الطالب بشار طلال
طالب من المدرسة الأهلية يتألق في دراسته للأنفجارات المغناطيسية فوق سطح الشمس.
بقلم : محمد يوسف جبارين (ابو سامح)..أم الفحم..فلسطين
بشار طلال من قرية معاوية ، أنهى بأمتياز دراسته الثانوية في المدرسة الأهلية في أم الفحم والتي يديرها الدكتور سمير محاميد ، وأمتاز أيضا بدماثة خلقه وحسن بيانه ولطافة معشره ، وكل هذا لفت الانتباه اليه ، وأكسبه أحتراما بين زملائه ومعلميه .. وفي خلال دراسته الثانويه وفي غضون عامين انشغل بشار بالاضافة الى دروسه في انجاز بحث في الفيزياء ، وهو ما استغرق منه جهدا ليس بسيطا ووقتا طويلا في القراءة وأجراء القياسات وتحليلها والكتابة ، وقد أمتاز بشار في بحثه وحصل على علامة 99% ، وكان بحثه أضافة علمية يستفاد منها لما فيه من تحليل ولفت انتباه الى مسائل لم تزل تستدعى بحثا عن حقائق لم تزل غائبة عن العقل البشري .
وقد كان موضوع بحث الطالب ينصب على التغيرات في أمواج الراديو الناتجة عن الانفجارات المغناطيسية التي تحصل فوق سطح الشمس ، وعلى الأخص منها الأمواج التي طولها خمسة سنتمترات أو أكثر أو أقل من ذلك بأجزاء من السنتمتر . فهذه الموجات يمكنها أن تعطي أمكانية معرفة دقيقة للوقت الذي يوشك فيه انفجار مغناطيسي فوق سطح الشمس أن يحصل ، وأيضا تمكن من متابعة حصولة وبلوغه الأوج ثم خموده وتلك المتابعة ممكنة بفضل أمواج الراديو تلك التي تأتي الأرض ويمكن التقاطها ، ما يتيح أمكانية المتابعة ثانية تلو أخرى ، مما يساعد على أجراء تقدير لشدة هذا الأنفجار ومعرفة متى يحصل والفترة الزمنية التي يتم فيها حدوثه وما يترافق معه من رياح شمسية تندفع الى خارج الشمس . وهي التي لها تأثيرها المهم على مناخ الأرض ، لما لها من آثارها هامة على المجال المغناطيسي للارض ، ولما تتسبب به من تفاعلات نووية بينها وبين ذرات الهواء ، هذا بالاضافة الى تأثيرها على صحة المسافرين بالطائرات ، وما يمكنها تركه من تأثير على الأجهزة الألكترونية للأقمار الصناعية التي تحوم حول الارض ، وما الى ذلك من تأثير على شبكات الاتصال ، فالصواعق المغناطيسية هي نتيجة مباشرة لهذه الرياح الشمسية ، وهذه واضحة التأثير على منظومة الارسال وخاصة منها المتصلة ببث الأقمار الصناعية الى الارض ( البث التلفزيوني ، وما الى ذلك ..) . وهكذا التقاط أمواج الراديو تلك الآتية من الشمس بصورة مستمرة يشكل أساسا لفكرة الأنذار المبكر ، ذلك بأن الموجات الكهرومغناطيسية ، تحتاج ما يقارب ثمانية دقائق من أجل أن تقطع المسافة من الشمس حتى الأرض ، وهذه فترة كافية لمعرفة فيما اذا هناك انفجارات مغناطيسية على سطح الشمس ، وتقدير شدة الرياح الشمسية المتقدمة بعيدا عن الشمس ، وما اذا كانت هذه الرياح تتجه نحو الارض أو يكون اتجاهها بعيدا عن الارض . وهذا يساعد في توفير حماية للأقمار الصناعية ، وأيضا في اتخاذ القرارات المتعلقة بأقلاع الطائرات ، ذلك بأن المسافرين في الطائرة سوف يتعرضون لأشعاعات عالية الشدة في حال اصطدام الرياح الشمسية بالأرض . من هنا يكتسب البحث أهميته فهو على صلة كبيرة بعوامل كثيرة تؤثر في حياة الناس في الأرض ، لذلك الانشغال بمادة البحث والعمل على نموها وتطورها في كافة متغيراتها ذات الصلة ، بالغ الأهمية .
يقول الطالب بشار بأن موجات الراديو التي طولها خمسة سنتمترات أو أقل أو أكثر من ذلك بقليل تأتي من الشمس في وقت تكون فيها الانفجارات المغناطيسية فوق سطح الشمسن وايضا في الوقت الذي لا توجد فيه هذه الانفجارات ، ما يساعد كثيرا على متابعة الأوقات التي تحصل فيها هذه الانقجارات ..ويضيف بشار قوله بأن مجالات مغناطيسية محلية تنشأ على سطح الشمس ( بقع شمسية ) لأسباب متعددة تحتاج الى شرح مستفيض ، وهذه المجالات المغناطيسية عالية الشدة ، فمثلا بقعتان شمسيتان معا ، أشبه حالا بمغناطيس فواحدة منها قطب شمالي والثانية قطب جنوبي ، وبين هاتين البقعتين الشمسيتين تمتد خطوط المجال المغناطيسي ، فوق سطح الشمس ، فيمكن مثلا تصور بقعة واحدة قطرها بطول قطر الأرض ، ثم ان المجال المغناطيسي بينهما يصل ارتفاعه فوق سطح الشمس الى خمسين ألف كيلومترا مثلا ، فاذا امتلاء هذا المجال المغناطيسي بالبروتونات والألكترونات وجاء بتماس مع مجال مثله فوق سطح الشمس فعندها تتحرر طاقة مغناطيسية هائلة ويحصل ما ندعوه بالأنفجار المغناطيسي ، وتندفع تلك الكميات الهائلة من البروتونات والألكترونات الى خارج الشمس ، وهذه هي الرياح الشمسية المنبعثة من الشمس والتي تغادرها بسرع تتراوح ما بين اربعمائة كيلومترا في الثانية الى ألف كيومترا في الثانية ..وهي في خلال اندفاعها الى خارج الشمس أشبه ما تكون بكتلة مغناطيسية كهربائية هائلة ، فتأثيرها على رواد الفضاء والمركبات الفضائية ، وعلى الارض مهما ، ويحتاج الى دراسة مستمرة . وهذا الفهم يكسب وعيا بقيمة البحث في أمواج الراديو وما يمكنها أن تزودنا به من معلومات بوقت مبكر قبل وصول الرياح الشمسية الى الارض أو قبل تعرض المركبات الفضائية لها .
وفي أنشغال بشار في بحثه كان عليه متابعة الشمس من خلال تلسكوب راديو قطر مرآته متران ونصف ، ويعمل هذا التلسكوب على التقاط أمواج الراديو الآتيه من الشمس ، ويسجلها دقيقة بدقيقة ، وقد أمتدت المتابعة في فترة دامت عاما ونصف العام ، ثم قام بشار على بناء رسومات بيانية توضح العلاقة بين اطوال امواج الراديوالمختلفة ، وفيض كل موجة منها ، في الأزمنة المختلفة ، وهذه الرسومات البيانية ، قد أعطت بشار صورة واضحة عن الأزمنة التي حدثت فيها الانفجارات المغناطيسية ، ومدى شدتها ، وأكثر من ذلك فقد ظهرت تغيرات في موجات الراديو تنم على أشارات سابقة على حدوث الانفجار وذات وجه دلالة على أنه وشيك الحدوث ، وهذا هام لأنه انباء مبكر بأن أنفجارا يوشك أن يحدث ..وهكذا بفضل التقاط موجات الراديو ذات الأطوال اياها ، أمكن بناء بيان بلغة موجات الراديو توضح ما يحدث على سطح الشمس من نشاط مغناطيسي مقترن بدفع رياح شمسية الى خارج الشمس .
وناهيك الى تلسكوب الراديو وطريقة استعماله في اجراء القياسات ( التقاط موجات الراديو من الشمس) ، وما يتصل بذلك من بناء علاقات بين المتغيرات المختلفة ، ونتائج القياسات وتحليلاتها واستخلاص العلم منها بحقائق جارية فوق سطح الشمس ، وما أفرده لها الطالب بشار في بحثه من مساحة ، فقد تناول في كتابته للبحث أيضا موجات الراديو وكيفية نشوئها ومصادرها في الشمس ، ويتوصل كل متصفح للبحث الى انبهار بروعة هذا البحث وقيمته العلمية .
ولقد قام على تعليم الطالب بشار وارشاده الذي أدى به الى هذا الانجاز الرائع الاستاذ محمد يوسف ( ابوسامح) ام الفحم ، ولقد تمت استشارة الدكتور راشد محاميد الباحث في مجال الميكروميكنيك في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الاميركية ، في جوانب هامة ذات صلة بتقنيات ذات صلة بالبحث . ويقول بشار بأنه في خلال سيرته مع البحث استشعر صعوبات ليست بسيطة ، لكن تشجيع الكتور سمير واصراره على الاستمرار بالعمل الدائب على تجاوز الصعوبات هو ما أكسبه حالة معنوية قوية أنضافت الى أجتهاده ، فتمكن من التألق بأنجازه في نهاية المطاف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق