لابنتها على ناصية قانونية ومن غير المهم ان يكون المتقدم للزواج على صلاح شرعي ام لا بل المهم ان يكون غير مطلوب من قبل قوانين الدولة الحديثة ..!!
لا يمكن ان يتم شرح الانتهازية في ثقافة الدين بصفتها سلة فكرية تجمع عيوب المسلمين بل في حقيقتها سلة تجمع عيوب الآدميين سواء في السياسة او في النظم المجتمعية او النظم الاقتصادية الا ان سطورنا التي تهتم بالنظم الاسلامية كانت محاولة لجعل تلك السطور مرآة عاكسة تعكس الانتهازية في ثقافة الدين ليس لغرض عرض العيوب الاسلامية في المسلمين بل لغرض التحصين من سريان العيوب الآدمية في ثقافة الدين
الحاج عبود الخالدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تابع الحوار :
http://aleijazat.alafdal.net/montada-f59/topic-t3686.htm#18387
من اجل ثقافة دينية واعية
مصطلح الانتهازية هو من المصطلحات السياسية الذي يراد منه التقلب الفكري وفق فكرة (انتهاز الفرصة) في النشاط السياسي او الحكومي وقد وردت تلك الصفة في الذكر الحكيم لتصف شكل من اشكال الانتهازية
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14)
عندما يكون (الانتهازي) في وسطه المجتمعي انما يضع لتطبيقاته الانتهازية منطقا يستخلصه من وعاء اللامنطق ويستطيع المجتمع ان يعري الانتهازي انتهازيته فالعقل البشري قادر اجمالا على تعرية الانتهازيين الا ان الصفة المتقلبة تكاثرت في المجتمع الاسلامي بسبب التجديد والتحديث الى نسبة غالبة فتحولت الى داء مستشري في الجسد المجتمعي المتمسك بالثقافة الدينية فاصبحت قناعات المنطق النابعة من اللامنطق دستورا مجتمعيا في كثير من التطبيقات السياسية او الاقتصادية او غيرها حتى في منطق كرة القدم ..!! وبما ان سطورنا مختصة في الثقافة الاسلامية المعاصرة فنرصد بعض تلك الصفات الثقافية المبنية على منطقة اللامنطق الانتهازي في الثقافة الدينية حصرا وقد يرى متابعنا الفاضل معنا كثير من اشكال الحجاب الاسلامي الذي تحاول المرأة المسلمة من خلاله ان تبرز ثقافتها الدينية الا انها تبقى برجا للناظرين فتكون متبرجة بحجابها عندما تغطي شعر الرأس وتبرز بقية مفاتنها بلبس الملابس الضيقة او البراقة فيكون غطاء الرأس هو في عينه (منطقة اللامنطق) خصوصا اذا كانت مفاتن المرأة (المحجبة المتبرجة) تمر على القرءان مرور حملته الذين يهجرون احكامه ويترنمون بالفاظه
(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)(النور: من الآية31)
الا ان الملابس الضيقة او الملابس ذات الالوان الصارخة تخطف انظار الناظرين لزينة المرأة في برج جيوبها (تقاسيم جسدها) كما يخطف البرج انظار الناظرين فيكون التبرج في ثقافة دينية في اكبر انتهازية ثقافية يشهدها جيل المسلمين المعاصر ..!!
منطقة اللامنطق اصبحت ثقافة مباحة في ثقافة الدين فنرى وعسى ان نرى مثلا .... المسلمون (السنيون) الذين يلتزمون بالسنة النبوية كثيرا ويتقمصون تاريخها في الملبس والمأكل ويقيمون ثقافة الماضي في يوم معاصر الا انهم يقيمون جمعيات مدنية (غير حكومية) يطالبون فيها الحكومة بمنع زيجة القاصرات من كبار السن وكأنهم لا يعرفون سنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام في زواجه من عائشة وما بينهما من فروقات في السن مما دفع بعض الحكومات الى تبني ذلك المطلب الجماهيري واستصدار قانون يمنع زيجة القاصرات الا بامر قضائي وتبرز في هذا المقام الانتهازية الثقافية التي تتمنطق باللامنطق وتقيم لمنطقيتها عصا سلطوية (قانون وضعي) يلغي (قانون الهي) على مسمع ومرأى المسلمين في كل مكان ولا ننسى ان كثير من الدول تمنع زيجة القاصرات بموجب قوانين سلطوية وكأن سنن التكوين التي فطرها الله في الاكتمال الجنسي المبكر عند الاناث هي سنن باطلة مما يمنح الانتهازيون حق بناء نظم متألهة تعبر سقف سنن الإله الخالق ..!!
الامثلة التي تصف الانتهازية في الدين كثيرة وهي قديمة قدم الاسلام وقد عرفتها التجمعات الاسلامية القديمة تحت مسميات كثيرة منها (وعاظ السلاطين) الذين يقومون بأقلمة النصوص الشرعية وفق هوى السلطان ويسعون الى تكييف المجتمع المسلم الى تلك الاقلمة عندما يقومون بالتكييف الفكري الذي يخدم سلاطينهم فكثير من المفتين اجازوا للسلاطين فرض الضرائب الكمركية والمكوس وضريبة الدخل تحت تكييف فكري (الخراج) مما دفع السلاطين لان يجبروا الناس على دفع الخراج اكراها في الوقت الذي جعله الله من الواجبات الطوعية (لا اكراه في الدين) الا ان الاكراه في الدين جعل من الدين مكروها وسط منهجية الانتهازية الثقافية التي تمنطق فيها اللامنطق في كثير من مفاصل الانشطة البشرية خصوصا الانشطة المعاصرة التي شهدت تدخلا خطيرا من قبل الدولة الحديثة في شؤون الناس وحولت القوانين التي وضعها بشر الى نظم متألهة وعلى الناس ان يركعوا ويسجدوا لها تحت تكييف منطقي تنظيمي لتنظيم شؤون الجماهير الا ان دائرة اللامنطق ترينا عبودية الوهية للنظم الحديثة التي تدعي كذبا انها نظم تنظيمية بل هي نظم عبادية في اشرس انتهازية ثقافية مورست في زمن الدولة الحديثة ومنها اصبح معيار الانسان الصالح وغير الصالح يمر عبر ميزان قانوني محض مع اختفاء المعيار الديني فالانسان غير المصلي الذي يكون في المعيار الشرعي انسان غير صالح (تارك الصلاة) حيث يتحول في القانون البشري الوضعي الى انسان صالح عندما يطبق قوانين دولته (الإله الحديث) فاصبحت الانتهازية الدينية تسري في القنوات المجتمعية بشكل خطير ومن تطبيقاتها نجد اعراف مجتمعية ولدت مع زمن ولادة الدولة الحديثة ونجاح هيمنتها كما نرى ذلك (مثلا) في كثير من الاسر التي تبحث عن زوج لابنتها على ناصية قانونية ومن غير المهم ان يكون المتقدم للزواج على صلاح شرعي ام لا بل المهم ان يكون غير مطلوب من قبل قوانين الدولة الحديثة ..!!
لا يمكن ان يتم شرح الانتهازية في ثقافة الدين بصفتها سلة فكرية تجمع عيوب المسلمين بل في حقيقتها سلة تجمع عيوب الآدميين سواء في السياسة او في النظم المجتمعية او النظم الاقتصادية الا ان سطورنا التي تهتم بالنظم الاسلامية كانت محاولة لجعل تلك السطور مرآة عاكسة تعكس الانتهازية في ثقافة الدين ليس لغرض عرض العيوب الاسلامية في المسلمين بل لغرض التحصين من سريان العيوب الآدمية في ثقافة الدين
الحاج عبود الخالدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تابع الحوار :
http://aleijazat.alafdal.net/montada-f59/topic-t3686.htm#18387
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق