السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وصلت قراءة هذا الموضوع على صفحات المعهد الى ( 2800 ) مشاهدة ، وذلك لما طرح فيه من مرابط قرءانية غاية في الآهمية ، لذا ارتأينا اعادة نشره هنا صفحات المدونة ، لتعميم الفائدة . ومن الله التوفيق ..
هل كان النبي ( داوود ) قبل ( موسى ) أم بعده ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة العالم الجليل الحاج عبود الخالدي
وَرد تساؤل من اخ فاضل يسأل عن رسالة النبي ( داوود ) هل كانت قبل رسالة ( موسى ) عليه السلام ام بعدها ؟
حضر في ملخصها :
أنّ هناك ءايات تشهد ان النبي ( داوود ) كان قبل ( موسى ) ولكن هناك ءاية اخرى وهي الآية التي حضرت في قصة ( طالوت ) تصف غير ذلك ؟
والايات هي :
- يقول الحق تعالى ((وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) الآنعام :84
هنا كما هو واضح رسالة النبي ( داوود ) كانت قبل رسالة النبي ( موسى ) !
- ولكن في هذه الآية من المثل في قصة ( طالوت ) ..نرى العكس.. لآن ( طالوت ) كان بعد ( موسى ) عليه السلام
- (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة :251
وهناك نقطة اخرى هامة : فلفظ ( داود ) مكتوب في الآية الآخيرة في مثل ( طالوت الملك ) بـ ( واو ) واحدة ..( داود) ..علماً أنا نقلنا الايات الكريمة المستشهد بها الكريمة من ءايات المصاحف الالكترونية المعروفة في المواقع الاسلامية .
فهل لفظ ( داود ) في المثل ( الطالوتي ) يكتب فقط بواو واحدة ام هناك خطأ ما ؟ في النسخة الالكترونية المنقول منها ؟.. هذا للايضاح .
مع خالص الشكر والاحترام .
........................
جوابية : العالم الجليل الحاج عبود الخالدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سليمان قبل موسى كما يسجله التاريخ وجدولة الملوك وداوود هو ابو سليمان كما فهم الناس من نصوص القرءان
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16
ورغم ان النص الشريف يوحي ببنوة سليمان لداود فان (ارث العلم) يؤتى من خلال مناقله لحيازة المال والعلم اما ارث النسل فيؤتى من خلال ارث البصمة الجينية وهي البنوة ونرى في النص الشريف (علمنا منطق الطير) وهو (ارث علم) لا بنوة كما هي معارف الناس
الباحث القرءاني لايحتاج الى بيان البنوة بين داوود وسليمان كما لا يحتاج الى الحقبة الزمنية المتوالية بين الانبياء لانهم يمثلون لبنة واحدة خارج عنصر الزمن الا اذا كانت الحاجة علمية تخص بيانات قرءانية يراد لها ان تـُستكمل لتقوم اركان المادة العلمية كما في نص (وقتل داوود جالوت) حيث تثير تلك الصفة حفيظة قاريء القرءان وتدفعه الى استكمال اركان المادة العلمية التي يريد حيازتها فيبحث عن اثارة تقول (كيف تم قتل داوود وبني اسرائيل جائوا بعده) وهي اثارة يراد منها (برهمة) البحث من خلال منافذ رصينة يعالجها الباحث الابراهيمي
في المصحف العثماني المرسوم يديويا وجدنا ان لفظ (داود) جاء بواو واحدة في اكثر من نص فيه كما وجدنا في سورة النساء تاخير اسماء الانبياء على حقبهم الزمنية بما فيهم سليمان على اسم النبي داوود
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَءاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163
قتل داوود جالوت .... نؤكد ان عملية القتل لا تعني سفك الدم بل تعني وقف فاعليه لوقف فاعلية اخرى كما روجنا في منشورات منشورة في هذا المعهد فالاسم هنا (مركب) كما في لفظ (عبد الله) فلو قلنا اسمه (عبد) فهو يعني (رقيق مملوك) او قلنا اسمه (الله) فهو اسم لصفة لن تكون في مخلوق فيكون الاسم المركب (عبد الله) مستكملا لصفتين متلازمتين لا تنفصمان وان تم فصلهما اختل القصد كذلك لو قلنا (داوود) فان ذلك يعني نبي اسمه داوود ولو قلنا (جالوت) فان ذلك يعني ان هنلك موصوف بصفة جالوت وله جند كما جاء في سورة البقرة ولم يسمى اسم (داوود) كعنصر من عناصر طالوت والمقاتلين معه واذا اردنا ان نكون على طاولة علوم الله المثلى فيكون لفظ جالوت في علم الحرف القرءاني من لفظ (جل .. جلى .. جلا .. جلي .. جال .. جالوت ... و ... و ) ولعل منطقنا الناطق يدرك معنى (انجلت الغبرة) مثلا اي انتقلت من مكان غبرتها او يقال (جلاء الجيش المحتل) وهنلك في بعض الدول عيد الجلاء وهو يعني انتقال تواجد الجيش المحتل الى خارج حاويته او يقال قررت العشيرة اجلاء المعتدي من الديرة وهو يعني انتقال فاعلية احتواء المجلي وتلك الحاوية هي بلدته التي جلا منها ونقول انجلت الحقيقة فذلك يعني انها انتقلت من حاوية خفية الى حاوية مبينة فـ (جالوت) هو (حاوية الجلي) اي هو حاوية التي تحوي (الانتقال للمحتوى) عبر رابط بدلالة وجود حرف الواو في (جالوت) فهو (حاوية تفعل محتوى رابط)
داوود بـحرف (واو مكرر) لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (منقلب سريان لـ قلب سريان رابط فعال الربط)
داود بحرف (واو واحدة) لفظ يعني في علم الحرف (منقلب سريان لـ قلب سريان رابط فعال)
اذا كانت الصفة الداوودية في وظيفة ربط محددة المسار فهي لا بد ان يكون لها حرفان من حرف الواو (لقلب سريان رابط ) (فعال الربط) فهو في وظيفة ربط فعالة في مربطها اما اذا كانت وظيفة الصفة الداوودية هو انتاج (رابط فعال فقط) فهو لفظ (داود) بواو واحدة
عملية وقف فاعلية (داوود جالوت) او (داود جالوت) تحتاج الى طاولة بحث ابراهيمية مطلقة وليس نسبية حيث يحمل البيان القرءاني ءاية عظمى لو تلقفها العقل الابراهيمي خصوصا في مهمة الاصلاح التي يقودها طالوت
جالوت ... حاوية (الجلو) في علم الحرف القرءاني تعني (حاوية فاعلية احتواء لـ رابط نقل فعال) ... لو طبقت تلك الصفة في زمننا لوجدناها في (الموجة الكهرومغناطيسية) فهي (حاوية جسيمات مادية) (انجلت من مصدرها) اي انتقلت من مصدرها على شكل (حاوية) تمتلك فاعلية محتوى (جسيمي) ينتقل لاغراض (ربط فعال) وذلك المصدر الذي انجلت منه هو في صفة داوودية (داوود) الذي يقلب سريان الموجة المغناطيسية لـ يقلب سريانها لترتبط ربطا (فعال الربط) وتلك الصفة موجودة في ظاهرة (دائرة الرنين) فحين يهتز المصدر (المرسل) يهتز ايضا (المرسل اليه) فتقوم دائرة الرنين الفيزيائية في وسط مغنطي فهي (موجة مغناطيسية) لها وظيفة (نقل) (رابط فعال) ... في ما نراه من تقنيات اتصالات فهي (داوود جالوت) + (داود جالوت) بصفتين لها مصدر داوودي او (داودي) كما سنرى يتم قتلها (وقف فاعليتها) لـ (وقف فاعلية الامراض التي تسببها) وهي الاتصالات من مصدر (داوود) بحرفين للواو لانها تمتلك (رابط فعال الربط) اما الموجة الكهرومغناطيسية المبعثرة كموجات المسح الراداري او الموجات الطائشة فهي لا تمتلك (رابط فعال الربط) بل تمتلك (رابط فعال فقط) فهي لا تذهب الى (متصل ومتصل به) اي (رابط فعال الربط) بل تنتشر على شكل (اشعاع نوع الفا) وهو يتراكم كجسيمات موجية (مقيدة) على جسم المخلوقات والاشياء فتكون تلك الجسيمات التي لا تستهلك اي (لا تمتلك رابط فعال الربط) فتتحول الى ما يشبه (الغشاء) الذي (يغشى الناس هذا عذاب اليم) وبسببه تقوم حزمة امراض عصرية حسب طيف كل وطور كل انسان
اذا كان (داود جالوت) بواو واحدة فذلك يعني ان المصدر لا يبثق (منقلبات سريانه) ليقيم (رابط فعال الربط) بل (رابط فعال فقط) وتلك المصدرية في الوصف العلمي تقع في تطبيقات (موجة المسح الراداري) فهي موجة كهرومغناطيسية من مصدر (داود) بواو واحدة لان فاعلية االربط فعاله ليس في الاتصال المتبادل (رابط فعال الربط) بل وظيفتها تنحسر في (رابط فعال) فقط ومثلها الموجات المرتدة من موجات الاتصال فيكون مصدرها عشوائي الجسيمات (دخان) يتراكم على شكل غشاء ضار على الناس وقد ادركها العلم الحديث في (ايقاعات الفا) الاشعاعية التي تحدثها الموجات الكهرومغناطيسية ويؤكد العلم انه تتراكم على الاسطح والاجساد والنبات وغيرها
الله سبحانه جعل في خلقه نظم تحفظ الذكر ففي السطور اعلاه ظهرت فاعلية حافظات الذكر في حرفية القرءان في لفظ (داوود) او (داود) وحين تستقر تلك المراشد على طاولة بحث في علوم الله المثلى يكون للباحثين في تلك العلوم قدرة معرفة وظيفة اللفظ في الاية المراد تفعيل بيانها في العقل فيظهر للباحث حاجة اللفظ الى حرفين للواو او حرف واحد ... في معالجة لفظ (قتل داوود جالوت) يكون وقف فاعلية المصدرية الداوودية عندما يكون اللفظ بواو واحدة (رابط فعال) او بالصفة الداوودية بحرفين للواو (رابط فعال الربط) وهي صفة جامعة لـ (داوود جالوت) ذلك لان (جالوت) الصفة يمتلك (رابط فعال) وليس رابط (فعال الربط)
هنلك بعض المصاحف كتبت لفظ (داود) واضافت له (واو صغيره) بجانب حرف واو كبير لكي يقرأها القاريء (بواوين او بواحدة) او بتضخيم واو واحدة فقط كما ان هنلك مصاحف منسوخة يدويا وضعت على حرف الواو الواحد في (داود) ضمة صغيرة الا ان علوم الله المثلى لا تتعامل مع حركات اللفظ القرءاني (لا تحرك به لسانك) حيث تكون خارطة الحرف هي الرصد العلمي لقيام القصد الالهي في عقل المرسل اليه (قاريء رسالة الله) وبالتالي يكون القرءان محميا من التحريف الحرفي من خلال (استكمال البيان) الذي يمارسه الباحث في علوم الله المثلى ومثل تلك الصفة معروفة في المناهج العلمية في كثير من مفاصلها حيث يظهر للباحث في تلك العلوم نقص او زيادة في خارطة الظاهرة علميا فيقوم الباحث بالتقصي عن تلك الحقيقة ليكون في يقين الموقنين بشطب الزيادة او استكمال نقص المنقصة
من تلك الرجرجة يتضح ان الباحث القرءاني لا يحتاج الى معلومة (من الاسبق) داوود او موسى ذلك لان الحقبة الزمنية لا تغير في موصوفات البيان القرءاني لان القرءان خارطة ترسم نظم الخلق لديمومة مطلقة وعند تفعيل نظم الخلق تظهر حاجة الاسبق في عملية (تلاوة) شيء يتلو شيء فقط في التنفيذ ففي خارطة لمنزل (مثلا) لا يهم المهندس الذي يقرأ الخارطة كيف رسمت الخارطة وهل رسم جدار المطبخ قبل جدار السلم الا انه حين يمارس البناء تنفيذيا تقوم (تلاوة الايات) حكما في التنفيذ لتلك الخارطة فيكون بناء الاساس سابقا على بناء الجدران ويكون بناء الجدران حكما يسبق بناء السقف و (الامثال تضرب ولا تقاس) اما سابقية الصفة الداوودية على الصفة (السليمانية) فهو حكم تكويني فداوود الصفة اذا ما رصد في سوء استخدام الموجه الكهرومغناطيسية فان صفة السلامة في (سليمان) تؤتى ارثا من الصفة الداودية فان لم يكن داود لا يكون سليمان بحاجة الى (تبادلية السلامة)
داوود جالوت ... صفة واحدة موحدة في (اسم مركب) لا يتم فصلهما ويتم قتلها بفعل واحد في فعل طالوت حسب الوعد الالهي في برامجية الخلق
الموضوع متعلق بمنظومة الاصلاح لما فسد ويفسد في الارض وهو موضوع متصل بثقافة الاصلاح المهدوية ولها علاقة بغرق فرعون وجنده ومن المستحب ان يتم نقل هذه الجوابية وتساؤلها في موضوع منشور من قبلكم في (حديث عن المهدي المنتظر) وهو حديث يلقى اهتمام ملحوظ
داوود النبي الذي عاش في زمنه وسط قومه لا يقيم لنا في زمننا اي رابط رجعة اليه وبموجب نص قرءاني
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }يس31
فالرجعة الى سابقية داود او موسى لا يقيم رابطا يفي حاجة من حاجاتنا ذلك لان نظم التكوين مستمرة فينا ونحن نبحث عن (الصفة) في (موصوف معاصر) اما الموصوفين في زمنهم فقد هلكوا اما الصفات التي تحملها نظم الخلق فهي مستديمة باقية في موصوف اخر يختلف عن موصوف القرون التي قبلنا وعلى سبيل المثال قيل في الزمن الماضي ان من امتلك (الراحلة) و (الزاد) وجب عليه حج البيت ... الراحلة في زمنهم هي من الدواب ... الراحلة في زمننا هي السيارة او الطائرة ... بقيت الصفة قائمة في (توفر الراحلة) الا ان الموصوف بالراحلة تغير في زمننا ومثلها كل اسم حمل صفة في القرءان فاندثر الموصوف وبقيت الصفة في ذكرى قرءانية تتفعل حين تقوم الذكرى في عقل حامل القرءان
سلام عليكم
..................................................
المصدر : المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة
هل كان النبي ( داوود ) قبل ( موسى ) أو بعده ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق